قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور جميل عليان: "إن العدوان الإسرائيلي يتواصل لليوم الثاني على التوالي ضد أبناء شعبنا، خاصة حركة الجهاد الإسلامي والتي ابتدأها باعتقال همجي لأحد أهم قيادات الجهاد الإسلامي في جنين ثم بعدها بثلاثة ايام باغتيال واحد من أهم قيادات سرايا القدس في غزة وعدد من مجاهدي شعبنا والأطفال والنساء".
وأضافت د. عليان لـ "شمس نيوز" مساء اليوم السبت: "إن القيادة الصهيونية أرادت في محاولة بائسة أن تعيد قوة الردع والهيبة لجيشها الذي بات في أضعف حالاته أمام كل التهديدات الإستراتيجية كإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، هذه الحالة أجبرته إلى القيام بمغامرة غبية وغير محسوبة بدقة من خلال محاولة المس بالقيادات الوازنة للجهاد الإسلامي في الضفة وغزة إضافة إلى محاولة تسويق أكاذيب أنه يريد فقط الجهاد الإسلامي.
وأوضح أن التاريخ يشهد للجهاد الإسلامي أنها أكثر الأطراف والفصائل الفلسطيني التي تصر دوما في خطابها وفعلها على الالتزام بالسقف الوطني الوحدوي وأنها منذ لحظات ولادتها الأولى كانت حركة فوق حزبية، لذلك لم تتردد كل الأطراف الفلسطينية والحواضن الشعبية من الالتفاف حول الجهاد وقيادته.
وأكد د. عليان أن إطلاق اسم عملية وحدة الساحات على هذه الحرب يحقق من هذه التسمية أكثر من هدف أولا التأكيد على وحدة أدوات المقاومة وأذرعها والذي يتمثل الآن في غرفة العمليات المشتركة والإدارة الواعية والرشيدة لهذه المعركة، وثانيا ارتباط التسمية بأهم إنجازات سيف القدس قبل 15 شهراً والمتمثل في وحدة جغرافيا المقاومة الفلسطينية "وحدة الساحات"، غزة والضفة والـ 48 والشتات وبهذا ربط معركة "وحدة الساحات" بسابقتها سيف القدس.
وأشار إلى أن هذا يجزم الجميع أن المواجهة التي تديرها الآن الجهاد الإسلامي ومعها قوى المقاومة لن تسمح للعدو بمحاولة تجاوز معادلات سيف القدس وما قبلها، وأهمها القصف والردع وأن الاغتيال خط أحمر سيتم الرد عليه في "تل أبيب" مباشرة وأن المقاومة هي القانون الوحيد الذي يحكم علاقتنا مع هذا العدو.
ولفت إلى أن المقاومة بجبهاتها تمتلك أسبابا كثيرة تمنحنا الثقة أن الانتصار في هذه المواجهة وخلال فترة قصيرة ممكنة جدا، فقط بوضع كل أوراقنا في هذه المواجهة وعلى الأخوة أن يطمئنوا أن هذا الانتصار سيردع إسرائيل عن أي خطوة في أي مكان في الإقليم.
وشدد د. عليان أن "وحدة الساحات" تحتم على جميع الجبهات أن تكون حاضرة فيها كل حسب دوره وأدواته لمنع أي تدليس صهيوني مستقبلا بالنصر أو حتى تحقيق أيا من أهدافه، فالضفة يجب أن تبقى حاضرة من خلال المقاومة الشعبية على امتداد الضفة وكذلك أن تزيد كتائب الضفة على امتداد المدن من إرباكها للعدو، وأن تخرج كل مدن ال 48 كما عودتنا في سيف القدس ومسيرات العودة والانتفاضات السابقة.
وتابع د. عليان قوله: "إن وحدة الجبهات المرتبط بأهم إنجازات سيف القدس يجب أن يبقى القانون الذي يصطف الكل الفلسطيني خلفة حتى تبقى كل إنجازات شعبنا حية وآخرها سيف القدس".
وأضاف: "إن فهم هذا العدوان وأهدافه لا يمكن أن يتم بدون ربطه بالأحداث التي تتم في فلسطين والإقليم، فكل الأعين الصهيونية باتت في الأسابيع الأخيرة شاخصة في الشمال وحول منصات الغاز في كاريش والتي ربما ستشعل حربا قادمة ليس في مقدور العدو الصهيوني زمانيا ومكانيا الانتصار فيها، لذلك أعتقد أن هذه الاستدارة المفاجئة للعدو في الجبهات نحو غزة بل نحو فصيل بعينه يهدف العدو من خلاله إلى تحسين جبهته الداخلية المنهارة أمام حزب الله وإيران وكذلك يريد أن يرسل رسالة لقوى المقاومة من خلال الجهاد بعدم التدخل في أي مواجهة قادمة من الشمال حيث بات مألوفا في الإعلام الصهيوني أن الحديث عن تعدد الجبهات يشكل كابوسا مرعبا لقادة العدو"
وأشار إلى أن الجميع يدرك أن العدو غير قادر الآن على خوض حرب حقيقية على أكثر من جبهة وكذلك الغرب وأمريكا باتوا منشغلين بحروب أخرى في أوكرانيا وإلى حد ما مع الصين وهذا يجعلنا أكثر قدرة على حشر العدو في قفص الفشل والخيبة مرة أخرى.