أكَّدَ رئيس الاتحاد الإسلامي للنقابات المهنية الإطار النقابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. محمد مُشتهى أنَّ معركة "وحدة الساحات" استطاعت أنْ تحقق انجازاتٍ مهمةٍ، وأرست قواعد عدة في سياق الصراع الممتد والمتواصل مع العدو الإسرائيلي.
وأوضح مُشتهى خلال ندوةٍ سياسيةٍ نظمها الإتحاد الإسلامي أنَّ معركة "وحدة الساحات" أرست قواعدَ ومعادلات مهمة أولها أنَّ فلسطين ساحة اشتباك واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي، بمعنى أنَّ ما يحصل في اللد، والرملة، ويافا، والقدس، سيؤثر على غزة، وأنَّ ما يحصل في الأخيرة سيمس الضفة المحتلة.
وأشار إلى أنَّ المعركة أرست قاعدة مهمة تتمثل في الرد على أي عمليةِ اغتيال بحق القادة والمجاهدين، سواءً في قطاع غزة أو في أي بقعة من فلسطين، مستدركاً: "فكرة ربط المعركة بالقيادي بسام السعدي، والاسير خليل عواودة؛ ترمز إلى فكرة وحدة الساحات، وما جرى لم يكن ليمر مرور الكرام".
وذكرَ أنَّ العدو الإسرائيلي كان يحاول فصل الساحات عن بعضها البعض، بحيث يشغل غزة بذاتها، ويفصلها عن العمق الفلسطيني في الضفة والداخل المحتل، وهو ما ترفضه الجهاد الإسلامي التي تؤكد بأفعالها ومواقف أمينها العام أ. زياد النخالة أنَّ فلسطين ساحة اشتباك واحدة، مشيداً بالمعادلة التي فرضتها الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة، والمتمثلة بتشكيل كتائب عسكرية في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة، مثل: كتيبة جنين، وطوباس، ونابلس.
وشدد على أهمية إبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع العدو الإسرائيلي، والتأكيد على فكرة مشاغلته إلى جانب مراكمة القوة العسكرية، مستدركاً: "لا فرق بين المشاغلة والمراكمة، فالمشاغلة بحاجة إلى مراكمة، ولا يصح المراكمة والانتظار طويلاً على الاحتلال الذي يتربص بالمقاومة".
وأشاد مشتهى ببسالة وجرأة مقاتلي سرايا القدس، وقدرتهم على إدارة الميدان والنيران والضبط والسيطرة، إلى جانب اشادته بخطابي الأمين العام قبل وبعد المعركة، مشيراً إلى انّ خطاب القائد النخالة فوَّتَ الفرصة على العدو لضرب الجبهة الداخلية، وإحداث شرخ بين صفوف المقاومة.
وذكر أنَّ معركة وحدة الساحات ليست المعركة الأولى ولن تكون الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، إذ أنَّ الصراع مع العدو طويل، وممتد، ومتواصل، وبحاجة إلى كثيرٍ من الجولات إلى حين تحرير البلاد والعباد من دنس العدو.