لم ينل مرض السرطان، من جسدها ولم يهزمها ويوقف حياتها، في السير نحو الحُلم والنجاح بامتحانات الثانوية العامة؛ للوصول إلى مبتغاها.
9 أشهر لازم مرض السرطان "مريم"، ولكنه لم يأسرها داخل المستشفيات، إذ تم استئصاله من جسدها عن طريق بتر قدمها اليسرى، لتعود بكل إرادة صلبة لمقاعد الدراسة وتحصد أعلى الدرجات.
من بين كوكبة المتفوقين في فلسطين، كانت الطالبة مريم يوسف عبد ربه الحاصلة على معدل (89.7) الفرع الأدبي من مدينة جباليا، التي رافقت المرض بالصبر، والحياة بالأمل، ليرافقها النجاح والتميز رغم معاناتها مع السرطان.
قالت عبد ربه: "كانت مرحلة الدراسة لا توصف، وكانت مثل صحراء قحط وهطل عليها المطر فجأة عند سماع النتيجة، بهذا الوصف أستطيع أن أعبر عن فرحتي، التي دخلت قلبي، ودعائي الذي لم يرد من الله سبحانه وتعالى بنجاحي".
وأضافت عبد ربه لـ"شمس نيوز"، أنها عانت قبل دراستها كثيراً إذ أصيبت بالسرطان في نهاية العام 2020، لتنتقل للعلاج في الأراضي المحتلة؛ ليتم استئصال المرض من جسدها عن طريق بتر قدمها؛ الأمر الذي أحزنها كثيراً، مشيرة إلى أنها كانت تحمل في صدرها القرآن الكريم الذي أتمت حفظه في عام 2019، لتقوى به على المرض.
وأوضحت أن والديها كان لهما الدور الأكبر في تحفيزها على الدراسة والسير تجاه النجاح والتفوق برفقة العائلة، إذ لاقت تشجيعا كبيراً منهم؛ لتكمل دراستها داخل أسوار مدرستها رغم صعوبة التنقل.
وذكرت أن الجميع نصحها بالدراسة في المنزل حتى لا تلقى صعوبة في تنقلها، لكنها رفضت وأرادت الدراسة بجانب زميلاتها وداخل فصلها المدرسي، إذ كانت تستقل سيارة مخصصة تأخذها من المنزل إلى المدرسة، وتعيدها عند انتهاء الدوام.
ولفتت عبد ربه إلى، أن مدرستها وقفت بجانبها وساندتها في محنتها، ونقلت فصلا دراسيا كاملا إلى الطابق الأرضي لتساعدها على القدوم بكل راحة إلى المدرسة.
وأهدت عبد ربه نجاحها إلى نفسها ووالديها وأساتذتها والطاقم الطبي الذي أشرف على علاجها، خاصة الأخصائيين النفسيين الذين كان لهم الدور الأبرز برفع حالتها النفسية، ومساعدتها على مقاومة المرض والمضي في طريقها لإنجاز دراستها.
وحول التخصص الذي ترغب بدخوله في المرحلة الجامعية، قالت: "كان هدفي منذ الصغر دراسة الحقوق، ولكن بفترة العلاج، كان الأخصائيون النفسيّون قدوة لي وكانوا سببا لتغيير حلمي، لأؤمن أن أي مريض يحتاج لدعم نفسي، لهذا تخليت عن حلمي وحلم المحاماة، وقررت دراسة علم النفس"، سائلة الله أن تكون وسيلة للتخفيف عن المرضى.