مع انطلاق الحملة الانتخابية الخامسة لدى الاحتلال، وبداية ظهور تكتلات حزبية جديدة، وانشقاقات أخرى، بدأت بعض الأوساط الإسرائيلية تطرح فرضية جديدة مفادها بأن دولة الاحتلال قد تذهب الى انتخابات سادسة.
ويأتي ذلك في ظل انقسام الساحة السياسية والحزبية الى قسمين: أحدهما كتلة عنصرية وكاهانية متدينة متطرفة، والأخرى جهة أخرى معادية للصهيونية، وفي المنتصف حالة من التأسيس والانشقاق لمزيد من القوى الحزبية، ما يزيد من التوقعات بعدم نجاح أي منها في تشكيل الحكومة.
وتتزايد بين الإسرائيليين ما توصف بـ"حالة الملل" من المشهد الحزبي الذي بات "لا يطاق"، مع وجود تصنيفات جديدة في الحلبة السياسية والحزبية، مثل: متقاعدون، منضمون، رابحون، خاسرون، منشقون، وكل هذه الأوصاف من شأنها تعبيد الطريق نحو مشهد من الفوضى التي تتمثل بتغيير أسماء بعض الأحزاب، وتوحيد بعضها الآخر، وانقسام بعضها الثالث.
وقالت الوزيرة السابقة من حزب "الليكود"، ليمور ليفنات، إنه "في ضوء هذا الارتباك في المشهد السياسي والحزبي فليس من المؤكد أن هناك الكثير مما قد يحصل في الانتخابات القادمة يختلف عن الانتخابات السابقة، خاصة بعد إعلان رئيس الأركان السابق غادي إيزنكوت عن انضمامه إلى بيني غانتس وغدعون ساعر، وتغيير الحزب الى اسم المعسكر الوطني".
وأكدت أن ذلك "يدفع نحو طرح تساؤلات مهمة حول عدد التفويضات التي سيحصل عليها، ومقدار القوة الكامنة وراءه؟".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "من السابق لأوانه القول إن استطلاعات الرأي التي تُجرى هذه الأيام يمكن أن تقدم تقديرا جيدا، لأن الوقت ما زال مبكرا، لأن معسكر اليمين ذاته الذي يقوده بنيامين نتنياهو اليوم، لاسيما مع وجود وجوه عنصرية جديدة مثل العنصري بيتسلئيل سموتريتش والكاهاني إيتمار بن غفير، سيفرضان شروطا تعجيزية على نتنياهو للانضمام لحكومته، وإلا فسيتفاخران بأنهم سيأخذون الدولة كلها إلى دورة انتخابية سادسة".
وتخرج المحافل الإسرائيلية بخلاصة بأن الأمور ستسوء أكثر من الوضع الحالي غير المستقر، بسبب عدم القدرة على تشكيل حكومة قوية مستقرة، بدليل أن الدولة شهدت تشكيل 34 حكومة خلال 74 عاما من قيامها، بمتوسط حكومة كل عامين.
ولا يتوقع الإسرائيليون أن يتغير أي شيء في نهج نتنياهو، لأنه سيواصل الترشح مرارا وتكرارا، وليس لديه نية للتقاعد، خاصة بعد أن بات لديه اليوم حصونا أقوى من أي وقت مضى داخل القائمة.
والخلاصة أنه إذا فشلت أي من الكتل البرلمانية القادمة في الحصول على أغلبية في الكنيست، فقد تجد نفسها في حلقة مفرغة، تأخذهم الى الانتخابات السادسة، وربما السابعة، في الوقت الذي يعيش فيه الإسرائيليون حالة من "الجنون"، وارتفاع الأسعار، وزيادة الوفيات الإسرائيلية بسبب الكورونا وحوادث الطرق، وهو ما لا يسترعي انتباه المسؤولين المنشغلين في فرصهم الانتخابية التي لا تتوقف.