حالة من التوتر تسود الكيان الصهيوني على مستوى قادته السياسيين والعسكريين ليس فقط من إعلان سرايا القدس حالة الاستنفار في صفوف مقاتليها والاستعداد لتقي أمر القيادة في الساعات القادمة ردا على إرهاب الاحتلال في جنين والاعتداء على القائد السعدي وأهل بيته، ولكن خشية الاحتلال من التفاعل الكبير مع أهالي الجنود الأسرى لدى القسام في مسيرتهم الداعية إلى الضغط على قادته من أجل التحرك نحو العمل الجاد بعودة أبناءهم إليهم بعد ثمان سنوات من الاهمال من قادة الاحتلال لهذا الملف.
هذه المسالة وهي التظاهر المنوي القيام به اليوم الثلاثاء قد تكون السبب الأكبر نحو قيام قوات الاحتلال بفرض إجراءاتها على المنطقة الجنوبية وخاصة المحاذية لقطاع غزة.
الاحتلال رغم أنه يدرك أن تهديدات المقاومة هذه المرة لن تكون مزحة في ظل استفزازاته وإرهابه سواء في جنين او في باب المغاربة او القدس وعموم الضفة ، ولكن الامر بالنسبة للاحتلال متعارف عليه وقد يكون هناك إطلاق للصواريخ من قبل المقاومة وسيكون هناك ردود من قبل الاحتلال وسيعمل الوسطاء للتقليل من حدتها خاصة أن الوساطة المصرية تكون بعد ما يقوم الاحتلال بتنفيذ إجرامه بحق الفلسطينيين وهي مسألة لا يعيرها الوسطاء كثيرا، ولكن عندما تصدر المقاومة تحذيرات وتهديدات ضد الكيان يكون تحرك الوسيط أكبر.
أما الوضع الداخلي لدى الكيان وخاصة مسيرة عوائل الأسرى لو بالفعل تمت وفق ما هو مخطط لها فستشكل أربا كا لقادة الاحتلال لا حل له إلا بالاستجابة لمطالب المسيرة وهذا الامر لا وسطاء فيه ولن يكون فيه ردود لا عسكرية ولا أمنية ولكن الرد الوحيد الاستجابة لمطالب أهال الاسرى بالعمل على اعادة أبناءهم من الأسرى.
هذا في ظني ربما يكون السبب في فرض الإجراءات الأمنية في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة وهي حجة قادة الاحتلال بإلغاء المسيرة لواعي أمنية والخشية من عمليات قصف قد تصيب المشاركين في المسيرة ولذلك سيجد له مبرر لمنع المسيرة ولو فترة من الزمن الانر الذي يؤثر مستقبلا على هذا الحراك والضغط الذي يمكن أن يفعله على الكيان وقادته.