يرى الكاتب السياسي محمد فارس جرادات، أن تصديق جمهور فلسطيني عريض للرواية الاسرائيلية خلال معركة وحدة الساحات، بدافع الانتماء الحزبي، أو الرأي السياسي المخالف للفصيل المستهدف خلال المعركة يؤرق العقل والقلب.
وقال جرادات: "هذا التصديق يطرح أسئلة ملحة، أحد هذه الأسئلة إن كان هذا الجمهور، وجله من أهلنا وأصدقائنا شئنا أم أبينا، إن كان مستعدا للتدقيق في الرواية الإسرائيلية من جديد، وقد وضعت الحرب أوزارها، وانجلى غبارها وتكشف بعض حقائقها، أم أن مجرد ترويج قناة الجزيرة لتلك الرواية أدخلها في العقل الجمعي لهذا الجمهور؟!"، على حد قوله.
وأضاف "اليوم اعترف الجيش الاسرائيلي المجرم وبشكل رسمي أنه المسؤول عن مجزرة جباليا، بعد أن تم دحضها من قبل مختصين فلسطينيين وإسرائيليين"
وتساءل جرادات "ماذا يقول كل فلسطيني تناغم مع الرواية الإسرائيلية، وهاجم الجهاد على هذه الخلفية الظالمة؟!، وماذا يقول الفلسطيني الذي عقد مقارنات مع معارك سابقة ليهوّن من بأس السرايا في وحدة الساحات، وقد تبين له الآن وبشكل رسمي إسرائيلي أن هذه المعركة كلفت المحتل أكثر من سابقاتها (نسبة وتناسب) مع عدد أيام القتال -ثلاثة أيام فقط- ومع الخسائر الفلسطينية بشريا وماديا، مع مقارنتها مثلا بأي معركة سابقة؟"
وأشار إلى أن أهم نجاحات المعركة هو ما كشفته التخريجات الاسرائيلية لقتلى المعركة بصورة حوادث طرق حقيقية أو مفتعلة، وهو لحظته الصحافة الاسرائيلية، عبر سقوط حوالي ٢٠ قتيل في حوادث طرق، خلال أيام المعركة وما بعدها مباشرة، وبأماكن استهدفها القصف بشكل مركز.
وختم جرادات "آن لجمهورنا الفلسطيني الحبيب أن يرعي سمعه لكتاب الله وهو يقول (وفيكم سمّاعون لهم) حتى لا نكون من هؤلاء السمّاعين فنضل ونُضل".
