حالة من الخوف كانت تسيطر على التوأم "سندس وسميرة" قبل لحظات من إعلان نتيجة الثانوية العامة "التوجيهي"، فقد ألقى التوأم الهاتف على الأرض، وبدأ جسدهما يرتجف، والدموع تتطاير من عينيهما، ووضعتا أيديهن الناعمتين على وجههما، وفجأة علت صرخات الفرح وجاء الخبر من عمتهن: "مبروك يا سندس حصلتِ على 97 %، مبروك يا سميرة حصلتِ على 97%".
لم يتمالك التوأم نفسه، حتى انتفض صارخًا بفرحة التفوق، والتصق في مشهد مليء بالفرح والسرور؛ لتنطلق الأهازيج والزغاريد في المنزل، أما والدهما فقد أسرع بتوزيع الحلوى على المهنئين بتفوق توأمه بمعدل "يرفع الرأس".
كانت سندس تتوقع نتيجة أعلى مما حصلت عليها؛ إلا أنها قبلت بنتيجتها شاكرة الله عز وجل أن منَّ عليها بالتفوق والنجاح إلى جانب شقيقتها التوأم "سميرة"، مؤكدة أن سر تفوقها هو علاقتها القوية بالله عز وجل إضافة إلى متابعتها أولًا بأول للمنهج الدراسي.
تقول سندس لـ"شمس نيوز": "في المرحلة الأولى من الدراسة كنت أدرس برفقة سميرة في غرفة واحدة؛ بهدف التشجيع، والمنافسة والدعم النفسي؛ لكن عندما وصلنا لمرحلة تقديم الامتحانات وبدأت مرحلة الجد انفصلنا عن بعضنا البعض؛ بهدف الابتعاد عن الثرثرة وإضاعة الوقت".
واتفق التوأم سندس وسميرة أن يفرحا بنتيجة بعضهما البعض بغض النظر من الأعلى نتيجة، حيث قالت سندس: "أثناء الدراسة اتفقت مع سميرة بأن نفرح لبعضنا البعض بالنتيجة لتحقيق الهدف الذي نسعى لتحقيقه".
ويسعى التوأم بعد انتهاء الثانوية العامة التوجيهي؛ لدراسة اللغة الإنجليزية في الجامعة؛ لأسباب عدة أبرزها، رغبتهن في السير على خطى والدتهن مدرسة اللغة الإنجليزية، ووالدهما الذي يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، إضافة للاقتداء بمعلماتهن ورغباتهن في تربية الأجيال القادمة.
وعن أسرار النجاح قالت سندس: "أهم سر بالتفوق هو العلاقة القوية بالله عز وجل، كلما كنت في ضيق ألجأ إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء، والسر الآخر هو القراءة والمتابعة الحثيثة أولًا بأول دون انقطاع حتى في الإجازات، إضافة إلى تشجيع ماما وبابا اللذين كان لهما فضل كبير على دعمنا ونجاحنا".
أما الصعوبات التي واجهتها سندس وشقيقتها التوأم خلال فترة تقديم الامتحانات، هو ضيق الوقت خلال فترة المراجعة، قائلة: "بعض المواد تحتاج إلى وقت أكبر للدراسة".
وأهدت سندس تفوقها إلى والديها ومعلماتها، موجهة رسالة إلى الطلبة الثانوية العامة التوجيهي للعام الدراسي القادم (2022-2023) بالدراسة أولًا بأول والمراجعة مع المعلمات للمنهج الدراسي لحظة بلحظة.