غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بعد اعتقال القيادي السعدي.. الاحتلال يرسل رسائل تهدئة والكلمة للمقاومة

الكلمة للمقاومة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي، بعد اقتحام منزله، والاعتداء عليه وإصابته بجراح بمناطق مختلفة من جسده.

اعتقال السعدي والاعتداء عليه، دفع سرايا القدس لإعلان حالة الاستنفار القصوى في صفوف مجاهديها في "كتيبة جنين"، ومختلف وحداتها القتالية، مؤكدة أن أي ضرر يصيب الشيخ السعدي ستعتبره اغتيالاً له يستوجب الرد.

هذا الاستنفار دفع الاحتلال للإسراع في نشر صور للقيادي السعدي، تؤكد أن إصابته طفيفة، ولم يصب بأي طلقات كما قيل في بداية الأمر.

وصباح اليوم، قرر الاحتلال منع حركة القطارات، ووقف الأعمال على السياج الفاصل شرق قطاع غزة، بالإضافة إلى إغلاق شوارع زيكيم، والطلب من المستوطنين في أكثر من رسالة بضرورة الالتزام بالتعليمات؛ خشية من رد سرايا القدس، واستهدافهم بشكل مباشر.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن، يرى أن ما جرى في جنين يعد أمراً خطيراً، والاحتلال يدرك مدى خطورة ما حصل، وهو ما دفعه للإسراع بنشر صور للشيخ السعدي – على غير العادة – ورفع حالة التأهب في قطاع غزة.

وقال عبد الرحمن لـ"شمس نيوز": "ما حدث في جنين خطير جدًا، من خلال استهداف قامة وطنية كبيرة كالشيخ بسام السعدي، الرمز الأول للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وأحد مؤسسيه، والتنكيل به أثناء الاعتقال، وإطلاق الكلاب البوليسية عليه لتنهش جسده، وهو بعد الـ60 من عمره".

وأشار إلى أن الإجراءات على الأرض توحي بأنه تلقف الرسالة من المقاومة، ومن الجهاد الإسلامي، وسرايا القدس بشكل مباشر، مبينًا أن الرسالة وصلت عبر الوسطاء أن حياة الشيخ بسام السعدي مسؤولية يتحملها الاحتلال، وأنه اعتقل حيًا، وأن أي ضرر يصيب الشيخ السعدي، يعتبر عملية اغتيال مباشرة تستوجب الرد عليها.

وبحسب اعتقاد عبد الرحمن، فإن ما جرى بغض النظر عن الوضع الصحي للشيخ السعدي، يعد أمرًا خطيرًا، وفيه كسر للخطوط الحمراء من خلال هذا الاستهداف لهذه القامة الوطنية.

وأضاف "العديد من المصادر المطلعة أكدت لي أن هذا الأمر خطير، ويستوجب رداً من المقاومة؛ كونه يؤسس لمرحلة خطيرة باستهداف رموز العمل الوطني والإسلامي في الضفة الغربية، خصوصًا أن هذا الاعتقال رافقه اعتقال العديد من كوادر وقادة المقاومة في الضفة".

ولفت عبد الرحمن إلى أن ما جرى يشي بوجود تصعيد خطير في الضفة الغربية، مضيفًا "وفق التقديرات فإن هناك ردًا، ولكن الأمر منوط بحركة الوسيط المصري، واستجابة المقاومة من عدمها؛ لكن الساعات القادمة ربما تشهد تصعيدًا، وإن كان محدودًا؛ للحد من تكرار مثل هذه الاعتداءات".

من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أشار إلى أن الاحتلال يعمل على استهداف كل المحافظات الفلسطينية التي تتواجد فيها كتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقال العقاد لـ"شمس نيوز": "الاحتلال يحاول تحقيق ردع المقاومة في جنين؛ ليحقق معادلة ردع لكل المقاومة في الضفة الغربية، معتقدًا أن ما جرى الليلة الماضية فيها هي محاولة اغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية، ولكنها فشلت واعتقل القيادي السعدي؛ ليسجل لنفسه إنجازًا.

ويرى أن الأمور في الضفة المحتلة قد تتداعى لأكثر من ذلك، مضيفًا "الاحتلال معني باستهداف قادة الجهاد الإسلامي في أي مكان، ويعتبر أن صفحة الحساب مع حركة الجهاد الإسلامي لم تقفل تمامًا، ومازال الحساب مفتوحا".

ولفت العقاد إلى أن هذا الأمر ينذر بحالات التصعيد ما بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية التي تتصدرها الجهاد الإسلامي.

وقال: "غزة ليست بعيدة، الاحتلال يعتبر أنها قد تكون على خط النار في أي لحظة للرد على جرائمه في الضفة".

واستدرك "بكل تأكيد المقاومة في غزة كما عودتنا لن تبقى صامتة أمام هذه الجرائم، دون إسناد المقاومين في الضفة الغربية".

وذكر أن غزة هي قاعدة الإسناد الحقيقية للمقاومين في الضفة الغربية، و"إسرائيل" تعتبر صمتها يعني استفراداً بمقاومة الضفة، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به، ولذلك قام برفع حالة التأهب في مناطق غلاف غزة.