حالة التأهب الصهيونية المتمثلة بمنع حركة القطارات والحركة بشكل عام في محيط غزة ومنع الحركة لجنوده على طول المنطقة الحدودية خوفًا من عمليات قنص أو إطلاق لصواريخ كورنيت من قبل مقاتلي سرايا القدس، بالإضافة لنشر القبة الحديدية، هذه الحالة التي ربما تستمر لأيام أخرى، فالاحتلال يعلم جيدًا مدى جدية الجهاد الإسلامي في تنفيذ تهديداته العسكرية، خصوصا أن الاحتلال وبناء على معلومات أمنية وصفها بالساخنة يتوقع أن يلجأ الجهاد الإسلامي للانتقام ردًا على ما حدث في جنين.
وإن القرارات الواضحة التي اتخذها هذا الكيان تعبر وتدلل عن مدى عجزها ومدى اضطرابها في مواجهة خيار المقاومة.
هذا ما نتج عن الاجتماع الأمني الذى جمع رئيس وزراء الاحتلال (يائير لابيد) ووزير حربهم (غانتس) وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، والذى عقد نتيجة للتهديدات وحالة الاستنفار التي دعت لها سرايا القدس، الأمر الذى شكل للأخيرة انتصارًا
واضحًا في هذه الجولة دون خوض أي معركة مع جيش الاحتلال.
وهذا التكتيك الذي باتت تنتهجه المقاومة يعد مرحلة متقدمة في إدارة الصراع مع الكيان بعيدًا عن ردات الفعل العاطفية، ويشكل نموذجًا رائدًا في تطور عقلية المقاومة وقدرتها على المناورة والمفاجأة وإرباك العدو رغم الحسابات المعقدة الكبيرة، مما شكل انتصاراً بالنقاط يظهر هشاشة العدو وضعفه أمام التهديد الذي يمكن أن يمس جبهته الداخلية ويمس بأمنه القومي وقدرته على الردع على المدى البعيد.