أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي، أن اعتراف الاحتلال بقتل الأطفال في مخيم جباليا، دليل جديد على أن "إسرائيل" ارتكبت جرائم ترقى إلى مستوى جرائم حرب بحق الأطفال والمدنيين عموما في قطاع غزة.
وقال عبد العاطي لـ"شمس نيوز": إن " الاحتلال خالف بجرائمه كل قواعد القانون التي وفرت حماية خاصة للأطفال والمدنيين، لاسيما أحكام اتفاقية جنيف الرابعة وأحكام اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الأول الملحق بها، والقاضي بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة".
وأضاف "أن هذا الأمر يستدعي من المجتمع الدولي فتح تحقيق جدي، خاصة من قبل لجنة تقصي الحقائق الدولية ومدعي عام محكمة الجنايات الدولية، وتسريع إجراءات التحقيق"، مشيراً إلى ضرورة ضم هذا الاعتراف إلى سجل وملفات التحقيق الموجودة أمام المحكمة من أجل ضمان مسائلة جادة على هذه الجريمة وكل الجرائم المقترفة بحق المواطنين الفلسطينيين.
وبين أن الاحتلال شن عدوانًا بربريًا على المدنيين في غزة، تعمد فيه استهدافهم حيث قتل 50 شهيدا، من بينهم 18 طفلا و6 سيدات وعدد من المسنين، عدا عن استهداف الأطفال بوجه الخصوص.
وتابع عبد العاطي: "حصيلة الإصابات تُظهر أن 163 طفلا أصيبوا و85 امرأة، وفيما باقي الجرحى معظمهم من كبار السن؛ لذلك تقتضي هذه الجرائم تحركا دوليا عاجلا؛ لتوفير الحماية للمدنيين من ناحية، وضمان محاسبة الاحتلال من ناحية أخرى".
وفي تحقيق داخلي، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمسؤوليته عن ارتكاب مجزرةٍ بحق خمسة أطفال كانوا يلهون في مقبرةٍ خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن تحقيقًا أجراه جيش الاحتلال أثبت أن قواته كانت مسؤولةً عن قتل خمسة أطفال، أربعةٌ منهم من عائلة "نجم"، وواحد من عائلة "أبو كرش" أثناء لعبهم في مقبرة الفالوجا بجباليا شمال قطاع غزة.
والأطفال الشهداء هم: حامد حيدر نجم (16 عامًا) وجميل إيهاب نجم (13 عامًا) وجميل نجم الدين نجم (4 أعوام) ومحمد صلاح نجم (17 عامًا)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عامًا).
وذكرت الصحيفة العبرية، أن جيش الاحتلال كان يزعم أن أولئك الأطفال قتلوا عن طريق الخطأً بصواريخ سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
وأشارت إلى أن السفير "الإسرائيلي" في الأمم المتحدة، لطالما نفى تورّط جيشه في قتل أولئك الأطفال.
ووفقًا لتحقيق جيش الاحتلال؛ فلم يتم رصد إطلاق صواريخ من مقاتلي سرايا القدس أثناء استشهاد الأطفال، فيما رصدت بياناته الجوية أن الجيش استهدف المقبرة آنذاك.
ولفتت "هآرتس" إلى أن سلطات الجيش آثرت عدم التحدث علنًا عن تورطهم في قتل أولئك الأطفال، فيما أشار التحقيق خلال جلساتٍ مغلقة لقادة في جيش الاحتلال أن قتل الأطفال كان بنيران الجيش.
وشن الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة استمر 66 ساعة، راح ضحيته 50 فلسطينيًا وجرح أكثر من 300، فيما تعرضت آلاف المباني السكنية لأضرار كلية أو جزئية.