قائمة الموقع

قراءة موضوعية حول دور حركة حماس في الجولة العسكرية "وحدة الساحات"

2022-08-18T15:55:00+03:00
عرفات أبو زايد

كتب: عرفات عبد الله أبوزايد                                        
على مدار أسبوع كامل تصدرت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس شاشات التلفزة العربية والعالمية، واستطاعت أن ترفع من صيتها وسمعتها كفصيل مقاوم ورقم مهم في الساحة الفلسطينية والإقليمية لا يمكن تجاوزه، حيث فرضت القدرة والمتانة والجرأة التي أظهرتها قيادة وكوادر الحركة وذراعها العسكري سرايا القدس على الإعلام أن يجعل من الحركة الخبر الأول والوحيد في نشراته المتلفزة وصحفه وإعلامه الجديد.

ما كانت ستحصل حركة الجهاد الإسلامي على مثل هذا التركيز عليها لو دفعت ملايين الدولارات بمثل ما حصلت عليه من تصدرها لواجهة الإعلام الدولي بأنواعه (المقروء – المسموع – المرئي – السوشيال ميديا)، حيث فُتح البث المباشر على مدار أيام للحديث عن حركة الجهاد وتاريخها وشهداءها وقادتها وعملياتها ومعتقداتها وأفكارها التي تؤمن بها تجاه الصراع مع الاحتلال، حيث جاء هذا التركيز في إطار قيام سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بإطلاق معركة أطلق عليها (وحدة الساحات) في تاريخ 5 أغسطس/ آب 2022 وذلك عقب استهداف طائرات حربية صهيونية أحد قادة سرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري، سبق عملية الاغتيال مجموعة من العوامل ساهمت في توتير الأوضاع، تمثلت في استمرار الاحتلال بتنفيذ عمليات القتل والاعتقال بشكل يومي في  الضفة المحتلة ومن ثم اعتقال القائد الوطني بسام السعدي في مدينة جنين بطريقة "مهينة" من قِبل جيش الاحتلال، وكذلك مواصلة الأسير خليل عواودة اضرابه المفتوح عن الطعام لأكثر من 150 يوم وتردي وضعه الصحي بسبب عدم انهاء الاحتلال قضية تجديد اعتقاله الإداري دون توجيه أي تهم له.

ساندت بعض فصائل المقاومة ميدانياً سرايا القدس في معركة وحدة الساحات ومن أبرز هذه الفصائل(ألوية الناصر – كتائب أبوعلي مصطفى – كتائب شهداء الأقصى "لواء العامودي" – كتائب المقاومة الوطنية – كتائب المجاهدين)، وشكلت مشاركة هذه الفصائل أهمية لافتة بغض النظر عن القوة النارية التي قاموا باستخدامها، فالمشاركة ودلالاتها أهم وأعمق من كثافة النيران وتوزيع الرمايات، وذلك لعدة عوامل لها علاقة بمواجهة سياسة كي الوعي والاستفراد التي حاول الاحتلال فرضها ضد حركة الجهاد الإسلامي، حيث أعلنت قيادة الاحتلال ممثلة برئيس وزراء العدو ووزير حربه بأن عملية "بزوغ الفجر" – مسمى العملية وفق جيش الاحتلال بأن العملية العسكرية تستهدف فقط القضاء على حركة الجهاد الإسلامي، وبالتالي تحييد بقية الفصائل الأخرى وخاصة حركة حماس، وبالفعل ركزت الضربات الجوية والاغتيالات على قيادة ومواقع ومقدرات سرايا القدس بهدف القضاء عليها وكسرها ومنعها من (التغريد خارج السرب) في ظل حالة التدجين التي تجتاح الحالة الفلسطينية.

تمكنت سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة خلال جولة التصعيد من إطلاق أكثر من 1175 صاروخ -وفق إحصائية أعلن عنها جيش الاحتلال- على المدن والبلدات الصهيونية لدرجة أن سرايا القدس تمكنت من استهداف 58 مستوطنة في ذات التوقيت ووصول صواريخها حتى شواطئ نتانيا على الرغم من حالة التأهب والاستعداد لمنظومة القبة الحديدية لجيش الاحتلال، وعلى الرغم من اغتيال القائد خالد منصور أحد أبرز قادة سرايا القدس بالقطاع أيضاً، إلا أن عملية الاغتيال لم تؤثر على العمل الميداني لسرايا القدس ونجحت بامتصاص الحدث ومواصلة عمليات الرماية بشكل دقيق ومركز وكثيف وكأن شيئاً لم يكن، وهذا أعطى أريحية وثقة عالية لدى عموم شعبنا في قدرة سرايا القدس على الاستمرار بالقتال بشكل مثير وقوي.

على الرغم من  حالة الإشادة والابتهاج التي تلقتها سرايا القدس من عموم شعبنا وأمتنا خلال وعقب العدوان على غزة، وتأكيد العمال في الداخل المحتل على حجم الخسائر والأضرار البشرية والمادية التي أحدثتها صواريخ سرايا القدس والمقاومة وتم حجبها عبر الرقيب العسكري الصهيوني، إلا أنه سادت حالة من السخط والاستياء لدى الأغلبية من أبناء شعبنا في الداخل والخارج وكذلك أمتنا العربية والإسلامية بمسألة عدم مشاركة حركة حماس باقي فصائل المقاومة خلال الجولة العسكرية الأخيرة وامتناعها عن الرد على جريمة الاغتيال التي بادر بها الاحتلال بحق أحد ابرز قادة سرايا القدس، وهنا أود أن أقدم طرحاً موضوعياً بمسألة دور حركة حماس خلال جولة وحدة الساحات، بما لها وما عليها، هذا الطرح منه ما هو مبني على معلومات وآخر مبني على تحليل دقيق حاولت دراسته خلال الأيام الأخيرة.

وهنا أود أن أطرح الدور الإيجابي الذي قدمته حركة حماس خلال المعركة:
1-    إصدار رئيس حركة حماس السيد إسماعيل هنية بياناً يدين فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة عصر يوم الجمعة الخامس من أغسطس 2022.
2-    دعم حركة حماس للمقاومة على المستوى السياسي والإعلامي من خلال التصريحات الإعلامية على مدار الساعة من قيادات وناطقي حركة حماس التي أكدت على حق المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال.
3-    حماية الجبهة الداخلية الأمنية للمقاومة ومنع حدوث اختراقات أمنية في بيئة المقاومة.
4-    عدم التضييق على مقاومي سرايا القدس خلال العدوان في إطار الرد على جرائم الاحتلال.
5-    المحافظة على خط تواصل خلال المعركة بين قيادة حركة حماس والجهاد الإسلامي على مستوى رفيع.
6-    التواصل مع الوسطاء "مصر – قطر – مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام تور وينسلاند – نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف" للتداخل لوقف العدوان على غزة.

ومن خلال التالي يمكن طرح الملاحظات والمآخذ على دور حركة حماس خلال معركة وحدة الساحات:
1.    عدم المشاركة العسكرية في معركة وحدة الساحات فتحت الباب أمام الاحتلال لبث سمومه لتأكيد روايته بأنه استطاع تحييد حماس عن الدخول بأي معركة يستفرد بها ضد الجهاد الإسلامي سواء مع اغتيال محمد الشيخ خليل في العام 2005 أو الشهيد بهاء أبوالعطا في العام 2019 أو الشهيد تيسير الجعبري وخالد منصور في العام 2022،  وهو ما ألقى بظلاله لدى مناصري وأبناء حركة الجهاد الإسلامي بأن ما حدث هو "تخاذل" في ظل تكرار المشهد في أكثر من مناسبة، على عكس انخراط ومبادرة الجهاد الإسلامي بأي معركة تخص اغتيال أو استشهاد أحد قيادة حركة حماس والقسام أو أي من قيادات فصائل المقاومة.

2.    حالة الانتقاد الموجهة التي قادها بعض نشطاء عبر الإعلام الجديد المحسوبين على حركة حماس للتقليل من حجم العمل العسكري لسرايا القدس، وكذلك محاولتهم تحميل الحركة المسؤولية عن جولة التصعيد متناسين بأن الاحتلال من بادر باغتيال تيسير الجعبري، ومن ثم التقليل أو السخرية من الشروط والمطالب التي أعلنت عنها الحركة لوقف إطلاق النار، وتشويه البعض منهم للحقائق بخصوص جرائم الاحتلال والصاقها لسرايا القدس مثل حادثة جباليا التي أقر الاحتلال أمس بأنه طائراته هي المسؤولة عن استهداف وقتل 5 أطفال في مخيم جباليا.

3.    منذ الساعات الأولى لبدء التصعيد العسكري وبشكل غريب جداً قامت الجهات الحكومية بغزة بقذف عدد من الأزمات بوجه قيادة الجهاد الإسلامي، حيث سادت حالة من التخبط ظهرت وكأنها مقصودة من الجهات الحكومية في غزة تمثلت في: 
أ‌.    ازمة في الكهرباء ونفاذ الوقود الخاص بمحطة التوليد ووصل الكهرباء 4 ساعات مقابل فصل 16 ساعة وذلك فقط بعد دخول التصعيد لنحو 7 ساعات، بينما في حروب وتصعيدات سابقة كان يحدث ذلك على الأقل بعد عشرة أيام لأسبوعين.
ب‌.    في صبيحة اليوم الثاني للتصعيد وفي مؤتمر صحفي وبيان غريب من وزارة الصحة خرجت للتحذير من توقف الخدمات خلال يومين ونفاذ المواد الطبية الأولية لمعالجة الجرحى، ولم يكن قد سجل دخول للمستشفيات في تلك الساعات بسبب التصعيد عدد لا يزيد عن 45 مصاب، وهي نسبة قليلة جداً جداً ولا تقارن مع الأعداد التي سجلت دخول للمستشفيات في أول أيام عيد الأضحى نتيجة الإصابات أثناء ذبح الأضاحي ولم تعلن الوزارة هكذا إعلان.!
ت‌.    أزمة على المخابز في قطاع غزة بداية من صباح اليوم الثاني للتصعيد وكأن البلد متوجهة نحو مجاعة.
ث‌.    رفع الأسعار بشكل جنوني على السلع والمواد الغذائية واحتكار عدد آخر من المواد الأخرى منذ صباح اليوم الثاني للتصعيد أيضاً.
ج‌.    انقطاع المياه على عدد واسع من مناطق قطاع غزة نتيجة توقف محطة توليد الكهرباء "هكذا كان التبرير".

هذه الضغوطات كما يبدو كان يراد منها أن تشكل عنصر ضاغط من الحاضنة الشعبية تجاه قيادة حركة الجهاد الإسلامي وكأن الحركة أدخلت المجتمع في أزمة غذاء واحتياجات، وهو للأسف ذات المفهوم الذي يروج له الاحتلال بأن الجهاد الإسلامي تعمل ضد مصلحة سكان غزة.

4.    طرح أحد المسؤولين المعروفين بحكومة بغزة مبادرة خلال أيام المعركة داعياً فصائل المقاومة لعمل مراجعات جريئة للمفاوضات مع الاحتلال مطالباً أن تقام المفاوضات بشكل مباشر بين الاحتلال والمقاومة برعاية أممية في خيمة بالقرب من حاجز بيت حانون "إيرز"، وهذه الدعوة التي طالب بها بالتفاوض المباشر شكلت حالة احتقان عند جمهور الجهاد الإسلامي وشعبنا خاصة أنها خرجت في الوقت الذي ينفذ فيه الاحتلال عدوان وقتل ضد قادة ومقاتلي سرايا القدس وأبناء شعبنا.

5.    عدم التزام حركة حماس بالقواعد المتفق عليها في الغرفة المشتركة للمقاومة التي تقضي بأن تتداعى كافة الفصائل للرد على اغتيال قادة المقاومة خاصة وأن ذلك يعتبر خط أحمر وتغيير لقواعد الاشتباك وهو ما أكد عليه القسام خلال تهديده الاحتلال في حال المساس بالقائد يحيى السنوار أو أيّ من قادة المقاومة واعتباره ذلك بأنه إيذان بزلزال في المنطقة وبردٍّ غير مسبوق، وهذا فتح جدل كبير حول جدوى الغرفة المشتركة في قيامها بالدور المطلوب منها والأهداف المطلوب منها أن تحققها.


6.    عدم تقديم حركة حماس مبررات مقنعة أمام جمهور الجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني لأسباب عدم المشاركة في الجولة العسكرية، حيث لم تكن مقنعة مسألة تبرير أن جبهة غزة غير مهيأة للحرب وأن موازين القوة تميل نحو الاحتلال، وأن الاحتلال من الممكن أن يدمر بشكل أوسع في غزة في حال مشاركة حماس، حيث أنه في كافة الحروب الـسابقة لم تكن موازين القوة لصالح المقاومة، كما أن المقاومة خاضت عدة جولات بشكل مشترك لم يكن حجم التدمير كبير مثل الجولة العسكرية التي تمت عقب استشهاد نور بركة واكتشاف قوة صهيونية خاصة في خانيونس 2018، ورمزية مشاركة قوى المقاومة بشكل مشترك لها دلالة على الروح المعنوية لشعبنا وأمتنا وبالمقابل تجهض مخططات الاحتلال الذي يريد أن تتحقق رؤيته بأنه قادر على ابتزاز جزء قوي وفعال من المقاومة ممثلة بحركة حماس.

7.    عدم التزام "النخب" والكتاب المقربين أو المحسوبين على حركة حماس عدم التزامهم الصمت أو الحياد على الأقل، بل ذهب العديد منهم للتقليل من اهداف المعركة ومحاولة اختزالها في الشيخ بسام السعدي والأسير عواودة بالقول بأن هذه المعركة ليست مرتبطة بقضايا وطنية، وهل هدف وحدة الضفة وغزة ليس قضية وطنية؟ وهل قضية الاضراب عن الطعام لأكثر من 150 وتردي الوضع الصحي للأسير عواودة، أليست قضية الأسرى قضية وطنية؟ هذه التحليلات أو التغريدات أظهرت حالة التباين بين المهنية والانتماء الحزبي وهو ما أثر بشكل سلبي على جمهور المقاومة.


8.    غياب الجانب التعبوي للمواطنين ومحاولة التقليل من قيمة المعركة أو حتى التخفيف من قدر القادة الشهداء وذلك عبر غياب واضح لدى خطباء المساجد في خطبة الجمعة الأولى التي أعقبت استشهاد القائد تيسير الجعبري والقائد خالد منصور وذلك عبر تناول مواضيع لا تمس المعركة والشهداء، مع التأكيد على أن هناك العديد من الخطباء لم يلتزموا بتعميم وزارة الأوقاف بغزة وقاموا بالحديث عن مناقب الشهداء ودور معركة وحدة الساحات.

9.    الاستخفاف بالوضع العام وحالة الحداد من المواطنين على اغتيال أحد أبرز قادة المقاومة واستشهاد عدد من الأطفال والمواطنين، عبر إعلان ديوان الموظفين بغزة في خِضم المعركة باليوم الثاني السبت مساءً عن دوام "طوارئ" في المؤسسات والوزارات الحكومية ليوم الأحد، وكأنه لم يحدث شيء، على الأقل بعيداً عن مسألة المخاوف الأمنية المرتبطة بتشكيل خطورة على حياة المارة والمواطنين في ظل استهداف همجي لطائرات الاحتلال، فعلى الأقل كان مطلوباً الإعلان عن حالة الحداد أو العزاء لثلاثة أيام للشهداء من القادة والاطفال كما تجري العادة عند كل الحكومات التي تقدر وتحترم حياة مواطنيها، وكذلك عدم إعطاء انطباع أمام الجمهور بأنك خارج دائرة الاستهداف بأي لحظة.
إن ما حدث في معركة وحدة الساحات أوجدت غصة ليس فقط لدى أبناء وكوادر ومناصري حركة الجهاد الإسلامي فحسب، بل لدى شعبنا وأمتنا التي كانت تأمل بأن لا ينجح الاحتلال في مخططه بالاستفراد بالجهاد الإسلامي ليس ضعفاً بالجهاد ولكن حتى لا يشعر الاحتلال بنشوة الانتصار المعنوي في قدرته على استخدام قاعدة "فرق تسد" ويشعر بأنه استطاع تحييد أحد أبرز قوى المقاومة عبر سياسة العصا والجزرة.

حركة حماس وجناحها العسكري تمثل عامود خيمة وسند قوي وهام يرتكز عليه شعبنا في مواجهة الاحتلال وهي كما قال عنها أمين الدم والمقاومة المجاهد القائد أبوطارق النخالة في مؤتمره الصحفي لإعلان التهدئة بأن حماس عمود فقري للمقاومة، وعندما ننتقد نحن حماس إنما ننتقد حالة التململ والتردد في اتخاذ القرار إذا ما كان الموضوع يخص اغتيال شخصية من خارج حماس، حيث حينها تبدو الحكمة والهدوء والمبررات التي لا تنتهي هي الطاغية على طريقة التفكير لديهم.

في مقالي هذا حاولت التركيز على أبرز نقاط الإيجابية التي تمتعت بها حركة حماس خلال معركة وحدة الساحات وكذلك الملاحظات التي اكتنفت موقفهم، مع أملي أن يتم تعزيز نقاط القوة ومعالجة الملاحظات وتجاوزها والسعي لعدم تكرارها، نحن نسعى لتقريب المسافات وليس لزيادة الفجوة، والمقاومة بحاجة لجهود كل صادق وأمين ومخلص، ونحن نحسب قيادة حماس والقسام في هذا الجانب، وعلى الرغم من الجرح الغائر في قلب كوادر الجهاد الإسلامي إلا أن القواسم المشتركة التي تربطهم مع حركة حماس هي أكبر من نقاط الاختلاف والمطلوب أن يكون هناك صراحة وشفافية كاملة في مناقشة كافة الملاحظات بين الطرفين والنزول لقواعد كل الحركتين وعدم اقتصار العلاقات الودية على مستوى معين، هناك من يحاول أن يستغل ما حدث ويضرب أسافين لاختراق بيئة المقاومة وهذا مطلوب أن نواجهه بكل قوة، وقبل هذا وذاك يجب أن يتم ترميم العلاقة بالمرحلة المقبلة وفق استراتيجية واضحة لطبيعة الصراع مع الاحتلال، حتى لا نصل لمرحلة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

اخبار ذات صلة