قائمة الموقع

ابنة القائد السعدي تروي مشهدًا مرعبًا: لم أعرف والدي من كثرة الدماء على جسده

2022-08-04T12:19:00+03:00
الشيخ القائد بسام السعدي.jfif
شمس نيوز - مطر الزق

كانت الدماء تُغطي وجهه بشكل كامل، أنفاسه متقطعة، ودقات قلبه تخفق بسرعة البرق، فالكلاب البوليسية التي تحيط به خشية من هروبه قد غرزت أسنانها خلف رأسه وفي إصبعه، فتحول قميصه الأزرق إلى اللون الأحمر الداكن من كثرة الدماء التي نزفت من جسده، للوهلة الأولى صُدمت عطاف من المشهد المرعب، وصرخت بأعلى صوتها باكية: "هذا ليس أبي إنه عمي".

حاولت عطاف بكل ما تستطيع إخفاء الحقيقة عن جنود الاحتلال، الذين تكالبوا على والدها الشيخ بسام السعدي، فكررتها كثيرًا "هذا ليس أبي إنه عمي"، وللتمويه على عدم معرفتها بأن هذا الشخص هو والدها؛ طلبت من جنود الاحتلال إعادة إضاءة الكشافات على وجهه؛ لتتأكد من مكان إصابة والدها؛ لكنها لم تستطيع تحديد مكان الإصابة لكثرة الدماء.

أمعنت عطاف النظر على وجه والدها، فصرخ الجندي قائلًا: "هل هذا بسام السعدي؟"، فأجابته بسرعة "ليس أبي"، حاول الجنود استفزازها فجاؤوا بطفلتها نضال (3 أعوام) وأطلقوا كلبًا بوليسيًا على الطفلة للضغط على عطاف؛ إلا أن الطفلة أغمي عليها لتقرر والدتها الاستمرار في التلاعب بجنود الاحتلال.

أحد الجنود طلب منها العودة إلى غرفة المطبخ حيث أشقاؤها ووالدتها التي أغمي عليها من شدة الضرب، فقد أصيبت "أم إبراهيم" زوجة القائد بسام السعدي في رأسها وفي صدرها دون أي رحمة أو إنسانية من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

عاشت عائلة الشيخ القائد بسام السعدي حالة من الرعب الشديد، فقبل الساعة العاشرة مساءً يوم الاثنين الأول من أغسطس كان الشيخ يجلس مع أسرته بهدوء تام، تناول العشاء وجلس مع صهره يتبادلون أطراف الحديث.

للشيخ بسام حدس أمني عالي المستوى، أثناء الحديث مع أسرته سمع صوتًا أسفل البيت اعتقد أن شخصًا ما سيزوره، فألقى الشيخ نظرة من النافذة ليرى جنود الاحتلال الإسرائيلي مدججين بالسلاح أمام بوابة منزله.

تفاجأ الشيخ بسام بمشهد تمركز جنود الاحتلال، فقام فورًا بالخروج من الباب الخلفي للمنزل، لحظات قليلة فصلت بين خروج الشيخ بسام واقتحام المنزل، بأقدامهم كسروا باب المنزل، وانتشروا كالجراد داخل البيت بحثًا عن القائد السعدي.

صرخ الجنود: "أين بسام؟" وقفت الحاجة "أم إبراهيم" كالصخرة الصلبة في وجه جنود الاحتلال "بسام ليس هنا"، ليرد عليها جندي إسرائيلي: "أنتم تكذبون وصلتنا معلومات قبل 3 دقائق أن بسام في المنزل، أين ذهب؟".

أصرت الأم الصابرة على مواجهة الاحتلال وتضليلهم قبل أن يصلوا إلى زوجها؛ إلا أن جنديًا حاقدًا ضربها على رأسها وصدرها؛ فأغمي عليها فورًا، لم يرحم جنود الاحتلال "أم إبراهيم" التي أجرت عملية جراحية لاستئصال الكلى، فجمعوا أبناء وأحفاد الشيخ السعدي وحجزوهم في المطبخ.

"أنتِ تعالي هنا"، أشار جنود الاحتلال إلى عطاف ابنة الشيخ بسام السعدي التي تحتضن طفلها الصغير نضال، وحجوزها في غرفة أخرى، فقاموا بضربها على كل أنحاء جسدها الطاهر، في محاولة منهم للحصول على معلومات عن مكان والدها؛ لكنها رفضت الحديث وأصرت أن والدها لم يكن موجودًا في المنزل.

تتعرض عطاف للضرب كلما مر بجانبها أحد الجنود، في محاولة للضغط عليها، لكنها أبدًا واصلت عنادها للمحتل الإسرائيلي حتى عندما تمكنوا من اعتقال والدها حاولوا التأكد من هويته؛ إلا أنها رفضت بالمطلق وصرخت بوجوه جنود الاحتلال "هذا ليس أبي إنه عمي".

عطاف تقول لـ"شمس نيوز": "لم أتوقع أن أرى والدى في يوم من الأيام بهذا الشكل المخيف، الدماء كانت تغطي وجهه، لم أتعرف عليه في البداية لكن بعد التدقيق ورؤية عينيه "الخضراوتين" تأكدت أنه والدي لكن لم أعترف لهم مطلقًا".

وبعد أن تأكد جنود الاحتلال من والدي، قاموا بضربه بشكل جنوني في أنحاء جسده كافة، وجاءت آليات الاحتلال وسحبوه من باب المنزل، كما أن جنود الاحتلال حاولوا إجبار عطاف للنزول معهم أمام البيت؛ لتكون درعًا بشريًا يحميهم من رصاصات مقاتلي كتيبة جنين.

تقول عطاف: "لقد كانت ليلة ساخنة شهدت أقوى وأكبر اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال ومقاتلي كتيبة جنين الأبطال، نحن نرفع لهم القبعات؛ فهم الأمل الوحيد لاسترجاع والدي والأخذ بالثأر".

رغم ما فعله جنود الاحتلال مع عطاف ابنة القائد بسام السعدي؛ إلا أنها أكدت أن ما جرى لن يضعف عزيمتها في مواجهة الاحتلال، بل ستزداد قوة وصبراً وتحملاً، وستعلم أبناءها المقاومة حتى دحر الاحتلال من أرضنا ومقدساتنا.

وفيما يتعلق بالصورة التي نشرها جيش الاحتلال قالت عطاف: "الصورة مدبلجة، والدي كان يرتدي قميص أزرق، وليس أبيض، والجروح والكدمات خلف رأسه وفي يديه وخلف جسده، وليس كما تحدث الاحتلال المجرم".

 

اخبار ذات صلة