قائمة الموقع

من يكرم الشهيد يتبع خطاه

2022-08-11T13:37:00+03:00
خالد صادق
بقلم خالد صادق

بإيمان عميق وعقيدة راسخة وإدراك ووعي، ارتضى الشهداء الاطهار ان يصنعوا من أجسادهم جسرا لتعبر عليه الأجيال، هم عشقوا الشهادة لما تحمله من خير وجزاء عظيم لهم، وطردوا من خواطرهم كل إحساس بالخوف او الجبن او الركون للدنيا، هم لا يحتاجون دموعنا، ولا صرخاتنا واوجاعنا، هم ضحوا بدمائهم الطاهرة ليكونوا نموذجاً يحتذى، لذلك من يريد ان يكرم الشهيد فعليه ان يتبع خطاه، من غزة الى جنين الى نابلس الى الخليل الى القدس لا يتوقف شلال الدم، فنحن نواجه عدواً صراعنا معه هو صراع وجود، والمعركة معه لا زالت في اوجها, والأيام دول, يوم لك ويوم عليك, وأذكر هنا الحوار الذي دار بين ابى سفيان وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اعقاب معركة احد, حين وقف أبو سفيان بعد المعركة ونزول الصحابة عن الجبل, ليقول افيكم محمد؟ فلم يجبه أحد، ثم قال: افيكم ابن ابي قحافة؟ فلم يجبه أحد، ثم قال افيكم؟ ابن الخطاب لم يملك عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وارضاه نفسه، وقام فقال: «أيْ عدو الله، إن الذين ذكرت هم أحياء، وقد أبقى الله ما يسوءُك». وكانت نفس أبي سفيان قد مُلئت غيظًا، وأراد أن يغيظ المسلمين فقال: «قد كانت فيكم مثلة لم آمر بها ولم تؤسني». «اُعْلُ هُبَلْ». وسكت الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ تُجِيبُونَه؟ « فقالوا: «ما نقول؟» فقال: «قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ». فقال أبو سفيان: «لنا العزى ولا عزَّى لكم». فقال النبي: «أَلاَ تُجِيبُونَهُ؟» فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ فقال: «قُولُوا: اللَّهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ». فقال أبو سفيان: «يوم بيوم بدر، والحرب سجال». فأجاب عمر رضى الله عنه: «لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار».

هذا هو اليقين الذي يملؤنا, فالنصر هو البشرى التي بشر بها الله عز وجل عباده المؤمنين, وثقتنا بنصر الله لا تتزعزع, فالضربة التي لا تميتنا تقوينا, والايمان بان الله ناصرنا هو عقيدة في كل نفس آمنة مطمئنة, هل شاهدتم تلك الطفلة التي لم تبلغ خمس سنوات بعد, كانت الدماء تنزف منها وتغطي وجهها, وهى تصرخ وتقول احنا مش خايفين منكم يا يهود, انتم تحت قدمي وكانت تضرب بقدمها على الأرض, قارن بين طفلة تضرب بقدمها على الأرض وتقول لجنود الاحتلال تحت قدمي, وبين مشهد هروب الإسرائيليين الصهاينة من على شواطئ تل ابيب وهم يصرخون خوفا من صواريخ السرايا, لو حكمت عقلك ستعرف من هو المنتصر ومن هو المهزوم, غزة استطاعت ان تكسر كل مشاهد الانتصار لدى الكيان الصهيوني, واذا كانت «إسرائيل» منتشية بقتل قادة من سرايا القدس, فإنها سبق ان قتلت العديد من قادتنا, ولكن المقاومة استمرت وترسخت وازدادت قوة,  ثم هل المطلوب من المقاومة ان تنتصر على الاحتلال انتصارا فعليا رغم موازين القوة العسكرية التي تصب كلها في صالح الاحتلال؟, المقاومة تدرك ان صمودها في وجه الاحتلال انجاز, وان حفاظها على نفسها امام إرادة «إسرائيل» وامريكا ودول الغرب وعديد الدول العربية التي ابادتها وفناءها هو انجاز, وقدرتها على تطوير أدائها الميداني والعسكري والتقني رغم الحصار المفروض على قطاع غزة منذ خمسة عشر عاما هو انجاز, اما النصر فسيأتي مع مراكمة هذه القوة, وبناء الانسان الفلسطيني بناءا ثوريا حقيقيا, وان تدرك الامة العربية والإسلامية, ان لديها واجباً تجاه فلسطين, وهى تستنصركم, «وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر».

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، قال: «إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سجلت إنجازًا وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، أنحني لشهداء شعبنا العظام وعلى رأسهم المجاهدان تيسير الجعبري وخالد منصور وتحركنا من أجل حماية حياة الشيخ بسام السعدي وللتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن غزة سجلت إنجازا تاريخيا وعلى رأسها سرايا القدس. وأردف:» سرايا القدس كانت تدافع عن كل الكتائب المجاهدة في الضفة وبمجرد أن اعتدى الاحتلال على الشيخ بسام السعدي تحركنا لحماية الشيخ ومواجهة العدوان، الجهاد تحركت للدفاع عن وحدة الشعب والاحتلال انطلق في عدوانه لإنهاء حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ولكننا خرجنا أكثر قوة من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن 58 مستوطنة كانت تحت قصف سرايا القدس فضلاً عن المدن تل أبيب وأسدود وعسقلان وغيرها من المدن المحتلة وسيطرنا على الميدان العسكري ولنا اليد العليا, وهذا خطاب المنتصر الواثق بنصر الله, كانوا يظنون ان القائد النخالة سيخرج لينعى الشهداء وهو منكسر, فوجدوه شامخا معتزا بأبنائه المجاهدين من أبناء سرايا القدس, واثقا انه حقق إنجازات فرض من خلالها شروطه على الاحتلال, وبين الأمين أن العدو لو حقق إنجازًا لما سعى للاتفاق مع الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار برعاية مصرية، كما أشار إلى أن الجهاد ستعتبر الاتفاق لاغيًا وسنستأنف القتال مرة أخرى إذا أخل الاحتلال بالاتفاق، فإلى المتباكين المشككين المثبطين نقول: كفكفوا دموعكم فان هؤلاء الشهداء الاطهار لا يحتاجون للدموع انما يحتاجون لمن يكرمهم, ومن يكرم الشهيد يتبع خطاه,

اخبار ذات صلة