قائمة الموقع

بالصور افتتاح أكبر منحوتة رملية في فلسطين تخليداً لأسماء الشهداء الأطفال في العدوان الأخير

2022-08-17T19:25:00+03:00
منحوتة فنية على شاطئ غزة بأسماء شهداء معركة وحدة الساحات 2022 المقاومة 12.jfif
شمس نيوز - غزة

دَعا إعلاميون وحقوقيون، اليوم الأربعاء، المؤسسات الدولية والأممية، لضرورة العمل الجاد على ملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين وخاصة الأطفال، والتي كان آخرها ارتقاء 17 طفلًا، وإصابة آخرين، جراء العدوان الأخير على قطاع غزة.

جاء ذلك خلال افتتاح منحوتة "الاحتلال يقتل الطفولة"؛ ايذاناً بانطلاق فعاليات حملة إعلامية تحت هذا الوسم، وهي من تنظيم "مجموعة غزة Gaza group "، بالتعاون مع 29 مؤسسة حقوقية وإعلامية.

وأوضح المتحدثون أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب بحق الطفولة، متغافلًا كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على ضرورة حماية الأطفال وقت الحرب.

مشاهد يلين لها الحديد!

منسقة الحملة الاعلامية الدولية "الاحتلال يقتل الطفولة" د. فاطمة أبو نادي، أكدت أن الاحتلال أصبح لديه عقيدة راسخة تعكس جرائمه المستمرة ضد المدنيين، خاصة الأطفال.

وقالت أبو نادي في كلمة لها: "لأن اطفالنا أغلى ما نملك والاحتلال الحربي يقصفهم آمنين في بيوتهم، ويقتلهم بدم بارد، دون رادع لعنجهية الاحتلال"، مشيرة إلى أن جل الضحايا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة كانت من الأطفال.

وأوضحت أنه خلال العدوان سقط 17 شهيداً من الأطفال، مستدركةً: "لقد كانوا مثل المصابيح يشعون حيوية وأمل لدويهم، فصابهم جلل عظيم بفقدانهم (..) كل المشاهد كانت عصيبة ومؤلمة، مشاهد يبكي لها الحجر، ويلن لها الحديد".

وأضافت أبو نادي "شهداؤنا الأطفال أقمار.. شهداؤنا الأطفال أبطال، ذكراهم خالدة لمن أحبوهم وتعلقوا بهم، لمن شاهد جلل موته أمام عينه، فرأينا موت أطفال أبناء عائلة نجم أشلاء متقطعة، فكيف لمن حمله بين يديه يصرخ ولادي!!، ولمن قالت بيتي عاد يتما بدونك يما يا خليل"، مشددة على أن كل هذه المشاهد أبدا لا يمكن أن تُنسى.

وتابعت "كأن إسرائيل فوق القانون، لا يتم محاسبة جرائمها دوليا، فمن هنا نطالب المجتمع العربي والدولي بالتدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية بحق شعبنا".

وطالبت أبو نادي المؤسسات الحقوقية بالترافع في قضايا قتل الأطفال المدنيين أمام محكمة الجنايات الدولية.

وأشارت إلى أن هذه الحملة واجب لأرواح الشهداء وذويهم، مضيفة "تبنينا الحملة الإعلامية الموسومة بوسم #الاحتلال_ يقتل_ الطفولة، حيث تضمنت أسماء الشهداء السبعة عشر، لنقدم رسالتنا الإنسانية عبر الجدارية الرملية المنحوتة، والأولى على مستوي فلسطين، والتي وصل طولها لمائة متر".

وذكرت أن هذه المنحوتة نحتت بأيادي الفنانين الشباب من قطاع غزة، تكريمًا لأرواح الشهداء الأطفال، مقدمة الشكر لسواعدهم التي نقشت من رمل البحر أسمائهم.

وأكملت أبو نادي "طبعا نقشنا اسم كل شهيد طفل سقط بهذه الجدارية الرملية ليكون خالد لنؤكد للعالم أجمع أن أطفالنا يحتاجون لدعم دولي من خلال مناصرتهم والدفاع عنهم، وتقديم الحماية لهم، والتصدي لجبروت الاحتلال أمام أطفالنا الأبرياء لأنهم يستحقون الحياة".

مشاهد مرعبة

من ناحيتها، وجهت الطفلة الناجية من آلة الحرب نادية عبد اللطيف، رسالة باللغة الإنجليزية، إلى العالم.

وقالت عبد اللطيف: "نحن اليوم خرجنا من تحت آلة الدمار والحرب، والتي أدت لارتقاء 17 طفلًا وإصابة العشرات، بالإضافة إلى حالة الرعب التي عشناها خلال تلك الأيام".

وأضافت "اليوم نقف لنروي هذه الحكايا، ونسمع صوتنا للعالم بضرورة العمل على ملاحقة المجرمين، الذين حرمونا الطفولة، وعيش معانيها من خلال العدوان المتواصل من قبلهم".

ودعت عبد اللطيف لضرورة ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا الجرائم، ومنعوا أطفال قطاع غزة من عيش طفولتهم كما يعيش أطفال العالم.

وروت العديد من المشاهد التي شاهدتها خلال العدوان على قطاع غزة.

الطفولة في خطر..!

إلى ذلك أشار رئيس مكتب الإعلام الحكومي سلامة معروف، إلى أن رمال بحر قطاع غزة، والتي حملت أسماء الشهداء الأطفال من العدوان الأخير، شاهدة على العديد من جرائم الاحتلال، مبينًا أنَّ هذه الرمال شاهد على ما حصل مع عائلة هدى غالية، وأطفال عائلة بكر.

وأشار معروف إلى أنه خلال العام الماضي رفض الاحتلال ١١٢ طلبًا لعلاج الأطفال، في مستشفيات الضفة المحتلة والقدس.

وذكر أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين كثيرة، مستشهدًا بالطفل دوابشة وعائلته، وما يعانيه الأسير الطفل أحمد مناصرة، بالإضافة لأكثر من ١٠٠ طفلٍ معتقلًا في سجون الاحتلال.

وأضاف "هناك عشرات الصور التي أثبتت أن الاحتلال لا يلقي بالًا للطفولة، وإنما يتعامل وفق مبدأ رئيسة وزرائه السابقة جولدمائر، التي قالت الكبار يموتون والصغار ينسون".

وأوضح معروف أن الاحتلال طور هذا المبدأ ليكون الأطفال يموتون كما يموت الكبار، وذلك حتى لا يبقى أي فلسطيني يطالب بحقة.

ووجه رسالة للمجتمع الدولي، معتبرًا صمته على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، عبارة عن مشاركة في هذه الجرائم.

وقال معروف: "المجتمع الدولي لا يتابع القضايا التي ترفع لنصرة الطفولة الفلسطينية"، معربًا عن أمله بأن تتداعى المؤسسات والهيئات الدولية والأممية لينال المجرم الإسرائيلي جزاء ما ارتكبت يداه.

ضرب للمواثيق الدولية

بدوره أكد الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن هذه الفعالية تنقش أسماء الأطفال لتوصل رسالة لكل حر في العالم أن أطفالنا بشر كباقي البشر لهم الحق بالحياة واللعب، والتمتع بالطفولة التي أقرتها المواثيق الدولية.

وقال: "اتفاقية حقوق الطفل وملحقاتها شكلت حقوقه بالحماية، والمشاركة، وعدم تعرضه للعدوان، والحماية منه".

ولفت عبد العاطي إلى رمال بحر غزة شاهدةٌ على عشرات الجرائم، المرتكبة بحق الأطفال والعائلات الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا، "نحن لن نسامح بها ولن نغفرها، ومستمرون بكل ما أوتينا من أجل مجابهة الاحتلال".

وشدد على أن المجتمع الدولي بتجاهله يساعد الاحتلال على ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين، متسائلًا "كيف قام العالم ولم يقعد على ما جرى في أوكرانيا، وأنشاء لجان تحقيق من خامس يوم، فيما يجاهل ما يجري معنا كفلسطينيين بشكل عام".

ودعا عبد العاطي السلطة للوفاء بالتزاماتها لحماية المدنيين والأطفال، والتزاماتها السياسية والاجتماعية، والتي تحتم عليها ملاحقة الاحتلال ومجرمي حربه في المحاكم الدولية فعلًا، وعدم التلويح بذلك لاحتياجات سياسية لديها.

وختم عبد العاطي "آن الأوان لمحاسبة قادة الاحتلال الذين يتفاخرون بقتل أبنائنا، وأطفالنا".

أكاذيب الاحتلال

هذا وشدد القائم بأعمال الهيئة العامة للشباب والرياضة محمود بارود، على أن الاحتلال قتل الطفولة وسوق أمام العالم أنه يقتل مقاومين.

وقال: "في حقيقة الأمر ننظر إلى نتائج عدوانه فإن غالبية من قُتل هم من الأطفال والمدنيين والنساء، وهو ما يفند ويكذب رواية الاحتلال بهذا الشأن".

وأشار إلى أنه رغم هذا العدد الكبير من الشهداء الأطفال إلا أن الاحتلال مستمر في غطرسته، وأنه لا يزال يتهرب من كل الالتزامات بالمواثيق التي تحمي الأطفال.

وقال بارود "اليوم خرجت الطفلة رهف شحادة التي لم يبق من أطرافها سوى يدها اليسر، لتلقي العلاج في تركيا"، مضيفًا "هذه اليد ستبقى شاهدة على إجرام الاحتلال، وسترفع بها رهف شارة النصر".

اخبار ذات صلة