غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"إسرائيل" تلهث وراء القتل

العدوان على غزة (6).jpeg
بقلم/ خالد صادق

خالد صادق

بعد العدوان الدموي النازي على قطاع غزة, وامتداد هذا العدوان الى نابلس والخليل وجنين, وصولا الى القدس المحتلة التي شهدت عملية فدائية نوعية أدت لإصابة عشرة مستوطنين صهاينة بعضهم في حال الخطر الشديد, ورغم ادعاء الاحتلال باعتقال منفذ العملية الفدائية في القدس, الا ان ذلك لا يكفى لإشباع رغبة الإسرائيليين في الانتقام, فلا يكفيهم القتل والاعتقال والتهجير والتشريد, انما تسعى "إسرائيل" دائما لإشباع نهمها بالقتل من خلال المجازر الجماعية التي ترضي الإسرائيليين وتسعدهم, فمنذ مجزرة دير ياسين وكفر قاسم ومجزرة بحر البقر في مصر وقانا في لبنان, ومجازر الاحتلال في سوريا ومجازره في العدوان 2008م و2012م و2014م 2021م , وإسرائيل تلهث وراء القتل الجماعي وارتكاب المجازر, فهذا العدو النازي لا يرضيه الا مشهد الدم, وهو السبيل الانجع والاقرب الى قلوب الإسرائيليين, وبالتالي يصب ذلك في صندوق الاقتراع لانتخابات الكنيست, فهناك حالة تنافس بين الإسرائيليين على تبني القتل, فبيني غانتس يقول انه يقف وراء اغتيال قادة الجهاد الإسلامي, بينما يحاول الطامح يائير لابيد رئيس الحكومة الصهيونية ان يصنع له تاريخا دمويا من خلال تبنيه لعمليات القتل التي طالت عددا من قادة الجهاد الإسلامي, فيائير لابيد ليس له تاريخا عسكريا يمكن ان ينافس به نتنياهو واخرين فهو اعلامي ظهر فجأة على الساحة السياسية الصهيونية, وتولى رئاسة الحكومة, وهو يدرك انه يحتاج الى رصيد من دم الفلسطينيين يستطيع ان ينافس به في الانتخابات القادمة, لذلك هو يدعم أي تحرك عسكري في غزة او نابلس او جنين او القدس, لأنه يبحث عن رصيد الدموي يجعله حاضرا في مشهد المنافسة.  

في القدس استشهد الشاب "محمد إبراهيم" شحام من كفر عقب بعد إطلاق الاحتلال النار على رأسه بشكل مباشر, وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد شحام من منزل بعد إطلاق النار على رأسه داخل المنزل, وذلك بعد ان اقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال منزل عائلة شحام فجرا، وفور اقتحامها للمنزل ودون أن يشكل الشاب محمد أي خطر على القوة المقتحمة أطلقت القوة الخاصة النار عليه برأسه بشكل مباشر ومن مسافة الصفر، وواصلت تفتيش المنزل بعد إطلاق النار على الجريح محمد, الذي بقى ينزف لأربعين دقيقة متواصلة حسب ما صرح والده دون تقديم الإسعاف له, هل يمكن لاحد ان يتخيل اب يشاهد ابنه وهو ينزف امامه ويمنع من تقديم الإسعاف له حتى يلقى الله شهيدا, في أي عالم نحن نعيش, وان إنسانية البشر الذين يدافعون عن حقوق الحيوان ويقيمون الجمعيات والمؤسسات التي تنعى بذلك, ويغمضون اعينهم عن ابشع جرائم النازية التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الفلسطينيين, لم يهزهم مشهد قتل طفلة في غزة لم تبلغ السنوات الخمس بعد, ولم يهزهم استشهاد امرأة فلسطينية وهى تحضر لزفاف ابنها العريس, ولم يستفزهم مقتل سيدة تبلغ من العمر 23 عاما بصواريخ الاحتلال, انما يتحركون لإنقاذ قطة سقطت في مستنقع, او كلب علق على حافة الجسر, او حيوان وقع في حفرة, هذا العالم الظالم الذي يرى في أصحاب العيون الزرقاء انهم يستحقون العيش برغد وامان, انما العرب والمسلمين فهم خارج دائرة البشر ويجب التعامل معهم بعنف وملاحقتهم وطردهم في كل مكان, لذلك قتلوا محمد وهم يعلمون انهم خارج نطاق المحاسبة والمساءلة بفضل سياسة العالم الخرقاء.

هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الشهيد الشحام في منزله وعلى مرأى من أهله، تثبت المدى الإرهابي الذي يتعرض له أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا دليل خشية وخوف من تحرك القدس لتثور في وجه الاحتلال، فعمليات القتل والاعتقال التي تقوم بها قوات الاحتلال في مدننا وقرانا المحتلة، تدلل على حالة الرعب التي يعيشها كيان العدو، والخشية من تصاعد عمليات المقاومة وخاصة عقب عملية القدس البطولية, حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتي لم تزل تنفض يدها من غبار معركة وحدة الساحات قالت ردا على جريمة الاحتلال بحق عائلة الشهيد محمد الشحام أن هذه الجريمة الوحشية، لن تنال من إصرار شعبنا على طريق الحرية والانعتاق من نير الاحتلال، وعزيمته على مواصلة درب المقاومة حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا، داعية أن تكون هذه الدماء البريئة دافعاً قوياً للتصدي لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في ظل الهجمة المسعورة في القدس ومدن الضفة, فهلا ندرك دورنا جيدا ونقوم بواجبنا في الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان, فوحدة الساحات تعني وحدة الشعب, ووحدة القرار, ووحدة الموقف, ووحدة الهدف, ووحدة الوسيلة, في سبيل الوصول الى الأهداف المرجوة, هناك وسائل كثيرة ومتعددة للمواجهة, يمكن من خلالها ردع الاحتلال ووقف مسلسل القتل المتصاعد, فالاحتلال ماضي في سياسة القتل لأنه يعيش مرحلة الانتخابات, وحتى نوفمبر القادم موعد انتخابات الكنيست الصهيوني لن يتوقف الاحتلال عن القتل, فهو يتحين الفرص للانقضاض على فريسته, ويوجه تهديداته داخليا وخارجيا, ولا يمكن وقف هذا المسلسل الدموي الا من خلال موقف وطني موحد يتم الاجماع عليه فصائليا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".