كتب: محمد الفارس
كما أوضحت في مقالات تحليلية سابقة، فإن إعلان سرايا القدس جاء بتسمية العملية بإسم وحدة السّاحات هو يؤكد على أن جوهر المعركة وحتى الاغتيال والمكيدة الكُبرى التي أعدّها العدو للجهاد الإسلامي والتي فشلت بفضل من الله ثم بوعي كبير من قيادة الجهاد الإسلامي، كل ذلك يؤكد أن جوهر المعركة هي الضفة وليست غزة وما يجري فيها من ارتفاع في منسوب حرارة وسخونة ساحتها ضد العدو، ويأتي رد العدو ومكيدته الكبرى انتقاما من الجهاد الإسلامي والمقاومة على دورهم في تفعيل المقاومة في الضفة، لذلك جاء ردا جديدا وذكيا ومختصرا بكلمتين فقط وهو تسمية العملية ب وحدة الساحات، وهي رسالة وعي وحنكة وقوة ووضوح لتؤشر على حقيقة المعركة وتُخرجها من عنق التكتيك إلى الهدف الاستراتيجي، لتقول للعدو بأن قصة العمل والاستفراد بساحة تلو الأخرى، هذا زمان قد ولّى إلى غير رجعة، ووحدة ساحات الاشتباك باتت أمرا واقعياً وموجوداً بالفعل، وعلى العدو أن يتعامل وفق هذا المعطى الجديد وألاّ يحاول أن يعود بعقارب الساعة للوراء، فلا يمكن لها أن تعود للوراء.
الآن الجهاد الإسلامي ومعها قوى المقاومة ترد على العدوان وفي نفس الوقت تستثمر المعركة استراتيجياً لمزيد من تشابك وتلاحم الساحات وهو ما سيُفشل مخطط العدو ويزيد من دخوله في وحل ما خطط له، وعليه الآن أن ينتظر مزيداً من الاشتعال والمقاومة في الضفة.
