شمس نيوز - محمد أبو شريعة
وضع الخبير في مكافحة الصهيونية وعضو لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب في القاهرة، العميد د. حسين حمودة مصطفى تقييمًا لأدوار الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية تجاه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والتوصل لوقف إطلاق نار برعاية مصرية.
وبحسب ما يرى الخبير المصري فإن الآراء تتباين إزاء هذا الاعتداء، في مواقف تنقسم إلى ست رؤى مختلفة.
وقال لـ"شمس نيوز":"الموقف الأول يتمثل بالعدو الذي سارع رئيس وزرائه يائير لابيد إلى الكذب من خلال تصريحاته التي ادعى بها أنه وافق على وقف إطلاق النار لأنه حقق أهدافه".
وأشار مصطفى إلى أن "هذا الادعاء كاذب لعدة أسباب، أهمها أنه هو الخاسر على الأرض؛ كونه هناك انتخابات مقبلة، والمستوطنين أحرص الناس على حياة، وسقوط هذا الكم من الصواريخ عليهم في ثلاثة أيام يعتبرونه هزيمةً وفشلًا، ولذا فهو سيسقط".
وأضاف "الموقف الثاني هو للسلطة الفلسطينية، التي منذ اتفاق أوسلو وصولًا للانقسام الفلسطيني عام 2007، بدأت تتحدث أن غزة لا تتبع لها، وتعتبر نفسها مراقباً يشجب وليس طرفًا في المعادلة".
ووفق ما أشار د. مصطفى فإن "الدور الثالث يكمن في الدور الأمريكي"، مبينًا "أنها تعمل بدكتاتورية الواسط؛ كونها دولة مساندة للاعتداء ومبرر له، وكذلك للتهدئة".
وتابع "أمريكا تحقق ما يريده الإسرائيلي، وتتبع شهوات العدو، وليس لها موقف سوى دعمها في كل المواقف حتى لو كانت متناقضة".
وبحسب ما يرى د. مصطفى فإن الموقف الرابع هو المجتمع الدولي، مبينًا أنه بموقف المتفرج غير المحايد.
وقال: "المجتمع الدولي يساوي بين اعتداءات قوات الاحتلال، ورد المقاومة على تلك الاعتداءات"، مشيرًا إلى أنه يدعي أن هناك مدنيين، متجاهلًا أنهم مستوطنين ويقيمون في دولة مغتصبة.
وأضاف "المجتمع الدولي يتحدث في أحسن ظروفه عن الطرفين المعتدي والمعتدى عليه، هو بأسره على هذا المنوال".
واستدرك "نستثني من هذا المجتمع دول محور المقاومة، وشعوبها التي تؤيد المقاومة ضد المحتل في كل مكان".
أما الموقف الخامس كما يؤكد د. مصطفى فإنه لقطاع غزة، ومقاومته، خاصة سرايا القدس والجهاد الإسلامي.
وقال: "الجهاد الإسلامي هي المنتصرة بهذه الجولة، وظهر ذلك من خلال روح التضامن والنصرة والتلاحم بين قوى المقاومة، والحاضنة الشعبية السياسية والإعلامية المؤيدة لها".
أما الدور الأخير كما يرى فهو لمصر، الذي أشار د. مصطفى إلى أن دورها مقيد ولكنه قدري، معربًا عن أسفه على هذا التقييد.
وأوضح أن مصر مقيدة في إطار المخطط الصهيوأمريكي لتحجيمها وشغلها بنفسها بقضايا سد النهضة وصندوق النقد الدولي، كما قال.
واستدرك "مصر في كل الأوقات تحاول أن تكون الداعم للقضية الفلسطينية في دورها الأصيل، فهي قدمت خلال حروبها مع إسرائيل منذ عام 1948 أضعاف أضعاف ما قدمه الآخرون".
وأكمل د. مصطفى حديثه "للأسف الشديد المخطط الصهيوأمريكي يريد استبدال الدور المصري من خلال محاولاته بناء قوى إقليمية محالفة للعدو الإسرائيلي من خلال اتفاقيات أبراهام، ولكن مصر تستطيع أن تتغلب عليه وتقدم الكثير من أجل القضية الفلسطينية".