تترقب الأسواق المالية خلال الأيام المقبلة تأثير ما أعلنه البنك المركزي الأمريكي، أمس الأربعاء من رفع سعر الفائدة الرئيسي للمرة الرابعة خلال العام 2022، على الأسعار المحلية لدول العالم، لا سيما تأثير رفع الفائدة على سعر الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي.

يُشار إلى أن رفع الفائدة في أمريكا يأتي في محاولة لاحتواء التضخم الذي ارتفع إلى 9.1 بالمئة وهو أعلى مستويات التضخم في الولايات المتحدة الامريكية منذ تشرين الثاني/نوفمبر1981م.

المختص في الشأن المالي والاقتصادي أحمد أبو قمر أشار إلى أن التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية يعود لأسباب متعددة: منها نقص السلعة من الأسواق؛ حيث تشهد إقبالا كبيرًا من المستهلكين لشرائها؛ ما أدى إلى نقص المعروض في الأسواق، إضافة إلى زيادة النظام النقدي وهي الأموال الموجودة في أيدي الناس؛ ما تسبب بارتفاع أسعار السلع.

ومن الأسباب الأبرز لزيادة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية -وفقًا لأبو قمر- السياسة الأمريكية المتبعة خلال جائحة كورونا والتي شهدت ركوداً اقتصادياً وإغلاقاً للمصانع، قائلًا: "إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضخ نحو 2.5 مليون دولار؛ لتنشيط الأسواق والمصانع، ضمن خطة انعاش الشركات؛ بسبب تبعات كورونا؛ ما خلق نظاما نقديا كبيرا تسبب بزيادة التضخم.

ولفت أبو قمر إلى "شمس نيوز" إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها الكارثية في نقص الحبوب، والقمح، والغاز، والنفط والسلع في أوروبا، وتعطل حركة الموانئ الروسية والأوكرانية، تُعد واحدة من الأسباب الأساسية في زيادة التضخم لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أن زيادة التضخم يدفع البنك المركزي الأمريكي لاتخاذ خطوات عدة لكبح جماح التضخم، ومن أهمها رفع سعر الفائدة، ويهدف ذلك لامتصاص الأموال من الأسواق؛ لتشغيلها في البنك بدلًا من ضخها في الأسواق مقابل زيادة في الاستثمار.

وأشار إلى أن رفع الفائدة على العملة المحلية يتسبب بزيادة قوتها، فعندما يرفع البنك المركزي الأمريكي الفائدة تزيد قوة الدولار أمام العملات الاخرى.

وفيما يتعلق بتأثير رفع الفائدة على الدولار بنحو 75 نقطة قال المختص المالي والاقتصادي أبو قمر: "إن معدل رفع سعر الفائدة كان متوقعًا في الأسواق، وهو ما دفع الأسواق لتحديد الأسعار قبل الارتفاع"، لافتًا إلى أن الارتفاع المتوقع في سعر الدولار على الشيكل لن يكون كبيرا".

وتوقع أبو قمر أن يتراجع سعر الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي إلى نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، حيث يتعلق ذلك بتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي بشأن سياسات البنك للأشهر المقبلة.