مزاعم واتهامات "إسرائيل" لحركة حماس، بإقامة مواقع ومنشآت عسكرية في عمق الأماكن السكنية داخل قطاع غزة. ونشر الجيش الصهيوني، مجموعة من الفيديوهات والصور، لمناطق في قطاع غزة، ادعى أن حركة حماس تقيم بنية عسكرية وتحفر أنفاقا، بالقرب منها من بينها موقع لتصنيع الأسلحة بالقرب من مستشفى الشفاء، ومستودع أسلحة بالقرب من مسجد الشهيد في مخيم البريج، ومسار نفق في محيط مصنع بيبسي، بالإضافة الى مسارات لنفق بالقرب من مجمع مدارس يضم مدرسة راهبات الوردية ومدرسة الوحدة ومدرسة أم القرى الأساسية المشتركة، كما يكشف عن فتحة نفق بالقرب من الجامعة الاسلامية، حسب ما يدعي الجيش الصهيوني, كل ذلك يؤكد ان الاحتلال الصهيوني يضمر شيئا للمقاومة الفلسطينية, ويمهد لمجازر ضد مدنيين فلسطينيين عزل قد يرتكبها جيش الاحتلال النازي الصهيوني في أي عدوان قريب محتمل على قطاع غزة, فقد سبق أن اتهمت "إسرائيل" حركة حماس، باستخدام مناطق مدنية لتخزين الأسلحة مدعية أن الجناح العسكري للحركة يضع هذه المستودعات في المنازل والمساجد وبالقرب من الأماكن العامة، فمزاعم الاحتلال الصهيوني هذه تدل على ان وراء الاكمة ما وراءها, وان الاحتلال يضمر لغزة شيء كبير, فهو لا يريد حرب تمتد لأيام طوال او أسابيع, لذلك سبق ان حذر الاحتلال ان أي عدوان جديد على قطاع غزة سيبدأ من حيث انتهت "حارس الاسوار" أي ستبدأ بقصف الأبراج السكنية والبنى التحتية والمنشآت الصناعية, ولان الاحتلال بات بيدرك ان المعركة مع المقاومة في قطاع غزة على الأبواب, فهو يمهد لها من خلال تبرير جرائم حرب قد يقدم عليها.
الحقيقة اننا عندما نقول ان وراء الاكمة ما وراءها فهذا لا ينطبق على الاحتلال فقط, فالمقاومة الفلسطينية بالتأكيد وراء اكمتها ما وراءها, فهي تملك من الأوراق ما يمكن ان تهدد به الاحتلال الصهيوني, وتفاجئه بأدائها العسكري في الميدان وقدراتها القتالية التي تتطور شيئا فشيئا, صحيح انها لا توازي قدرات الاحتلال العسكرية ولا حتى تقترب منها, لكن قدراتها البسيطة تبقى مؤثرة ومربكة للاحتلال, وقادرة على تحقيق شيء من توازن الرعب, خاصة ان المقاومة في قطاع غزة ارست معادلات جديدة, في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, بعد ان أظهرت تطور في عدتها وعتادها, وبات الاحتلال يخشى صواريخها التي وصلت الى اكثر من مائتين وخمسين كيلو مترا, كما تخشى مسيراتها التي استطاعت اختراق منظومة المراقبة الصهيونية عشرات المرات وقامت بمهام امنية في مناطق عسكرية حساسة, الامر الذي اعتبره الاحتلال تهديد حقيقي لأمن "إسرائيل" واختراق صعب لمنظوماتها, وهددت بالتعامل معه بقوة اكبر المراسل العسكري لموقع "ويلا" العبري أمير بوخبوط قال "إن حركة المقاومة الإسلامية حماس بدأت تفعيل تهديد عسكري جوي جديد على إسرائيل من خلال طائرات استطلاع مسيّرة (بلا طيار)، مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية عن أهداف إسرائيلية, مضيفا أن مقاتلي حماس باتوا يستخدمون طائرات الاستطلاع في التدريبات العسكرية شمال وجنوب قطاع غزة، على بعد مسافة قصيرة من الجدار الحدودي بين غزة وإسرائيل، جنودا إسرائيليين من فرقة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية المسؤولة عن القطاع شخّصوا معدات تصوير داخل قطاع غزة، وما لبثت أن اختفت بعد وقت قصير.
ولان وراء الاكمة ما وراءها، فان "إسرائيل" التي تطمع بالسيطرة الكاملة على حقل كاريش للغاز الواقع داخل المياه الإقليمية اللبنانية وفق خط التحديد 23 وخط 29 تخشى من ردة فعل حزب الله على مخططها بسرقة الغاز على غرار ما تفعله في حقل الغاز بقطاع غزة، فقد نشر الإعلام الحربي التابع لحزب الله، مقطعاً مصوراً لإحداثيات منصات استخراج الغاز على ساحل فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، في رسالة تهديد واضحة إلى الاحتلال وحملت المشاهد التي بثها حزب الله عنوان: "في المرمى…واللعب بالوقت غير مفيد"، واستعرض المقطع المصوّر سفينتي الحفر والإنتاج ومنصة عائمة، مع معلومات خاصة بها وإحداثيات الطول والعرض الخاصة بمواقعها, كما استعرض الفيديو صواريخ بحرية للمقاومة الإسلامية, وعلى ما يبدو ان رسالة حزب الله هذه تأتي تزامنا مع زيارة منسق الإدارة الأميركية "آموس هوكستين" للبنان، وعقده لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين لبحث ترسيم الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة, ويبدو ان هذه الزيارة للمسؤول الأمريكي تأتي استجابة لضغوط "إسرائيل" على الإدارة الامريكية لأجل إتمام الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قبل شهر أيلول/سبتمبر، وهو تاريخ استخراج الغاز والتهديد المرافق له من أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله الذي توعد "إسرائيل" بمهاجمة جميع منصات الغاز التابعة لها, وقد ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ رئيس حكومة الاحتلال ، يائير لابيد، طالب المبعوث الأميركي، “ تفاقاً مع لبنان على الحدود البحرية، في أسرع وقتٍ ممكن” ذلك لان الاحتلال يدرك ان وراء اكمة حزب الله ما وراءها, وانه يملك من الإمكانيات ما يمكن ان يردع به الاحتلال الصهيوني ويكسر شوكته.