قائمة الموقع

مفكر لبناني: "سرايا القدس" تقود المعركة بحكمة واقتدار واغتيال قادتها يزيد قوتها

2022-08-07T14:35:00+03:00
سرايا القدس
شمس نيوز - مطر الزق

أكد المفكر اللبناني أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيروت د. طلال عتريسي أن منطق العدو بأن اغتيال قيادة سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سيضعف الحركة، هو منطق فاشل، بل إن عملية الاغتيال ستزيد حركة الجهاد الإسلامي قوة وصلابة لمواجهة العدو في كل الساحات.

وأوضح د. عتريسي لـ"شمس نيوز" أن محاولة الاحتلال إضعاف "الجهاد الإسلامي" باغتيال قادتها العسكريين سبق له أن فشل فشلًا ذريعًا؛ فقبل سنوات اغتال العدو قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا، وظلت الحركة قوية جدًا؛ بل عززت وجودها وقوتها في إدارة المعارك مع العدو.

وأشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي حركة شعبوية وفصيلٌ متجذر، ولديه تطور في قدراته التدريبية والعسكرية لا يمكن إضعافه بهذه الطريقة؛ فكل قائد عسكري خلفه قادة سيحملون الراية ويواصلون درب الشهداء.

وفيما يتعلق بتركيز العدو الإسرائيلي في المعركة على حركة الجهاد الإسلامي قال د. عتريسي: "العدوان الإسرائيلي على غزة وحركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص، له أسباب متعددة أبرزها أن قيادات الكيان الإسرائيلي تعيش أزمة سياسية كبيرة، وتريد من خلال المعركة أن تثبت أنها تملك زمام المبادرة، وتستطيع أن توجه ضربات قاتلة للمقاومة في غزة".

وأضاف: "إن الهدف من المعركة ضد الجهاد الإسلامي هو محاولة عزل وإضعاف الحركة عن باقي الفصائل الفلسطينية، باعتبار أن المعركة معها وحدها فقط، وليس مع حركة حماس، أو باقي الفصائل، لافتًا إلى أن القاعدة المتعارف عليها أن إضعاف أي فصيل مهما كان حجمه سيؤدي إلى إضعاف كل فصائل المقاومة، وسيعطي العدو ورقة قوة في أي مواجهة مقبلة.

ويعتقد د. عتريسي أن الهدف الأساسي من المعركة ضد "الجهاد الإسلامي" هو جعل الشعب الفلسطيني يدفع ثمن المقاومة ووجودها؛ ليبتعد عن دعم وإسناد المقاومة، مؤكدًا أن هذا المنطق أثبت فشله بشكل كامل.

وذكر، أن شعب فلسطين وخاصة في قطاع غزة هو الحاضنة الأكبر والسند والداعم الأساسي للمقاومة، وقد أثبت التاريخ في الحروب السابقة منذ عام 2008 مرورًا بالعدوان عام 2012 وحرب 2014 وعدوان سيف القدس 2021 وما بين تلك التواريخ من جولات ومعارك، تمسك الشعب بالمقاومة، وأن محاولة ضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة قد فشل فشلًا ذريعًا.

وعن إطلاق "سرايا القدس" على المعركة اسم "وحدة الساحات" يرى المفكر اللبناني د. عتريسي أن المقصود بوحدة الساحات هي الساحة الفلسطينية والإقليمية، قائلًا: "الجهاد الإسلامي يدرك تمامًا أهداف العدو بالاستفراد بالحركة؛ لذلك فهي ترى أن المعركة مفتوحة على كل الساحات الفلسطينية".

وشدد د. عتريسي على أن الجهاد الإسلامي تقود المعركة بثبات، وأعصاب هادئة، وتتحكم بمستوى ونسب إطلاق الصواريخ، والأهم من ذلك هو أن تنجح الحركة حتى آخر لحظة في إطلاق الصواريخ.

ويرى المفكر اللبناني أن العدو الإسرائيلي كان يعتقد بأن "الجهاد الإسلامي" لن تُقابل اغتيال الجعبري بإطلاق الصواريخ بشكل مستمر ومتواصل؛ لأسباب تتعلق بالأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، وانشغال محور المقاومة بقضايا أخرى؛ إلا أن الجهاد الإسلامي كعادتها فاجأت العدو برد مستمر على مدار الأيام الماضية بإطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

وعن السيناريو المتوقع، يعتقد د. عتريسي أن العدو الإسرائيلي يبحث حاليًا عن وساطة تؤدي إلى وقف المعركة مع الجهاد الإسلامي؛ لأسباب تتعلق بمخاوف كبيرة لدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن تتحول المعركة إلى معركة كبرى بإشعال فتيل حرب الساحات ودخول حركة حماس والمقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) في المعركة.

وقال: "محور المقاومة كله على صفيح ساخن؛ فلبنان يترقب المفاوضات على حقه في نفط كاريش، وإيران تجمد المفاوضات النووية؛ لذلك فإن الاحتلال يحاول قدر المستطاع ألا يُطيل من أمد المعركة مع الجهاد الإسلامي؛ خشية من اشتعال المنطقة كلها.

اخبار ذات صلة