غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشهيدة دنيانا العمور.. تترك ذكرى مؤلمة لعائلتها قبل أن تختطفها قذيفة إسرائيلية وتحطم حلمها

دنيانا العمور
شمس نيوز - مطر الزق

تجلس دنيانا وإخوتها الصغار بأمن وأمان في المنزل، كانت البسمة والفرحة تعلوا شفاههم، حيث أعدت العائلة بعد تناول غداء يوم الجمعة كأسًا من الشاي، وفجأة دون سابق انذار، قبل أن ترتشف دنيانا الشاي انقطع الهدوء، وعم الصراخ والألم، فالدخان يتصاعد من المنزل، ورائحة البارود تفوح في المكان، هرع الناس للمكان ليجدوا الكارثة التي أحدثتها مدفعية الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الآمنين في منازلهم.

كانت أنفاس دنيانا العمور (23 عامًا) تغلي، وروحها تصعد إلى السماء، أما جفون عيونها فقد أُسدلت، والدها "أبو محمد" يهرول مصدومًا من المشهد، ينظر يمينًا ويسارًا لا يرى سوى الركام والدماء والأشلاء، لم يتمكن من السيطرة على نفسه فقد انسكبت الدموع من عينيه كالنهر الجارف، وجلس على الأرض لعدم قدرة قدميه على حمل جسده.

العشرات من الجيران أسرعوا؛ لتلبية الواجب الإنساني، حملوا جثمان دنيانا العمور وتسعة من أشقائها إلى مستشفى الأوروبي لتلقي العلاج اللازم، بينما نُقلت دنيانا إلى مستشفى ناصر الطبي لخطورة حالتها الصحية إلا أنها فارقت الحياة، أما أشقائها فقد عادوا إلى المنزل بعد تضميد جراحهم.

عقارب الساعة كانت تُشير إلى الرابعة عصرًا من يوم الجمعة 5 أغسطس 2022، عندما تجمع أبناء العائلة وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث، أما دنيانا فقد انطلقت إلى غرفتها وتُمسك بيدها اليُمنى كأس من الشاي؛ لتمتع نظرها برؤية الطبيعة الخلابة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.

سمعت دنيانا صوت انفجارات متتالية هنا وهناك، أمعنت النظر من النافذة، فلم تجد سوى قذيفة مدفعية تخترق جدران المنزل مباشرة؛ لتستقر القذيفة في غرفتها وتمزقها إلى أشلاء متناثرة، يقول والدها أبو محمد لـ"شمس نيوز": "استهدفت المدفعية الإسرائيلية المنزل بقذيفتين الأولى اخترقت نافذة دنيانا والثانية سقطت إلى جانب المنزل".

القذيفتان المدفعيتان كادتا أن ترتكب مجزرة كبيرة بحق عائلة العمور في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث أشار والد دنيانا، إلى أن أبناؤه العشرة كلهم كانوا في المنزل، ولولا رحمة الله تعالى لاستشهد الجميع، دون رحمة أو شفقة من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وعبر والد الشهيدة دنيانا عن حزنه وألمه الشديدين لاستشهاد ابنته التي تبلغ من العمر (23 عامًا) قائلًا: " دنيانا كانت تحلم باستكمال دراسة القانون في جامعة الأقصى؛ لكن الأوضاع الاقتصادية السيئة دفعتنا إلى ايقافها عن دراسة الفصل الأخير لها في الجامعة".

تتميز دنيانا العمور برسوماتها الجميلة المميزة التي تركتها كذكرى لعائلتها، ولكل أصدقائها وأحبائها، حيث تمكنت من رسم صور رسومات بورتريه رائعة، حيث أشار أحد أقربائها بأن دنيانا تحب الرسم منذ الصغر وتمكنت من اتقان الرسومات مما جعلها تتفوق على زملائها في الجامعة وأصدقائها.