لم يكد الجهاد الإسلامي ينفض يديه من معركة وحدة الساحات التي خاضتها الحركة على مدار 55 ساعة ضد الاحتلال الصهيوني, حتى شرعت السلطة في استكمال مهمة الاحتلال الصهيوني الهادفة لتضييق الخناق على الحركة ومحاصرتها وتقويض دورها في الشارع الفلسطيني واضعافها, حيث قامت أجهزة سلطة دايتون برد الجميل للحركة التي دافعت عن شعبها وارضها وكرامة هذه الامة وعزتها, فشرعت بحملة اعتقالات مشبوهة ضد قيادة الحركة وكوادرها وعناصرها, فقد واصلت أجهزة أمن السلطة حملة الاستدعاءات والاعتقالات بحق كوادر ونشطاء المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي في مدن الضفة المحتلة، وفي محافظة طوباس بوجه خاص.
فقد اعتقلت أجهزة أمن السلطة المحرر منير باسل صوافطة (36 عاماً)، بعد أن قام عناصر من جهاز مخابرات السلطة متخفين بالزي المدني باختطافه والاعتداء عليه، وحجزه في «مسلخ أريحا». حيث يتعرض لتهمة الاعتداء على عناصر المخابرات، فيما اعتبرت عائلة المعتقل السياسي صوافطة أن هذه التهمة باطلة وظالمة، مطالبين بضرورة الإفراج عنه.
والمحرر صوافطة أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال 7سبع سنوات على عدة فترات، وكان قد خاض معركة الإضراب عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري عام 2019م. كما اعتقلت أجهزة السلطة المحرر أحمد دراغمة (21 عاماً)، الذي أمضى 7 أشهر في سجون الاحتلال، والشاب أحمد نديم أبو دواس (21 عاماً)، دون الكشف عن أسباب وتفاصيل الاعتقال. وواصلت اعتقال المحرر سعيد ناصر دراغمة (23 عامًا) منذ مطلع الشهر الحالي، الذي أمضى سنتين ونصفاً في سجون الاحتلال، وهو شقيق الشهيد المجاهد محمد ناصر دراغمة الذي ارتقى شهيداً برصاص جنود الاحتلال في 29-6-2008م.
أجهزة أمن السلطة تواصل حملة اعتقال وملاحقة كوادر حركة الجهاد الإسلامي في محافظات الضفة، دون الكشف عن مصيرهم أو الاستجابة لمطالب الإفراج عنهم، ودون التوقف عن سياسة الاعتقال السياسي التي نادت بها كل فصائل المقاومة الفلسطينية بلا استثناء, وهى تمضى في مخططها بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني الذي بات يدرك خطورة الدور الذي تلعبه حركة الجهاد الإسلامي في الساحة الفلسطينية, فالجهاد يستخدم لغة التحريض بشكل مستمر ضد الاحتلال ويتبنى نهج المشاغلة من خلال إبقاء حالة الاشتباك معه بشكل مستمر, حيث رفع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة شعار اذهبوا للقتال كما تذهبون الى الصلاة, ورفع شعار مراكمة القوة ومشاغلة الاحتلال, والجهاد هو الذي غذى حالة المقاومة في الضفة من خلال الكتائب العسكرية التي اوجدتها الحركة, ككتيبة جنين ونابلس وطولكرم وطوباس, ومع توسع هذه الكتائب وتمددها في جغرافيا الضفة, وما سببته من استنزاف للاحتلال, وما تنبأ به خبراء عسكريون صهاينة من إمكانية تطور هذه الكتائب عسكريا وبشريا ولوجستيا, هو الذي دفع الاحتلال الصهيوني للتنسيق مع أجهزة امن السلطة لملاحقة قادة وكوادر الحركة والزج بهم في سجن اريحا وسجون الضفة, ولم تعد أجهزة امن السلطة تخشى من الاتهامات التي تطالها من عموم الشعب الفلسطيني بانها باتت أداة قمع لشعبنا ومقاومته, ولم تخش الاتهامات التي تطالها في تسهيل ملاحقة من تسميهم «إسرائيل» بالمطلوبين الفلسطينيين واغتيالهم او اعتقالهم, لأنها باتت مقتنعة ان وجودها مرتبط بوجود «إسرائيل» وان قوتها تستمد من قوة «إسرائيل», وان أي استكانة او غفلة عن المقاومة ستصيبها بالشلل وعدم القدرة على مواجهة حالة الغضب في الشارع الضفي, لذلك تنتهج ذاك النهج.
في اعقاب العدوان الصهيوني على قطاع غزة, وشراسة هذا الاحتلال في استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين العزل, كان الشعب الفلسطيني ينتظر من السلطة الدعم والمساندة, ليس في ساحة القتال ضد الاحتلال, بل على الأقل في الدعم السياسي والمعنوي والمالي واللوجستي, لكن ما ظهر هو العكس تماما, حركة الجهاد الإسلامي تدفع ثمن انتمائها لفلسطين من السلطة وأجهزتها الأمنية, ومطلوب منها ان توقف كل اشكال المقاومة ضد الاحتلال, والرهان دائما على ان الحركة لا تنحرف بوصلتها عن وجهتها نحو الاحتلال الصهيوني, فهي تتحلى بالمسؤولية وترفض ان تنجر لصراعات جانبية, وتعض على جراحها بنواجذها, وهى تؤكد دائما وابدا ان معركتها مع الاحتلال, المقاومة الفلسطينية لا تسكنها الهزيمة, وتخرج من أي معركة اكثر قوة وصلابة, ويزداد ايمانها ويقينها بصوابية النهج المقاوم, لذلك لا خوف عليها من الاحتلال, ولا يمكن للدم المراق على يد الاحتلال الصهيوني ان ينال من عزيمة مقاومتنا, التجارب علمتنا ذلك, وثبت بالدليل القاطع ان مقاومتنا لا تهزم, من الممكن ان تتلقى ضربات موجعة, لكنها كطائر العنقاء تخرج من بين الركام اكثر قوة وصلابة, فلا خوف عليها من الاحتلال الصهيوني, انما الخوف من استمرار أجهزة امن السلطة في التنسيق مع الاحتلال وملاحقة المجاهدين وتسهيل اغتيالهم للاحتلال, فهل ستبقى السلطة سيفاً مسلطاً على الشعب الفلسطيني ومقاومته؟!.