غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الاعتقال الإداري تجميد ام تجديد؟

الاعتقال الإداري.jpg
بقلم/ خالد صادق

لم يكن قرار ما يسمى بمحكمة الاحتلال الصهيوني العليا الجمعة قرارا عشوائيا، بل هو قرار بالتنسيق مع النيابة الصهيونية, وتلجأ اليه المحكمة عندما تشعر بأن هناك خطراً حقيقياً على حياة الأسير ربما يؤدي الى وفاته, فتلجأ لقرار تجميد الاعتقال الإداري بشكل تكتيكي حتى لا تتحمل تبعات وفاة الأسير لا سمح الله داخل الاسر’ القاضي الصهيوني امر بتجميد الاعتقال الإداري بحق الأسير المضرب عن الطعام  منذ 163 يوماً خليل عواودة، يمثل خدعة جديدة للالتفاف على إضراب الأسير عواودة، الذي قابله الأسير عواودة بإصراره على المضي بإضرابه المفتوح عن الطعام حتى نيل حريته والإفراج عنه، رغم تأكيد الجهات والمؤسسات  الدولية وجود خشية حقيقة على حياة الأسير عواودة قد تصل حد الوفاة. والحقيقة ان قرار التجميد هو قرار شكلي وخدعة، كون محكمة الاحتلال عندما يتحسن الوضع الصحي للأسير عواودة  في أي لحظة تقوم بإصدار قرار يلغى قرار التجميد الذي أصدرته، وهو ما حدث مع أسرى سابقين كانوا مضربين عن الطعام أمثال « ماهر الأخرس وهشام أبو هواش، ومحمد علان»، لذلك قرر الأسير عواودة استمرار  إضرابه المفتوح عن الطعام الى حين اتخاذ المحكمة الصهيونية قرارا واضحا بالإفراج عنه, الامر الذي تحدث عنه المتحدث باسم مهجة القدس الأستاذ محمد الشقاقي الذي قال «أن قرار إنهاء الاعتقال الإداري يعني قراراً بالإفراج عنه، ويتم تأكيد الإفراج عن الأسير حينما تصدر المحكمة قراراً يقضي بتثبيت الاعتقال الإداري للأسير لمدة محددة ما يعني الإفراج عنه عقب انتهاء المدة, بمعنى ان قرار تجميد الاحتلال الصهيوني للاعتقال الإداري بحق الأسير خليل عواوده يعني بصراحة نيته تجديد اعتقاله.

خليل تحدث لأبناء شعبه الفلسطيني وهو في قمة الاعياء، وقال «تجميد الاعتقال الإداري لن ينهي إضرابي عن الطعام، حتى قرار نهائي بالإفراج عني», وقد تعلم كيف يمكن ان يواجه الاحتلال وينتزع حقه منه انتزاعا، وصدر قرار تجميد الاعتقال الإداريّ للأسير عواودة، عن قائد المنطقة العسكرية في جيش الاحتلال الصهيونيّ، والذي ذكر في قرار موجّه للمحكمة العليا الإسرائيلية، أن قراره جاء نظرا لأن الأسير عواودة معرّض «لخطر فوريّ على حياته»، جرّاء تردّي حالته الصحيّة بشكل كبير. ولفت إلى أنّ قرار تجميد الاعتقال الإداريّ بحق الأسير، سارٍ، حتى اتخاذ قرار آخر في الشأن ذاته، مشددا على أن أمر الاعتقال الإداريّ، سيتجدّد بشكل فوريّ، إذا ما خرج الأسير من المشفى, وهذا الالتفاف على اضراب الأسير البطل خليل عواودة لم ينطلِ عليه, لذلك فقد قرر الاستمرار في الاضراب عن الطعام, رغم انه يواجه خطراً حقيقيا على حياته, لكنه ادرك ان شعبه ومقاومته ناصرته في محنته, وخاضت معركة عسكرية لأجل حريته, وقدم ضحايا وتحملت ما لا يطاق, لذلك قال عواودة مخاطبا الشعب الفلسطيني العظيم موجها التحية للشعب الفلسطيني ومثمنا دوره الكبير في التضامن معه, وانه لن يوقف اضرابه عن الطعام حتى ينال حقه وينتزع حريته من الاحتلال الصهيوني, نادي  الأسير الفلسطيني قال ان خليل العواودة مستمر في الإضراب حتى الافراج, فالقرار لا يعني إنهاء اعتقاله الإداري،  وذكر نادي الأسير «لدينا شكوك في قرار تجميد الاعتقال الإداري لخليل عواودة وهو لا يعني وقف اعتقاله». وقالت أحلام حداد محامية الأسير عواودة إن الأخير لن يعلق إضرابه عن الطعام قبل الافراج عنه، فالكل يدرك ان الاحتلال يراوغ.

الأسير خليل عواودة يحمل من الإرادة ما يمكن ان يجابه به السجان, حتى لو أدى ذلك الى استشهاده لا سمح الله, والاحتلال يعتبر انه يخوض معركة مع خليل عواودة لذلك هو يتعنت تماما في مسألة الافراج عنه رغم مضي قرابة 163 يوما من اضرابه المفتوح عن الطعام, فسياسة العض على الأصابع التي ينتهجها الاحتلال في معركته مع اسرى الجهاد الإسلامي الإداريين ستنتهي بانتصار للأسرى الذين لا يجيدون الا الانتصار على الاحتلال, فالمواجهة مع الاحتلال الصهيوني لا تأخذ شكلا واحدا, انما تأخذ اشكالا عدة, انها مواجهة عسكرية مكانها ميدان المعركة, ومواجهة سياسية تؤكد على ثوابتنا الوطنية التي لا يمكن التخلي عنها باي حال من الأحوال حتى لو طبعت «إسرائيل» مع كل محيطنا العربي والإسلامي, ومواجهة امنية الهدف منها اختراق نظرية الامن الصهيوني والضرب في عمق الكيان, ومواجهة اقتصادية تهدف لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما, والتغلب على الازمات المعيشية ونسبة الفقر والبطالة المتفاقمة والأزمات المالية التي تعصف بنا عصفا, والأزمات الثقافية التي تهدف الى غزو عقولنا وتغيير مفاهيمنا وحرفنا على اصولنا التاريخية وتراثنا الشعبي العريق, الجهاد الإسلامي مطالبة بخوض معاركها في كل المجالات لأنها تواجه عدواً شرساً ومتعجرفاً ونازياً لا يرحم, ومعركة الأسير خليل عواودة هي جزء من معركة فجرها اسرى الجهاد الإسلامي الإداريين مع الاحتلال الصهيوني, تهدف لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري العنصرية, وتخليص اكثر من خمسمائة اسير فلسطيني من ويلات الاعتقال الإداري, وهذه المعركة لن تتوقف الا بانتصار الاسرى الإداريين على الاحتلال.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".