لا تكاد تتوقف الجهود للبحث عن مسارات جديدة للتطبيع العربي الإسرائيلي, فالتطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي حاضر دائما ويعمل بجد واجتهاد, اما اخر تقاليع العرب للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني المجرم فهو ما كشفت عنه صحيفة "معاريف" العبرية عن اتفاق بين شركة حكومية إماراتية وما يسمى بوزير التعاون الإقليمي الصهيوني عيساوي فريج، لإقامة ملعب جديد لكرة القدم في مدينة كفر قاسم التي شهدت مجزرة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيا, ووفق الصحافة العبرية، فإن الإمارات ستموّل بالكامل بناء الملعب الذي يحمل اسم "خليفة" ويتسع لـ8 آلاف مقعد، ومن المتوقع الشروع في تنفيذه في الأشهر القليلة المقبلة. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع صفقة يحاول الوزير فريج إبرامها بين رجل أعمال إماراتي مقرب من الحكومة الإماراتية، ونادي هبوعيل الإسرائيلي لشرائه بالكامل، ولقي خبر تمويل الإمارات بالكامل لإقامة ملعب على أنقاض القرية الفلسطينية ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّر المغردون عن استهجانهم من هذه الخطوة، وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبّع العلاقات مع "إسرائيل"، وجرى التوقيع بوساطة من الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في سبتمبر/ أيلول 2020. ومنذ تطبيع العلاقات بينهما وقّع الجانبان على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل تعيين السفراء وزيارات المسؤولين، وتبرم الامارات بشكل مستمر اتفاقات جديدة مع الكيان الصهيوني، وتحث الدول العربية على التطبيع مع "إسرائيل" وتورطت في شراء عقارات من المقدسيين وتقديمها لجمعيات صهيونية تسعى لتهويد القدس.
وسبق أن أثير الحديث عن صفقة مماثلة في نوفمبر 2020، حين نشرت وسائل إعلام عبرية حينها، أن رجل أعمال إماراتي كان على وشك إتمام صفقة لشراء فريق هبوعيل تل ابيب قبل أن تتوقف المفاوضات لاحقاً. ومحاولة شراء نادي هبوعيل تل أبيب لم تكن الأولى إماراتياً، فقد حاول قبلها رجل الأعمال الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان شراء نصف أسهم نادي "بيتار القدس" الإسرائيلي، قبل أن تفشل الصفقة نتيجة رفض رابطة مشجعي النادي الصهيوني عملية البيع. ونفذت رابطة مشجعي الفريق حينها اعتداءات ضد مؤيدي الصفقة، كما أنها استمرت في ترديد الهتافات العنصرية ضد العرب والمسلمين. ما يسمى بوزير الجيش الصهيوني "بيني غانتس" عبر عن دعمه الكامل للاستفادة من علاقات التطبيع الجديدة مع دول عربية وقال "أعتقد أنه يمكننا الاستفادة من اتفاقيات أبراهام، والعلاقات مع الشركاء الإقليميين من أجل تقوية السلطة الفلسطينية وتعزيز إجراءات بناء الثقة", ولا ادري عن ماذا يتحدث المجرم الصهيوني بيني غانتس الذي يعتقد ان التطبيع طريق "إسرائيل" السهل للتسلل الى العواصم العربية والتغلغل في المجتمع العربي, وهو يعلم تماما ان هناك رياضيين عرب من الجزائر والكويت وتونس والمغرب ومصر والسعودية وغيرها رفضوا اللعب مع لاعبين إسرائيليين وتخلوا عن الفوز بالبطولات التي تدربوا عليها لأشهر طوال عندما اوقعتهم القرعة مع لاعبين او لاعبات صهاينة, فهؤلاء الابطال العرب عبروا عن موقفهم الرافض للاعتراف "بإسرائيل" والتطبيع معها, واعتبروا ان عدم المشاركة في بطولة يرفع فيها العلم الإسرائيلي هو في حد ذاته بطولة يقدرها الشعب العربي والفلسطيني جيدا.
وقد شهدت الساحة الرياضية 6 تحركات تطبيعية، أبرزها توقيع مذكرة تعاون بين رابطتي كرة القدم للمحترفين في الإمارات و"إسرائيل"، واحتراف أول لاعب كرة قدم إسرائيلي في الدوري الإماراتي. ودعا نادي "هبوعيل (بئر السبع)" الإسرائيلي لكرة القدم فريق شباب نادي الأهلي الإماراتي لإقامة مباراة ودية بينهما، وقال النادي الإسرائيلي، عبر "تويتر": "نحن متحمسون لاتفاق السلام مع الإمارات، لذا وجهنا دعوة لإقامة مباراة ودية تجمعنا مع بطل الكأس الإماراتي"، كشف موقع "i24news" اعتزام أندية إماراتية (لم تسمها) التعاقد " مع لاعب المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم، بيرم كيال. وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت رابطة كرة القدم للمحترفين الإماراتية توقيع مذكرة تعاون مع نظيرتها الإسرائيلية، بحسب صحيفة "البيان الرياضي" في أبو ظبي. وتمت مراسم التوقيع قبل يوم من تاريخ إعلان الاتفاقية، في لقاء "عن بعد" جمع رئيس رابطة المحترفين الإماراتية، عبد الله ناصر الجنيبي، ورئيس رابطة الدوري الإسرائيلي للمحترفين، إيريز خيلفون. وذكرت الصحيفة أن "الإعلان عن هذه الخطوة الرياضية، التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى دول الشرق الأوسط، ويأتي في إطار التعاون وزيادة فرص نجاح وتطوير اللعبة في البلدين", وحتى قبل توقيع اتفاقية التطبيع بين البلدين، كانت ثمة مشاركات متبادلة بين البلدين في فعاليات رياضية مختلفة, حيث تعتبر الامارات ان التطبيع الرياضي هو اقصر الطرق لتمرير مخطط التطبيع بين الامارات والاحتلال, وهو الوسيلة الأقرب للوصول الى الأهداف, لكن مواقف معظم الرياضيين العرب كانت مخيبة لآمال الدول المطبعة و"إسرائيل" على حد سواء.