غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلا مساحيق.. صراع الواجب فى ظل الإمكان

صواريخ سرايا القدس 2.jfif
بقلم/ أسعد جودة
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
لليوم الثالث على التوالي والقصف الهجمي جوا وبرا على الشجر والحجر والدواب وحصيلة الشهداء يزيد عن الثلاثين شهيد، الأطفال والنساء يمثلون أكثر من النصف ؟!
وفي ظل هذا المشهد والحدث الجلل والمصاب الكبير ،علينا أن نقف ونتأمل أين كنا؟ وأين نحن ؟والى أين ذاهبون ؟.
كنا نعيش في وطننا الحبيب فلسطين أمنين وادعين ،تأمرت علينا قوى البغي والاستعمار تحت عناوبن وخزعبلات واستنبتوا كيانا دمويا مجرما المستوطنة الملعونة إسرائيل ومكنوها وأمدوها بكل القوة فتكوا بشعبنا الأعزل وهجروه من دياره بغير حق ،وبعد فترة أعادوا الكرة واحتلوا بقية فلسطين .
وأين نحن اليوم ، نقول ومع كل الظلم التاريخي والحرمان والقتل والتجويع والمطاردة ها هو الشعب الفلسطيني صامد ثابت مرابط على الأرض يقارع ويصارع على مدار قرن لم يكل ولم يمل منافحا مدافعا قدم أغلى ما يملك ماله ونفسه.
أمام هذا الواقع الواجب نتذكر ونعيش حجم الكرامات والنعم الإلهية حتى تعين على مواصلة طريق العزة والكرامة حتى التحرير والعودة وتصفية المشروع الصهيوني.
من الكرامات التي حاباها الله للشعب الصابر المرابط .
كرامة أن نكون عرب ومن العرب مسلمين والإصطفاء من فلسطين أرض الرباط والمحشر والمنشر ومن أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وأن يكرمنا الله تبارك فى علاه ليواجه عدو الله وعدو الأمة ، أخطر مشروع استعماري كولنيالي سرطاني تلمودي صهيوني زرع ليفتك بالأمة جمعاء، عن أي وسام و أي منحة ربانية نتحدث.
أن يكرمنا الله ونكون من أبناء مشروع الجهاد الإسلامي هذه القوة التجديدية الضاربة التى تحمل الإسلام منهجا عمليا تطبيقيا وعشق الوطن المقدس وتحريره أولى الأولويات.
عن أي كرامة والرؤية الاستراتيجية الثاقبة النى بشرت بها الجهاد وعلى لسان مؤسسها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي قبل خمس وأربعين عام أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ،اليوم عادت البوصلة للكل الوطني الفلسطيني بل ولعموم الأمة ان تحرير فلسطين هو الممر الإجبارى والوحيد لإعادة مشروع الأمة الحضارى واستئناف اادور الرسالي المعطل .
عن اي كرامة اليوم والجهاد الإسلامي تتقدم الصفوف وتصطف معها كل قوى الشعب وتنظيماته دون إستثناء وعموم شعبنا في الشتات والداخل، وعموم أبناء العروبة والاسلام وانت مصر على ملاحقته وقتاله بعدما ظن وإطمئن انه نجح فى فصل أجزاء فلسطين عن بعضها وتتمترس فى الضفة الغربية والقدس ليكمل مشروعه التدميرى نقاء الدولة اليهودية والقدس أورشليم عاصمته الأبدية ؟!
اي كرامة وأنت اليوم تشرع سيفك البتار لتكمل مشروع معركة "سيف القدس" وتعمل على توحيد الساحات بالفعل بعد توحيد الجغرافيا ، وعن أي عزة وكرامة ورجولة وإصرار وتحدي وأمين عام الجهاد الإسلامي الفائد المجاهد الفذ أبو طارق النخالة وعلى الهواء مباشرة يعلنها مدوية لا خطوط حمراء وهو يخاطب أبناء الجهاد الإسلامي وكل أبناء القوى والفصائل وعموم الشعب ، وعلى أثرها نسف إدعاء العدو انه معنى بجولة مع الجهاد الاسلامى التى تزعجة فى الضفة وتعمل على زعزعه الأوضاع الامنية ،فكان جواب القوى مجتمعة لن نسمح بالحرب على الجهاد هى على الكل الفلسطيني ، والواقع يثبت ان حاله الاصطفاف متماسكة حتى وصل العدو وعلى لسان قادته ومفكريه باستنتاج ان الكل يضرب والعنوان هو الجهاد الاسلامى .
العدو معنى بكل قوة ضرب اسفين بين قوى المقاومة وتحديدا بين القسام والسرايا فخاب ظنه وخسر الرهان،اليوم الجهاد يدك كل الكيان والجبهة الداخلية مؤمنة ومحصنة ،ولا تعطي العدو فرصة لضرب مقرات وأبراج ومنصات ومواقع وفى لحظة قد يكون الدخول العلنى مطلوب هذه معركة معقدة مع جبهة أعداء ، قالها الامين العام اضربوا العدو في كل المدن والبلدات والكل استجاب لنداءه الصادق وعاد توجيه محط إجماع قل نظيره ،وضرب العدو الصهيوني بهذا التحدى الذى ترتجف منه دول وكيانات للأسف وتسارع لكسب وده.
عن أي كرامة وصواريخ محلية الصنع بأيدى متؤضئة مقارنة مع جيش له دولة نووية وسلاح لا تعداد له، تفرض عليه الشلل الكامل لأيام، ويبدا بعملية جبانة باستهداف قائد ميدانى بارز يحظى بشعبية عالية ليس فقط من ابناء الجهاد بل من كل الاذرع العسكرية لكل القوى الشهيد البطل أبو محمود الجعبري مسوؤل لواء غزة ،لعله وعبر الوسطاء ينجح في رد إعتبار كيانه الهزيل الذى شل تماما لأربعة أيام ، نقطة مقابل نقطة ١/١ ،ويبقى يماطل على التفاوض مع الوسطاء على طلبات الجهاد الإسلامى بشأن الشيخ المختطف بسام السعدى وطلبات أخرى هذا ما كان العدو يسربه للوسطاء ولكن الواضح النية مبيته لتوجيه ضربة محكمة للجهاد باستهداف كل قيادته فى الداخل والخارج وتدمير بنيته العسكرية والأمنية لأنه استشعر أن الافتراب من الضفة الغربية هو زلزال وقلب الطاولة على راسه هذه هى الخطوط فوق الحمراء ،وهو يراقب ويستمع لأمين الجهاد وهو من أعلن عن تأسيس كتيبة جنين بعدما نجحت عملية نفق سجن جلبوع ،وبدات الكتيبة بالتطور والأداء وانتقلت لنابلس والخليل ورويدا لكل مدن ومخيمات الضفة .
فجاء رد الجهاد مزلزل بعد موارة جثامين الشهداء الأبطال الثرى الى مثواهم الأخير وبتوقيت البهاء الذى عاد قاعدة عند الجهاد بقصف لكل مدن فلسطين المغتصبة.
عن اى كرامة واليوم خرست كل الألسنة المنادية باالتطبيع والهرولة والسلام المدنس،وعادت تتحدث عن عدوان همجي على غزة وتندد .
عن اي كرامة واليوم ترى بأم عينك السلطة الهزيلة وهي تقف مشلولة عاجزة عن تقديم أي شئ سوى التنديد ،وتلوح بلغة هزيلة أن قرارات المجلسين الوطني والمركزى بإنهاء أوسلو ذلك الإتفاق الذى جلب المصائب والكوارث على شعبنا موضوع على الطاولة والحديث للرجل الثاني في فتح الأستاذ محمود العالول.
عن اي كرامة وانت ترى أن الأطفال والكبار يهللون بأعلى أصواتهم وهم يشعرون بالعز والفخار لحظة إنطلاق الصواريخ صوب أرضنا المغتصبة .
عن أي كرامة وأنت تشعر وكل العالم يندد ويشجب العدوان الهمجي على العزل بل وجدت من يشرعن مقاومتك ،فتح باب الحديث عن الحصار على غزة وشروط الجهاد عن الضفة وصارت القضية حاضرة بشكل قوى على الأجندة الدولية فى الوقت الذى تبذل كل الجهود للقفز عنها وتجاوزها وبناء الأحلاف مع العدو .
أمام سيل هذه الكرامات الواجب ان نسجد لله على عظيم نعمة وعطائة.
اليوم عقارب الساعة لن ترجع للخلف ،نحن نفر من قدر الله الى قدر الله صابرين صامدين محتسبين متسلحين باليقين بوعد الله ونصرة ،مهما قدمنا من شهداء وتضحيات وتحملنا ،وأثناء كتابة المقال بعد منتصف الليل بالأمس تواردت الأخبار عن عملية كبيرة فى رفح إستهدفت القيادى الكبير ابو الراغب خالد منصور قائد لواء رفح ومن أبرز القيادات العسكرية الوطنية فى فلسطين صاحب بصمة فى كل محطات الجهاد ورفيقه الشهيد البطل زياد أحمد المدلل .رحمهم الله جميعا وتقبلهم فى عليين ،عن أى كرامة وهولاء القادة هم فى الطليعة .
كلمة السر في مشروع الجهاد الاستمرار بلا كلل أو ملل، الى أين نحن ذاهبون باذن الله للمنازلة والمنازلة مهما كلفت من دماء هذا هو الخيار الاستراتيجي الذى علية ولدت الحركة حتى عاد هذا هو الخيار الأمثل للكل ،يبقى السؤال هل لهذه المعركة من نتائج قريبة ،الله أعلم أن التوقيت لهذه المعركة جد خطير وسيشكل نقطة تحول حاسمة وتكون استكمالا لمعركة سيف القدس أن مكان الاشتباك الرئيس الضفة والقدس ،وهذا سيضع كل مشروع التسوية على المحك العدو استهدف غزة والجهاد عن وعى ان القاعدة والنواة الصلبة غزة اما استكمال عدوان همجي منظم على المقاومة هناك وتحديدا جنين قادم ولم يبرحه هو يريد بما يفعله فى غزة توليد الاحباط وتسلل روح الهزيمة ،سيعمل على إطاله عمر العملية للتأثير على الحاضنة الشعبية والعمل والمعايش ،ومحاولة تصوير الجهاد أنه بالفعل أداة إيرانية وغير مدرك للظرف الفلسطيني .هذا يتطلب من كل ابناء الجهاد أن يلتزموا بتوجيهات القيادة كلام الأمين العام أن المعركة هى على الكل الوطنى ويبتعدوا عن تضخيم المشهد وبروز الأنا،وعلى حماس وقوى المقاومة ان تكون على أهبة الإستعداد المرحلة طويلة وحاسمة وتحتاج كل العطاء والبذل ولا يعطى العدو فرصة بتمرير وفرض أوامره وبرنامجه . نحن على موعد النصر العالم يمر بأصعب الظروف وسيشهد تحولات خطيرة وبروز أقطاب وتحالفات جديدة وإنهيار لمنظومات مجرمة لذا فلسطين بوحدتها ومقاومتها هى الأمل وهو ما سيحدث تحولا نوعيا فى مسار المعارك والملاحم القادمة .
هذا وعد ألله والله لا يخلف وعده .
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".
"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".