احتفلت جامعة الإسراء اليوم السبت الموافق 20 أغسطس 2022، بتخريج الفوج الرابع من طلبة الجامعة تحت شعار "فوج الإسراء الرابع"، وذلك في حرم الجامعة الرئيس بمدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د محمد أبو مويس.

وشارك في الاحتفال البهيج حشد كبير من طلبة الجامعة، والهيئة الإدارية والتدريسية، إضافة إلى شرائح واسعة من مكونات المجتمع الفلسطيني الحكومية، والفصائلية، والمؤسساتية، والنقابية، والإعلامية.

وتحتفل الجامعة بتخرّيج (670) خرّيجاً وخريجةً من تخصصات متعددةٍ، وسط إشادةٍ كبيرةٍ بالجامعة من قبل المُحتفلين؛ للدور الريادي الذي تتبناه الجامعة في سبيل تحقيق تطلعات وطموحات أبناء الشعب الفلسطيني.

إنجازات جليلة

وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د محمود أبو مويس أكَّد، أن جامعة الإسراء ليست بحاجة لمديح وإطراء، إذ أنَّ إنجازات الجامعة تتحدث عن نفسها، حيث لديها تميز أكاديمي، وغزارة إنتاج بحثي، وبرامج حديثة وعصرية، ورقمنة وتقننة وثنائية.

وأوضح معالي الوزير أبو مويس في كلمة خلال حفل تخريج الفوج الرابع من طلبة جامعة الإسراء أن الجهود المقدرة لإنجاز مشروع المجمع الطبي لمشفى طبي مميز وبنية تحتية ومخبرية للعلوم الطبية الأساسية، لا شك أنها ستثمر عن منارة أكاديمية طبية خدماتية تخدم شعبنا في غزة، أكاديميًا وسريريًا لتصبح الجامعة جامعة تميز يشار إليها بالبنان.

ونقل معالي الوزير أبو مويس تحيات ومباركات سيادة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ووزراء الحكومة، للجامعة ومجلس إدارتها ورئاستها والخرِّيجين وذويهم، وكل من حضر حفل التخرج.

وقال معالي الوزير أبو مويس في كلمته:" هذا يوم سعادة وسرور وتبادل محبة وزهور، أنقل لكم اليوم تحيات ومباركات سيادة الرئيس أبو مازن والذي يشهر اليوم سيف الحق في وجه طغاة البشرية، الذين وعت عقولهم وعمت أبصارهم عما حدث في فلسطين ويحدث بغزة، بسم الله الرحمن الرحيم قل يا أهل الكتاب لمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون".

وأضاف " أنقل تحيات دولة رئيس الوزراء وإخواني الوزراء، ونقول لكم مبارك نجاحكم المميز فإذا كان نجاحكم في كل مكان هو اجتهاد فإن نجاحكم اجتهاد وجهاد".

وختم معالي الوزير كلمته بالقول: وأخيرًا فجامعة الإسراء تذكرنا بقدس الإسراء والمعراج العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، ونقول لمن ظنوا أننا انتهينا إننا كالجمر كلما اشتدت الريح اشتعلنا لنحرق ظنونهم".

خطى ثابتة ومدروسة

من جهته، أكَّد رئيس جامعة الإسراء البروفيسور عبدالخالق الفرا، أن الجامعة شقت مسيرتها الأكاديمية والتعليمية بخطى ثابتة ومدروسة، ووفق رؤية تتسم بالعمق، والشمولية، مع إشارته إلى أنَّ الجامعة تتسع لكافة الأبعاد الوطنية، والقومية، والإسلامية، وكل الرؤى بما يخدم مجتمعنا الفلسطيني، ويحقق طموحاته وآماله.

وأوضح البروفيسور الفرا خلال كلمة له في حفل "فوج الإسراء الرابع"، أن الجامعة جسدت صورة صادقة للوحدة الوطنية، وخدمةِ القضية الفلسطينية، قائلاً: "الجامعة تؤكد دوماً على رسالتها الوطنية في حمل قضية شعبنا الطامح إلى الحرية والاستقلال".

وأشار البروفيسور الفرا إلى أنَّ جامعة الإسراء تتعامل بمصداقية عالية، وواقعية كبيرة، ومسؤولية عالية وهي تؤدي رسالتها العلمية والثقافية، لافتاً إلى أنها تلامس معاناة طلبتها، وتقدر حاجاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.

وبيَّنَ البروفيسور الفرا أنَّ جامعة الإسراء انتقلت نقلات غير مسبوقة، وحققت إنجازاتٍ عدة، من خلال افتتاح كلياتٍ وتخصصاتٍ وبرامج جديدة، وانضمام مجلة جامعة الإسراء للعلوم التطبيقية لقاعدة بيانات سكوبس (SCOPUS)، إضافة إلى أنها انتقلت نقلة نوعية من خلال تدشين مدينة الإسراء الطبية التي تلقى دعماً من فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، مع إشارته إلى أنَّ مدينة الإسراء الطبية ستساهم في التخفيف من معاناة أهلنا في المحافظات الجنوبية.

وذكر البروفيسور الفرا أنَّ جامعة الإسراء توفر العديد من المنح الدراسية للطلبة تصل بعضها إلى نسبة إعفاء 100% لمن حصلوا على معدل 90% فما فوق، ونسبة إعفاء 50% لمن حصلوا على معدل اقل من 90% لدرجتي البكالوريوس والدبلوم.

وذكر أنَّ الجامعة تسعى لتخريج جيل جديد من القادة والمبدعين في مختلف مجالات المعرفة؛ لتكون الجامعة منارة للتطور والرقي والتنمية، وهو ما سينعكس على جميع شرائح المجتمع الفلسطيني.

وأوضح أن مقياس التقدم في هذا العصر لا يعتمد على حجم ما تملكه الأمم والشعوب من ثروات طبيعية، بقدر ما تملكه من طاقات بشرية متسلّحة بالعلم، مستدركاً: "فالعلم هو من أجلِ الفضائل والمزايا، فهو أساس أي حضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها، وتألقها".

وتوجه البروفيسور الفرا بالشكر من فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ومن دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د محمود أبو مويس، ووزيرة الصحة الدكتور مي كيلة؛ لوقوفهم الدائم إلى جانب الجامعة، ودعمها في سياقات متعددة، بما يخدم المسيرة التعليمية.

تميزٌ.. تألقٌ.. إبداع

من جانبه، أكَّدَ الدكتور أحمد الحساينة نائب رئيس مجلس إدارة جامعة الإسراء، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية أنَّ الجامعة حققت مجموعة كبيرة من الإنجازات منذ انطلاقتها المباركة عام 2014.

وقال الدكتور الحساينة: "إنّ ما تمّ إنجازُه حتى الآن، على المستوى الأكاديمي والإداري، وخلال سنواتٍ قليلة، يدعونا للفخرِ والاعتزاز والاطمئنانِ على مستقبل هذه الجامعةِ ومكانتها".

وأضاف في كلمةٍ وجهها للطلبة الخريجين: "إنَّ مجتمعنا سيكون أفضل بعد تخرّجكم، أنتم الأمل، أنتم المعارف التي ستصنع الحياة، انطلقوا بكلّ ثقة بالمستقبل، تمسّكوا بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تمسكوا بالقيم التي رسّختها جامعة الإسراء من الصّدق والنّزاهة والإتقان إلى العدل ومقاومة الظّلم واحترام الإنسان".

وتابع: "نحنُ نؤمنُ بكم وبقدراتكُم. ستكونونَ مصدرَ فخرٍ لا شك. ارفعُوا راية جامعة الإسراء حيثُ حللتُم، وكونُوا خير سفراء لوطنكم وأهلكم وجامعتكم وكونوا أنتم صورتَها النّاصعة".

ودعا الدكتور الحساينة الخريجين أن تبقى صلتهم مستمرة بالجامعة بعد تخرجهم, مستدركاً: "فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة؛ فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجهم في مواقع عملهم المختلفة في أرجاء الوطن، خصوصاً مع توفر وسائل التواصل الحديثة التي يمكن من خلالها التواصل مع الجامعة من أي مكان داخل البلاد وخارجها".

وأشار إلى أنَّ جامعة الإسراء تميزت بمتابعة خريجيها ومساندتهم سواء بالتدريب أو الإعداد، ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل، وإقامة فعاليات متميزة من حين لآخر في مجال البحوث الجديدة وغيرها من الإنتاج الفكري والعلمي الذي يزيد المعرفة ويحتاجه كل إنسان من خلال ما يقام بالجامعة من مؤتمرات، وملتقيات، وورش عمل، وأنشطة أخرى منوعة في شتى المجالات التعليمية وغيرها".

ولم ينسَ الدكتور الحساينة الترحم على أرواح الأقمار التي غابت عن الجامعة بجسدها، وحضرت بروحها وأثرها، فقال: "غاب قمر الإسراء المنير ومؤسسها د. إبراهيم الحساينة -رحمه الله- وبقي إرثه العظيم، لقد رحل وترك فينا وصية واجبة في رقابنا: ألا ندع الفقر يحول دون تمتع أبناء الشعب الفلسطيني بحقهم في التعليم العالي".

كذلك، استذكر الزميل الراحل محمود أبو عاصي، والطالبة شيماء حمدان، وطالب الدراسات العليا شادي أبو الروس، والشهيد طالب الدراسات العليا زياد المدلل، رحمهم الله جميعاً.

وفي ختام كلمته، تقدم بالشكر لمجلس إدارة جامعة الإسراء، ومجلس الجامعة، ومن الأكاديميين والإداريين والمستشارين على ما قدّموهُ من بذلٍ وعطاءٍ داخل أروقة الجامعة"، موجهاً لهم رسالة قال فيها: "أنتم أمل الحاضر وبناة المستقبل، أنتم مصدر قوّة الإسراء، أنتمْ صُنّاعُ النجاح".

منارة العلم والثقافة

من جانبه أشادَ خريجو جامعة الإسراء، بالجهود الجليلةِ، والكبيرةِ، والمضنيةِ التي تبذلها إدارة الجامعة، وطاقمها الإداري والأكاديمي في سبيل الارتقاء بمستقبلهم التعليمي، ولدورها الريادي في خدمة الطلبة.

وقالت الطالبة المتميزة نسرين حسنين التي ألقت كلمة الخريجين: "لقد خطت لنا الجامعة الطريق نحو مستقبل باهر، والشكر هنا موصول لمجلس إدارتها الموقر، ولأعضاء الهيئة التدريسية الكرام، على ما قدموه لنا على المستوى العلمي، وعلى الصعيد الشخصي أيضاً، ونسأل الله العلي العظيم أن يقدرنا على حمل أمانة النجاح".

وروت الطلبة حسنين تجربتها مع جامعة الإسراء، إذ أوضحت أنَّ الجامعة احتضنتها في ظروفٍ عصيبة للغاية مرتْ بها، إذ التحقت بالجامعة في أعقابِ قصفِ منزلها في عدوان 2018م، ووفاة والدها، غير أنها استطاعت الاجتهاد، ومواصلة الدراسة في كلية العلوم الطبية (قسم التمريض)، وتمكنت من تحقيقِ اجتياز المرحلة الجامعية بتقدير امتياز (الأولى على الجامعة) لهذا العام.

وقالت الطالبة حسنين: "دامت جامعة الاسراء منبعاً للعطاء، ودام شعارها (التغيير نحو الاحتراف) عنواناً، ودامت جامعة للكل الفلسطيني".

ووجهت الطالبة نصيحة لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، بألا يفوتوا فرصة الالتحاق بالجامعة، مع إشارتها إلى أنَّ الجامعة تحافظ وتتمسك بالمبدأ الذي انطلقت منه ولأجله، وهو: (المال لن يحول بين الطالب والعلم).

وتمنت الطالبة حسنين للخريجين التفوق والنجاح في حياتهم المستقبلية، وأنْ يتمسكوا بالمبادئ التي زرعتها فيهم جامعة الإسراء، وأنْ يستمروا في تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وأن يبقوا على تواصلٍ مع جامعتهم الغراء؛ للبقاء في ركب التميز.

الجدير بالذكر، أن جامعة الإسراء جامعة وطنية فلسطينية، معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وحاصلة على شهادة الجودة العالمية (ISO 9001:2015) في الشؤون الإدارية، والأكاديمية، والبحث العلمي، والتعليم المستمر، وخدمة المجتمع، إضافة إلى كونها واحدة من أبرز الجامعات في مجال البحث العلمي.

وتوفر الجامعة العديد من المنح الدراسية للطلبة تصل بعضها إلى نسبة إعفاء 100%، إضافة للمنح الرياضية، ومنح الشؤون الاجتماعية، وذوي الاحتياجات الخاصة، وحفظة القرآن الكريم، ومنح الأقارب من الدرجة الأولى وغيرها.

كما، وتطمح جامعة الإسراء أن تكون رائدة ومتميزة في العلم والمعرفة والبحث العلمي على المستوي الوطني، والعربي، والدولي؛ لتساهم في التنمية والتقدم، مع الإشارة إلى أنَّ الجامعة حاصلة على سلسلة من العضويات المحلية، والعربية، والدولية.

برتوكول الجامعة

وتلى نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية الدكتور علاء مطر برتوكول الجامعة لتخريج (فوج الاسراء الرابع)، خلال حفل تخريج الطلبة مساء اليوم في أرض جامعة الإسراء بمدينة الزهراء وسط قطاع غزة.

نص البروتوكول كاملًا:

بناءً على قرار مجلس الجامعة رقم (7) في جلسته رقم (4) لعام (2022) واستنادًا للأنظمة والقوانين واللوائح المعمول بها في جامعة الإسراء، وبعد استيفاء متطلبات التخرج لطلبة البكالوريوس والدبلوم للعام الدراسي (2021-2022) تقرر تخريج الطلبة الذين اتموا بنجاح متطلبات الحصول على الدرجة العلمية وفقًا للنظام الأكاديمي لدرجتي البكالوريوس والدبلوم في التخصصات كافة التي تمنحها الجامعة"