قائمة الموقع

سعادة "إسرائيل" بما حققته في غزة

2022-08-09T11:03:00+03:00
العدوان على غزة (6).jpeg
بقلم/ خالد صادق
في اعقاب نيل القائد والمجاهد الكبير خالد منصور شرف الشهادة, وتأكد «إسرائيل» من استشهاده سارعت أوساط في الشاباك وداخل الحكومة الصهيونية بمطالبة الجيش النازي الصهيوني وحكومة لابيد «المراهقة سياسيا وعسكريا» بالعمل على وقف العدوان فورا, وتعالت الأصوات الصهيونية ( أوقفوا الحرب, لقد حققنا الإنجاز, ليس هناك ما يمكن ان نحققه, أوقفوا العدوان قبل ان نخطئ ويخطف العدو منا هذا النصر), أي احد يستمع الى هذا الخطاب يدرك ان من يقوله هو طرف مأزوم يبحث عن شكل من اشكال النصر ليسوقه على الإسرائيليين ويخدعهم بان جيشهم قوي ويحقق انتصارات, هل تستوعبون ان دولة بحجم إسرائيل التي تصنف نفسها على انها القوة الرابعة على مستوى العالم تعتبر ان تمكنها من استهداف وقتل القائد الكبير خالد منصور أبو الراغب يمثل لحظة انتصار عظيمة لا يجب التفريط بها, وهذا معناه ان «إسرائيل» التي لاحقت خالد منصور على مدار عشرين عاما وحاولت اغتياله مرات عدة كانت تدرك عظمة هذا الرجل وقدرته على زعزعة امن «إسرائيل» واستقرارها, وان اغتياله يمثل انتصاراً لها, وهى لا تدرك ان استشهاده يمثل انتصاراً لنا نحن أيضا أبناء فلسطين, فأبو الراغب ضرب نموذجاً يحتذى في التضحية والفداء, واستشهد وهو يقود المعركة في الميدان, وافتداه العشرات من المحيطين به بدمائهم وارواحهم, ليتحول الى قدوة ونموذج يحتذى به, وقد صنع مجده بيديه من خلال سيرته وعطاءاته وتضحياته, فلا يظن الاحتلال ان ظله قد غاب بغيابه لكنه سيبقى حاضرا بسيرته وعطائه فلخالد منصور تلاميذ تربوا على يديه وأسسهم على بنيان من التقوى والصلاح والعطاء والشجاعة, وهم جاهزون دائما لأي معركة لأن ثقافة الجهاد تقول سيخلف القائد الف قائد, وسيخلف الشهيد الف شهيد.
«إسرائيل» خاضت عدوانها على غزة واطلقت على عمليتها العسكرية اسم «الفجر الصادق» لكنها لم تحدد اهداف هذه العملية لأنها تعلم يقينا انها لن تستطيع ان تحقق أهدافها, وهذا يمثل هزيمة بالنسبة لها, لذلك تركت الامر مفتوحا, وخرج ما يسمى بوزير الحرب الصهيوني ليقول اننا نريد ان نوفر الامن لسكان منطقة الغلاف الحدودي لكي يعيشوا بسلام, ويبدو ان حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ارادت ان تضربه في هذا الامر تحديدا, فركزت ضرباتها على منطقة الغلاف الحدودي, وتحولت 57 مستوطنة صهيونية محيطة بالغلاف الى جحيم, وكما وعدت سرايا القدس فقد حولتها الى كتلة من اللهب, فبدأ يستنجد بالوسطاء, ويضغط بقوة من اجل الوصول الى اتفاق, ويتراجع عن مواقفه الى ان خضع لشروط حركة الجهاد بالإفراج عن الشيخ بسام السعدي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي, والاسير الإداري المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 150 يوما خليل عواودة, وتعهدت مصر باتفاق مكتوب ومعلن بالإفراج عنهما, رغم ذلك لا زالت إسرائيل تتحدث عن انتصار فتقول انها حققت أربعة مكاسب, الأول اغتيال قادة المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, ثانيها انها حيدت حركة حماس كما تزعم ونجحت في فصل حماس عن الجهاد الإسلامي, ثالثها انها اضرت بقدرات حركة الجهاد العسكرية من خلال قصف مستودعات السلاح والتصنيع, وانها نفذت ما تريد في القدس والاقصى وبقيت فصائل المقاومة صامتة, ونسيت «إسرائيل» انها اغتالت القائد المؤسس للحركة الدكتور فتحي الشقاقي وقويت الجهاد. واغتالت الشهيد القائد محمود الخواجا قائد «قسم» وقويت الجهاد، واغتالت بهاء أبو العطا وقويت الجهاد، وباغتيالها لخالد منصور، وتيسير الجعبري والقادة العسكريين الاخرين سيقوي الجهاد، والتجارب تثبت ذلك.
سعادة «إسرائيل» بانتصارها على المقاومة الفلسطينية لن تكتمل, لان المقاومة أصبحت ثقافة شعب, والفلسطينيين لا يتخلون عن مقاومتهم ابدا, لذلك اطلقت حركة الجهاد الإسلامي على عمليتها العسكرية هذه اسم «وحدة الساحات» لتؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني في قرار المواجهة, ووحدة الموقف الفلسطيني في الميدان, ووحدة الموقف الفلسطيني في التحرك الجماهيري الشعبي في كل الساحات, والوحدة الجغرافية التي يسعى الاحتلال الصهيوني من خلالها يائسا لفصل قطاع غزة عن الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948م, وكان يسعى لبث حالة الفرقة داخل غرفة العمليات المشتركة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجهاد الإسلامي, لكن الجهاد بوعيه وثقافته وحرصه على وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية افشل كل مخططاته, الخلاصة تقول ان «إسرائيل» لم تنتصر الا في القتل, ولا يوجد انتصار في العالم يمكن بناؤه على عدد القتلى, لكن طبيعة اليهود المولعة بإراقة الدماء وازهاق الأرواح تظهر لهم ان القتل يساوي انتصاراً, لذلك هم دائما يرفعون شعارات الموت ضدنا, وجزء من هدف العدوان على غزة هو التقرب للناخب الإسرائيلي مع قرب الانتخابات الصهيونية ومحاولة كسب أصوات اليمين الصهيوني , لقد انتهت جولة من المعركة, لكن المعركة لم تنته وهى ممتدة ونهايتها الحتمية بإذن الله عز وجل لصالح شعبنا الفلسطيني, فلا تهنوا ولا تحزنوا فالنصر صبر ساعة وهو حليفنا بإذن الله.
اخبار ذات صلة