قال رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي "إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واغتيال تيسير الجعبري القيادي في سرايا القدس كان أمرًا مبيتًا من قبل العدو الإسرائيلي"، مشدداً على أنَّ المقاومة هي من ستحدد مسار هذه المعركة، وطريقة إداراتها، وكيف تنهيها.
وأوضح الدكتور الهندي خلال مداخلة مع قناة الجزيرة (تابعتها شمس نيوز)، فجر اليوم السبت، أن إسرائيل اليوم "مشلولة سياسياً"، ولهذا تبحث عن انفراجة جديدة من خلال عملية عسكرية نوعية ضد أحد قيادات المقاومة، مشيراً إلى أنَّ عملية الاغتيال تزامن مع تحركات للوسيط المصري الذي كان يعمل لأجل تهدئة الحالة الميدانية بين المقاومة والكيان.
وذكر الهندي أن اغتيال الجعبري البالغ من العمر 50 عامًا، والذي يعد من أبرز القادة التاريخيين والمؤسسين لسرايا القدس تزامن مع تحركات الوسيط المصري الذي كان يواصل العمل من أجل التهدئة بين الكيان وحركة الجهاد مقابل إطلاق سراح الشيخ بسام السعدي.
وقال “إن إسرائيل تكرر مرة أخرى سيناريو إلهاء الوسطاء في الوقت الذي تعد فيه العدة للقيام بعمليات عسكرية واغتيالات ضد الفلسطينيين”.
وشدد الدكتور الهندي، أنَّ "المقاومة هي من ستحدد مسار هذه المعركة وإداراتها وكيف ستنتهي".
وبيَّن أنَّ هذه الجولة في الصراع تهدف لمنع الربط بين الضفة الغربية وغزة، قائلاً: "في معركة سيف القدس كان هناك ربط بين جميع الساحات، وكان رمز الصراع الاعتداء على الشيخ جراح، وهذا الربط لا تريده إسرائيل، هي تريد أن تبقى غزة منعزلة والضفة كيان منفصل، لكن شعبنا واحد، وفلسطين بالنسبة لنا ساحة واحدة، ومسألة الربط مسألة أساسية لا يمكن ان تحدث جرائم في غزة والضفة لا تتدخل والعكس.
وذكر أنَّ حالة الاستنفار لسرايا القدس كانت ضرورية ومهمة، قائلاً: "خلال الأشهر الثلاثة الماضية أصبحت الضفة الغربية تشكل كتائب للمقاومة، وهذه المسألة لم تتوقعها قوات الاحتلال لأن الصراع الأساسي على الضفة المحتلة، لذا بدأت باستهداف الضفة بشكل موسع، وبدأت باستهداف قلب الضفة الا وهي جنين التي تسري فيها المقاومة".
وأضاف: "جنين روح تسري في جسد المقاومة الفلسطينية ولذلك بدأت حالة الاستهداف، فكنا نرى كل دقيقة هناك شهداء في جنين، ونابلس وهكذا، والعدو أراد من وراء استهدافاته لجنين أنْ يضرب روح جنين ومخيم جنين، لذلك غزة قالت كلمتها، وبدأت حالة الاستنفار، وبدأت الوساطة المصرية لحل هذا الاستنفار لفكفكة هذه الحالة، وكانت شروطنا منطقية، إذ طالبت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق سراح الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة، والاطمئنان على صحة القيادي بسام السعدي، إضافة إلى وقف الهجمات الإسرائيلية على مخيم جنين شمال الضفة، الذي يتعرض بشكل مستمر لمداهمات ينجم عنها ارتقاء شهداء.
وذكر أنَّ المصريين تواصلوا مع قيادة الجهاد الإسلامي وبدوا انزعاجهم من المباغتة الإسرائيلية لغزة، مستدركاً: "نحن في صراع مفتوح مع العدو، ونحن نعتبر أن كل الساحات الفلسطينية هي ساحة واحدة".
الاستهداف ليس للجهاد فحسب
وفي رده على التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن استهداف الجهاد الإسلامي وحدها، قال: "هذا تضليل، الاستهداف هذا ليس استهدافاً للجهاد وحده، ولا للمقاومة وحدها، بل استهدافاً لشعبنا أجمع.
ولم يخفِ الهندي أنَّ العدو يحاول الاستفراد بالجهاد الإسلامي لوحدها، مستدركاً: "شعبنا قادر على افشال تلك المآرب، شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة لديهم من الوعي ما يفشل حالة الاستفراد بالجهاد الإسلامي، وبيان الغرفة المشتركة يدل على ذلك".
وهم اغتيال القادة!
وأشار إلى أنَّ (إسرائيل) تتوهم باستمرار أنها باغتيال أحد القادة يمكن أن تؤثر على المقاومة الفلسطينية، مستدركاً: "هذا هو غرور القوة، لكن الشواهد تدل عكس ذلك، مضت قافلة كبيرة من القادة اغتيالاً على يد قوات الاحتلال ولم تفت تلك السياسة في عضد مقاومتنا".
وأضاف: "مضت قافلة طويلة من قادة شعبنا ابتداءً من الدكتور فتحي الشقاقي، والشيخ احمد ياسين، والرئيس ياسر عرفات، والقائد أبو علي مصطفى والقافلة تطول لذكر الكثيرين، ومع كل اغتيال كانت فصائل المقاومة تقوى وتتقدم وتمتلك وسائل جديدة وتتحدى إسرائيل".
وذكر أنّ اغتيال القادة الافذاذ لا يؤثر على حقيقة الصراع، ولا يفت في عضد المقاومة، لاسيما نَّ القيادات موجودة ومتوفرة لأمرٍ مهم وهو أن دوافع القتال موجودة ومتوفرة، لاسيما أن الكل الفلسطيني يدرك انه يدافع عن وطنه، وعقيدته، وتراثه، وحضارته.