شمس نيوز - محمد أبو شريعة
أكد أستاذ الفقه المقارن المشارك في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي، أن الأصوات التي تتعالى بعد كل جولة تخوضها المقاومة مع العدو وتتنمّر عليها هي أصوات نشاز، وأصحابها لهم مكاسب خاصة ولا علاقة لهم بالمكاسب الوطنية.
وأشار د. السوسي لـ"شمس نيوز" إلى أن أصحاب هذه الأصوات ينطلقون من أجندات؛ الهدف منها تثبيط عزيمة الجبهة الداخلية، وبث روح الانهزام في المجتمع.
وعاد إلى بداية معظم الجولات التي خاضتها المقاومة، مبينًا أنها في غالب الأحيان تفرض المواجهة على المقاومة فرضاً، ولا تكون بإرادتها.
وقال السوسي: "القضية واضحة أننا معتدى علينا، منذ أكثر من 70 عامًا، والشرائع الأرضية كما هو حال السماوية، تكفل لأي أمة من الأمم، وأي شعب حريته واستقلاله، وهذا الأمر واضح ومعلوم وموقع عليه من الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة".
وذكر أن كل المواثيق والمعاهدات الدولية تدعو للحفاظ على الأرض والمقدرات، مضيفًا "نحن قد طُردنا من بلادنا، وتهجّرنا أكثر من مرة، وفُرضت علينا ظروف غير موجودة في أي بقعة من بقاع العالم، ويكفي أننا المجتمع الوحيد المستعمر في العصر الحديث".
ووجه د. السوسي سؤالًا لأصحاب الأصوات النشاز قائلًا: "ما هو المطلوب منا؟ هل نرفع الراية البيضاء؟، أم نترك المجال لمن يضربنا على خد لضرب الآخر، أي منطق يكفل هذا؟".
وأكمل سؤاله لهؤلاء المتنمّرين "لو جاء أحدهم وطردك من بيتك، وجلس مكانك، هل ستسكت له، أم تترك المنزل وتبحث عن آخر، أم تدافع عن ممتلكاتك ومنزلك؟".
وأجاب السوسي "الإنسان بطبعه يحافظ على ممتلكاته ومنزله، هذا أصل في فطرة الانسان".
ولفت إلى أن المقاومة حق مشروع لأي مجتمع من المجتمعات، والجهاد فرض فرضه الله تعالى وجعله ذروة سنام الإسلام.
وبيَّن السوسي أن هذا الحديث يدل على أن المتنمرين على المقاومة، هم لا يفقهون شيئًا بالإسلام، مضيفًا "لا يوجد أي شعب من الشعوب وقع تحت الاحتلال إلا وكانت فيه مقاومة وكان فيه الطابور الخامس".
وأشار إلى أن هذه الفئة المنهزمة كانت موجودة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مبينًا أن الله تعالى أسماهم في القرآن بالمرجفين والمنافقين.
وقال د. السوسي: "ربنا كشفهم، وبينهم للرسول في القرآن، وكان سبب بيان صفاتهم وأعمالهم حتى لا يسمع المسلمون لهم، مهما كانت أصواتهم عالية، وحججهم وعددهم ورأيهم؛ لأنهم نشاز وشواذ عن القاعدة".
وشدد على أن هذه فئة مهزومة بالأصل، ومأجورة، وتجهل ديننا وعقيدتنا، وتحاول تحقيق مجموعة من المكاسب على حساب دغدغة عواطف ومشاعر الناس.
وقال د. السوسي: "في واقعنا الحالي وجدنا مع ما يجري في أوكرانيا من عزل للنائب العام الأوكراني، هذا العزل جاء بسبب مواقفها من الحرب ولتخابرها مع الروس".
وتابع: "جميعنا رأى كيف في أوكرانيا الذين يعيشون في بحبوحة من الحياة وكانوا أغنياء، رفضوا الخضوع للروس وخرج الشعب كله ليتجند"، مبينًا أن هذه دلائل أنه لا يوجد أمة ترضى أن تسلب أرضها أو أن يعتدى على حقوقها.
وأكمل السوسي "إرادة الله جعلتنا خير أمة أخرجت للناس، واصطفانا لنكون في بيت المقدس وأكنافه، وأن نكون مرابطين، ونخوض هذه الجولات، وجعلنا نتبر ما على اليهود تتبيرًا، من يقول إنهم لا يتألمون يكذب الله تعالى".
وأكد د. السوسي في ختام حديثه أن هذه الفئة بالأصل لا يسمع لها، ولا يلتفت لها؛ لأنها تبتغي تحقيق مكاسب شخصية، وتبث روح الانهزام في المجتمع؛ لأنهم ضعاف لا يجرؤون على القتال ولا حمل السلاح.