اتصل بي قبل خمسة أيام رئيس الكتلة الإسلامية في فلسطين الصديق العزيز المهندس محمد فروانة وتمحور فحوى الاتصال حول مناقشة إحدى أهم وأبرز القضايا التي تقع على عاتق الأطر الطلابية والخاصة بطلبة الجامعات تحديداً، وكان الحديث مهماً في إطار تشخيص الواقع الحالي للجامعات والحركة الطلابية وخاصة في مسألة تعطيل انتخابات مجالس اتحاد الطلبة في جامعات غزة، بالإضافة لضرورة اتخاذ خطوات تهدف لتعزيز دور الكوادر الطلابية داخل الجامعات من حيث طبيعة العلاقة بين الأطر الطلابية مع إدارات الجامعات أو الطلبة، وخلصت المحادثة بيننا بأن الكادر الطلابي بحاجة إلى مزيد من الأدوات والبرامج لصقل شخصيته بما يواكب المرحلة الحالية التي تعيشها الحركة الطلابية بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام.
في ذات السياق قبل يومين حدث لقاء مصغر مع الأخ العزيز الأستاذ سليم الأغا مسؤول العلاقات الوطنية في حركة الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة, والرفيق العزيز الأستاذ أحمد أبو حليمة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ورئيس كتلة الوحدة الطلابية, والصديق العزيز إبراهيم الغندور "منسق الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية"، وخلال النقاش الرباعي تم تناول دور الأطر الطلابية داخل الجامعات مع طرح بعض النماذج والأنشطة الطلابية القادرة على إحداث تغيير نوعي على بيئة واستراتيجية العمل الطلابي بشكل عام، وبالتالي الوصول لكادر طلابي مثقف واعِ مبدع قادر على مواجهة التحديات، حيث بات من المهم رفع كفاءة وفعالية الكادر الطلابي وتنمية مهاراته حتى يشكل سنداً ودعماً للطلبة داخل الجامعات بدلاً من تسلل حالة من الفتور لدى بعض مفاصل العمل الطلابي واختزال دور الحركة الطلابية في ثمة أنشطة لا تؤثر في تعزيز قيمة الوعي الحقيقي لدى طلبة الجامعات، حيث أثرت حالة الفتور والروتين بالعمل لدى بعض الأطر الطلابية بشكل سلبي على حالة التفاعل مع الطلبة والحواضن الطلابية داخل الجامعات، وبالتالي خلق كادر طلابي يغيب عنه أساسيات وابجديات العمل الطلابي التي يجب أن تكون جزء من شخصيته وتكوينه، حيث أن التكليف المطلوب من الكوادر الطلابية بالجامعات جهد كبير جداً ومهام ثقيلة يجب أن يتم وضع مؤشرات قياس لإنجازها، وذلك في ظل ما تمتلك الأطر الطلابية من مقومات وموارد بشرية ومادية تؤهلها لممارسة هذا الدور بكل فعالية.
لا يمكن تصور كوادر طلابية تخشى الوقوف أمام بعض إدارات الجامعات لطرح بعض القضايا المطلبية لعدم امتلاكهم الوعي والقدرة والمعرفة ببداية ونهاية الخطوات التصعيدية التسلسلية وأساليب التفاوض مع إدارات الجامعات، فالمطلوب أن نمتلك الوعي في تنشئة الكوادر الطلابية, فهذه أهم قيمة يجب أن يمتلكوها، فعندما نقول كادر مثقف يجب أن يكون ذلك واضحاً في السلوك والتوجه والإمكانات الشخصية للكوادر الطلابية من حيث الأسلوب والكاريزما والتأثير، حيث لا يعقل أن نتحدث عن كوادر طلابية لا تعي معنى العمل الطلابي، أو لا يعلم على سبيل المثال ما هو المقصود بلائحة الشرف الموقعة بين الأطر الطلابية وبعض إدارات الجامعات وعلى ماذا تحتوي وما هي الحقوق والواجبات لكل إطار طلابي، وهناك الكثير من القضايا الطلابية التي يجب أن يكون الكادر الطلابي ملتصق بها, ويفهمها ولديه حالة وعي بها كما لديه حالة وعي باسمه الشخصي وعنوان بيته، فالكوادر الطلابية التي تبني شخصيتها وتصقلها داخل معمعة العمل الطلابي يقع على عاتقهم دور مهم في بناء المجتمع ككل فيما بعد، لكن ما يخيف هو تمترس الكادر الطلابي خلف بعض المفاهيم التي تتنافى مع التكليف والمهام المطلوبة منه، حيث ينكمش دور الكادر الطلابي في بعض التفاصيل الهامشية البعيدة عن صلب العمل الطلابي والتي لا تؤثر في حالة الوعي أو حتى الاستقطاب داخل الجامعات، والأخطر في هذه المعادلة هو اختزال بعض الكوادر الطلابية مرحلتهم الجامعية في تحقيق هدف انهاء الدراسة الجامعية فقط من حيث الذهاب للجامعة والانصراف بشكل مباشر عقب انتهاء المحاضرات أو الامتحانات، دون أن يقوموا بمهامهم المطلوبة منهم في التفاعل مع الطلبة والهيئات التدريسية والأطر الطلابية وعمادات شؤون الطلبة وحتى رؤساء الجامعات، هل هناك كوادر طلابية تذهب للجامعة صباحاً وتبقى داخلها طوال اليوم تعقد اجتماعات ولقاءات فردية وثنائية وجماعية مع طلاب وأطر وعاملين وإداريين بالجامعة وتبقى هذه الكوادر داخل الجامعة حتى ساعات المساء عندما يحين إغلاق بوابات الجامعة؟ هذا التساؤل مهم في إطار تشريح قدرة الكوادر الطلابية على الإنجاز والتنسيق والتأثير والاستقطاب والتعاون وحل مشكلات الطلبة بأقل التكاليف، هناك بعض الطلبة يبحثوا عن أي كادر طلابي ليقوم بحل مشكلة بسيطة تتعلق بفتح صفحته الجامعية أو تأجيل امتحان أو الحصول على كشف درجات أو إفادة خريج أو شهادة قيد أو تقسيط رسوم أو انجاز معاملة، بمعنى حل مشكلة للطلبة دون أي جهد أو تكلفة مالية، ولكن عبر معرفة بكافة تفاصيل الجامعة ومداخلها الإدارية تستطيع أن تنجز وتحل العديد من المشاكل التي تواجه الطلبة.
لذا ونحن على أعتاب إعلان نتائج الثانوية العامة وبداية عام جامعي دراسي جديد وفي ظل حالة التشتت والضبابية التي يعيشها الطلاب داخل أروقة الجامعات في ظل غياب مجالس طلبة منتخبة، فإن المطلوب من قيادة الحركة الطلابية ومنسقي الأطر واللجان والهيئات الطلابية داخل الجامعات أن يمارسوا دور متقدم في العمل الطلابي، من خلال تعزيز قيمة الوعي لدى الكوادر الطلابية بكل ما يخص العمل الطلابي ومن ثم ممارسة دور مختص بمهامهم المطلوبة منهم بداية من الارشاد الأكاديمي للطلبة الجدد ومساعدتهم في اختيار كلياتهم ومررواً في تسهيل إجراءات تسجيلهم حتى الوصول لتحقيق أفضل الطرق التي تحفظ حقوق الطلبة.