كما كل خريجي قطاع غزة، توجه المصور يوسف فلفل، لشراء كاميرا، يعمل خلالها في مجال تخصصه، الذي درسه في إحدى جامعات القطاع، ويتغلب على حالة البطالة المنتشرة بين صفوف زملائه الخريجين، ولتكون مصدر دخل له، ويساعد في إعالة عائلته.
يوسف فلفل استدان ثمن هذه الكاميرا؛ ليوثق بها اللحظات المهمة والسعيدة للمواطنين، ولم يكن يعلم أنه سيفجع بخبر فقدانها، بعد تحولها إلى ركام ولم يبق سوى صور ممزقة، وكاميرا مهشمة، قبل أن يسدد ثمنها.
مساء يوم السبت، الثامن من أغسطس 2022، تعرض منزل قريب من مكان سكن المصور فلفل للقصف الإسرائيلي الغادر؛ لتصاب والدته بجروح حرجة، وشقيقه ببعض الجروح، وانشغل هو في متابعة أمر علاجهما، إلى أن اطمأن عليهما، وعاد بعد أن أخمد العدوان نيرانه إلى المنزل باحثًا عن كاميرته التي بنى عليها حلمًا كبيرا، ليتفاجأ أنها مهشمة تحت الأنقاض، كما هو الحال في منطقة سكنه – مخيم الشعوث بمدينة رفح جنوب قطاع غزة – لتبدأ بعدها رحلة ذكرياته مع تلك الكاميرا.
تذكر يوسف ما عاناه عند محاولته توفير ثمنها، إلى أن وجد أحد الأشخاص يداينه حتى يشتريها، ويسدد ثمنها بالأقساط، ووفق ما يستطيع توفيره من عمله، ولم يستطع سداد سوى نصف ثمنها.
كما تذكر فلفل شريط الصور الذي بداخلها، وكيف أنه التقط لحظات تغمرها السعادة والفرح للمواطنين، كما التقطت لحظات حزنهم، دون علمه أن عدسته ستتحول إلى قصة تروى، وصورة تنتشر كما الصور التي نشرها هو.
ويأمل فلفل بأن يجد أحدًا يعمل على سداد ثمن الكاميرا التي دمرتها عنجهية الاحتلال، ويساعده في توفير كاميرا جديدة؛ ليعود إلى عمله ويحقق حلمه.