أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومسؤول الدائرة السياسية فيها الدكتور محمد الهندي، اليوم الاثنين، أن حكومة الاحتلال تماطل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع القاهرة، لوقف إطلاق النار خلال العدوان الأخير على غزة.
وقال الدكتور الهندي في لقاء عبر "الجزيرة مباشر" إن القاهرة أصدرت بيانًا تلتزم فيه بالعمل على الإفراج عن الأسير خليل عواودة ونقله لتلقي العلاج، والعمل على الإفراج عن القيادي السعدي في أقرب وقت، بناء على صيغة وافقت عليها "إسرائيل" كما وافقت الجهاد الإسلامي.
وأشار د. الهندي إلى، أن تأخير وقف إطلاق النار حينها، من الساعة 8:30 إلى الساعة 11:30؛ كان بسبب التوافق على هذه الصيغة، منوهًا إلى، أنه بالوقت الذي وافق الجهاد الإسلامي والاحتلال على الصيغة، أعلن الجانب المصري التوصل إلى الاتفاق، وبعدها أعلنت "إسرائيل" كما أعلنت الجهاد الموافقة.
وأضاف د. الهندي " الآن إسرائيل تماطل، وهناك ملفات كثيرة، وليس هذا هو الملف الوحيد أيضًا، كان هناك طلب من مستويات عليا في القاهرة حتى تستمر التهدئة، وهو أن تكف إسرائيل عن جرائمها وتغولها في الضفة والقدس؛ لكن إسرائيل لم تفعل شيئا".
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن هذه ليست المرة الأولى التي لا تقيم "إسرائيل" اعتبارا لالتزاماتها، بل كانت في كل مرة تشن فيها عدواناً على غزة لا تلتزم بالالتزامات.
وأوضح د. الهندي، أن هذه المرة الأولى التي لا تماطل فيها "إسرائيل" بالتزاماتها مع الفصائل، إنما تماطل في التزاماتها مع الوسيط المصري، والتي قبلت فيها كما قبلت فيها حركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف " في المرات السابقة كانت تجري التفاهمات مع الفصائل، وذلك عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة، وتماطل إسرائيل بالالتزام تجاه الفصائل، هذه المرة الأولى التي لم تجر تفاهمات مع الفصائل ولم تجر مفاوضات، وإنما تم إعلان التزام مصر في ذلك، وقبلت إسرائيل كما قبلت الجهاد الإسلامي".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يؤثر تهرب "إسرائيل" على مصر كوسيط، قال د. الهندي إن القاهرة كانت في المرات السابقة تأخذ الدور الأكبر في الوساطة، وعلى الرغم من دخول جهات أخرى؛ إلا أنها كانت هي من تعطي النتيجة النهائية.
وأكد أن الجهاد الإسلامي كانت تتعامل بمرونة كبيرة خلال الاتصالات التي أجرتها القاهرة؛ وذلك للحفاظ على استمرار العلاقة واستمرار دور مصري التي هي القادرة على القيام به.
وتوقع رئيس الدائرة السياسية في الجهاد الإسلامي، أن تقوم مصر بما يلزم وهي تعرف أهمية دورها؛ لتضع حدًا لهذا التغول الإسرائيلي وهذه المماطلة الإسرائيلية".
وحول التوتر بين القاهرة و "تل أبيب" والتصريحات الإسرائيلية التي قالت فيها "إسرائيل" إنها معنية بتجاوز المسألة، وذلك من باب مصلحة الطرفية، قال د. الهندي، إن "إسرائيل" ممكن أن تتحدث عن مصالحها، ولا يجوز لها أن تتحدث عن مصالح مصر.
وتابع:" هذه عنجهية في الخطاب الرسمي لدولة الاحتلال، يمكن أن نستوعب أن تقول إسرائيل إن من مصلحتها تجاوز المسألة وتحافظ على علاقات طيبة مع مصر، لكن أن تقول رؤيتها لمصالح مصر فهذا تجاوز".
وتابع د. الهندي:" بالإضافة إلى ملف جنود الجيش المصري (الذين دفنوا في مقبرة جماعية في الأراضي المحتلة)، وإعلان إسرائيل لأول مرة أنها أسقطت طائرة مسيرة مصرية على الحدود، كل هذه ملفات تعطي انطباعاً بأن إسرائيل لا تقيم اعتباراً ليس فقط لمصر؛ إنما لكل العالم، هي تعتبر نفسها فوق القانون، هذه هي إسرائيل".
وأكمل د. الهندي:" تصور في الأسبوع الماضي يريدون عبر الألمان محاكمة الرئيس أبو مازن؛ لأنه أراد أن يقول إن إسرائيل وعلى مدار 70 عاما ترتكب محارق في فلسطين، هو لم ينكر المحرقة التي قام بها النازيون".
وختم الدكتور الهندي حديثه بالقول:" هناك انتخابات في إسرائيل وهذه التصريحات الحالية والقادمة، وكل هذا التعنت؛ لإرضاء الناخب الإسرائيلي".