إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه نور الدين عبد الإله محمد جرار في الثانيش من يناير 2001م، لعائلة صابرة كريمة من عوائل شعبنا الفلسطيني، مكونة من الوالدين وأربع أشقاء وشقيقة واحدة، وقد فقدت العائلة نجلهم البكر محمد إثر حادث مؤسف في 15-8-2018م.
تلقى تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى الأول الثانوي، ثم عمل سائقاً "ديلفري"، وادخر أجرته اليومية لشراء السلاح والاشتباك مع الاحتلال.
في صفوف الجهاد:
نشأ على صوت الانفجارات واقتحامات جنين ومخيمها وقراها، حيث تشكلت بدايات وعيه على ملحمة جنين في نيسان 2002م، واجتياحات قوات الاحتلال والمواجهات مع المقاومين.
كان فاعلاً في النشاطات والفعليات الجماهير وجنازات الشهداء، ليلتحق بحركة الجهاد الإسلامي مؤمناً بخيار المواجهة المستمرة، ثم انضم لصفوف جناحها العسكري سرايا القدس.
اعتقله قوات الاحتلال وهو في سن الـ14 عاماً، إثر قيامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن على حاجز الجلمة الاحتلالي.
إثر نشاطه المقاوم، هددت مخابرات الاحتلال عائلة الشهيد عدة مرات، وأنه معرض للقتل في حال استمر في طريقه.
تعرض للاعتقال لدى أجهزة أمن السلطة عدة مرات، وكان اَخرها في 2-1-2019م، الذي صادف عيد ميلاده الثامن عشر.
كان من الجيل الاستشهادي الذي نشأ بعد ملحمة جنين، حيث كان من أصدقائه المقربين الشهداء جميل العموري وعبد الله الحصري وأحمد السعدي.
عقب استشهاد القائد جميل العموري، رفض تسليم سلاحه لأجهزة السلطة مقابل العفو عنه، وأصر على أن يكمل مسيرة المقاومة حتى الشهادة.
شهيداً على طريق القدس:
نشر على حسابه الشخصي "فيسبوك"، "أرتدي أكثر ملابس أناقة، صفف شعرك جيداً، وتعطر، وابتسم للصورة، فقد تكون أنت الشهيد التالي".
وفي فجر الاثنين 16-8-2021م، خاض اشتباكاً مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين، حيث ارتقى برفقته الشهداء رائد زياد أبو سيف وصالح محمد عمار وأمجد عزمي حسينية، فيما تواصل قوات الاحتلال جريمتها باحتجاز جثمان الشهيدين نور جرار وأمجد عزمي حسينية.