أوصى حقوقيون ومحللون، بضرورة وضع خطة استراتيجية إعلامية فلسطينية لكيفية تغطية اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصلة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني لا سيما على قطاع غزة من أجل تصدير الرواية الفلسطينية الحقيقية إلى العالم، في وقت ينحاز فيه الإعلام الغربي منها الأمريكية إلى الرواية "الاسرائيلية" ويعمل على تعتيم جرائم العدو التي تصف على أنها جرائم حرب.
جاء ذلك، خلال ندوة إعلامية نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية - مكتب فلسطين بمقره في مدينة غزة بعنوان: لماذا تغّيب الإعلام الدولي عن التغطية الإعلامية للعدوان الأخير على غزة، أدارتها الصحفية آية شاهين.
وأوضح هؤلاء، أن الإعلام الغربي بكافة أشكاله انحاز في العدوان الأخير على غزة في أغسطس الحالي ونفذ أجندات إسرائيلية بأن المسؤول عن العدوان ومجازره هي المقاومة الفلسطينية، مستخدمة مصطلحات إعلامية تخدم رواية الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني.
سعيد بشارات، محلل وكاتب مختص في الشأن الإسرائيلي، قال: إن "الاحتلال الإسرائيلي تجهز مسبقًا في الاستعداد جيدًا لإدارة العدوان الأخير إعلاميًا، وهو ما اتضح جليًا أثناء العدوان وبعده، في تصدير روايته وتعتيم عن حجم الخسائر وبث الشائعات".
وأضاف بشارات:"إن حكومة الاحتلال استغلت أحداث العدوان لصالحها على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما عمل على تطوير أداءه الإعلامي في قلب الحقائق، في وقت كان الإعلام الدولي فيه منشغل في تغطية الأزمات الدولية على اعتبار أنها من الأولويات."
وتابع بشارات: "المطلوب اليوم من الإعلام الفلسطيني توحيد الجهود في نقل الحقائق والوقائع لا سيما في أوقات التصعيدات مع تطوير أداء الماكينة الإعلامية في فضح جرائم الاحتلال التي تطال المدنيين خاصة الأطفال.
من جهته، اتفق الكاتب والحقوقي مصطفى إبراهيم، مع سابقه بأن وسائل الإعلام الغربية كانت منحازة في تغطيتها بالعدوان الأخير على القطاع لصالح الرواية "الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن تلك الوسائل استخدمت مصطلحات وعبارات في نشرات أخبارها وتقاريرها تسقط صفة الاحتلال عن "إسرائيل".
وقال الكاتب إبراهيم: إن "الإعلام الغربي يستخدم ازدواجية المعايير في التغطية الإعلامية، كون العالم يحكمه ميزان القوى والكيل بمكيالين وهو من يقدم الدعم الكامل للاحتلال سياسيًا وماليًا وعسكريًا".
وأضاف:"إن الاتحاد الأوروبي أصدر تقريرًا مفصلاً بشأن العدوان ولم يذكر كلمة احتلال، واصفًا إياه بـ"النفاق المتمادي".
من جانبه، قال محمد بدر، إعلامي فلسطيني: إن "الإعلام الغربي قام ببث الشائعات وادعى بأن صواريخ المقاومة كانت تضرب بطريقة عشوائية عكس الصواريخ الإسرائيلية الدقيقة... وفي وقت لاحق اعترف الاحتلال بمسؤوليته عن مجزرة الفالوجا التي راح ضحيتها 5 اطفال".
وأضاف بدر:"أن شركات مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما على الفيسبوك وتويتر وغيره ما زالت تقيد وتحارب المحتوى والرواية الفلسطينية الحقيقية التي تفضح الجرائم الإنسانية التي تقترف، بالمقابل تدعم تصدر الرواية "الإسرائيلية".
وأكد الإعلامي، على ضرورة الاهتمام والتركيز على مضمون وتنوع التغطيات واستثمار القدرات في الإعلام الفلسطيني لمواجه رواية العدو.