قائمة الموقع

"وحدة الساحات" وصوابية القرار

2022-08-07T21:49:00+03:00
توفيق السيد سليم.jpg
شمس نيوز -


 بقلم: توفيق السيد سليم
كما عودتنا دوماً، في كل المحطات الفاصلة من تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، لم تتأخر "سرايا القدس" ولو للحظة واحدة عن الانحياز لخيار شعبنا التوّاق للحرية، والثأر لدماء الأبرياء من الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والقادة.
فمنذ اللحظة الأولى لارتكاب العدو الصهيوني جريمته الحمقاء باغتيال القائد تيسير الجعبري وإخوانه الميامين، اتخذت السرايا قرارها الذي يعكس مدى وعيها وإدراكها لطبيعة الصراع مع هذا العدو النكد، بالإعلان عن معركة "وحدة الساحات" لإيمانها المطلق بأهمية الوحدة.. وحدة المقاومة، ووحدة القرار، ووحدة الميدان،  في مواجهة علو وإفساد بني يهود، الذين يسعون منذ سنين إلى الفصل بين مكونات شعبنا وقواه الحيّة.
إن سرايا القدس وهي تعلن "وحدة الساحات" وتمتشق سيفها للرد على العدوان، لم تلتفت كثيراً إلى من سيلحق بها في ركب الشرف والنخوة والمروءة أو من سيتخلف عن هذا الشرف، ولسان حالها يقول: "إن معي ربي سيهدين"، وهل بعد الهداية إلى طريق الجهاد والمقاومة من هداية، والله يقول: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".
اليوم، وببركة "وحدة الساحات" التي جسدتها سرايا القدس بدماء قادتها وجندها الميامين، بات شعبنا اليوم أقوى من أي وقت مضى، وبات أكثر إيماناً بخيار المقاومة وجدواها ومحورها الذي يتجذّر في وعي أحرار الأمة، في مواجهة أصحاب مشاريع الهزيمة الذين لم نعد نُحسّ منهم من أحد، أو نسمع لهم ركزاً!
لهذا كانت "وحدة الساحات" مذهلة، وهي تضع النقاط على الحروف من جديد، لتؤكد أن خيارات الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة ما زالت -منذ النشأة والتكوين- طاهرة، عفيفة، لا تخضع للحسابات الوهمية والصفرية التي بات البعض يرتهن لها، ويحاول جرّ الآخرين لمربعها.
وختاماً، فإننا نؤكد أن المشهدية على الساحة الفلسطينية ما بعد معركة "وحدة الساحات" لن تكون بأي حال من الأحوال، كما كانت قبلها، فـ"وحدة الساحات" جسّدت ورسّخت معادلات واستراتيجيات جديدة ستبقى راسخة وعالقة في الوعي الفلسطيني والعربي والدولي، وستؤسس لمعركة جديدة من معارك التحرير القادم بإذن الله، ونحن على يقين أن "وحدة الساحات" سيتواصل صداها إلى أبعد ما يتوقعه الكثيرون!.

اخبار ذات صلة