علينا ان ندرك ان جيش دولة الاحتلال هو الأكثر تطوراً بالمنطقة ,يخضع لتدريبات عسكرية دورية بخلاف التعبئة الفكرية والسياسية التي يتلقاها من خلالها التدريبات الدينية اليهودية الصهيونية ليخلص لكيانه وينفذ كل اوامر مؤسسته العسكرية , يحرض على القتل فيقتل , يدرب علي استهداف المدينيين فيستهدفهم في بيوتهم , يوعز له بارتكاب مجزرة هنا او هناك فيفعل لأنه يعرف ان القانون في كيانه يوفر له الحماية من أي ملاحقة , لهذا فهو جيش بلا اخلاق ,لا يحترم قواعد الاشتباك ولا يعترف بالقانون الدولي , يرتكب الجرائم بحق المديين الفلسطينيين مع سبق الإصرار والترصد ويخطط قادته كيف يستمر هذا الجيش في جريمة احتلال الارض الفلسطينية واخضاعها وسكانها للقوة العسكرية مستخدمين كل اشكال الاضطهاد السياسي والديني والعرقي والقومي حتي انه يرتكب جرائم إبادة فردية وجماعية ، لا يوجد رادع قانوني لهذا الاحتلال المجرم كي يتوقف عن هذه الجرائم التي يندي لها جبين الإنسانية ,لكن الإنسانية لا يندي لها جبين امام ما يرتكبه الاحتلال من جرائم قتل واعدام ميداني وهدم بيوت وسرقة أراضي وتدمير مزروعات وردم ابار وسحق كل عناصر الحياة الي يمكن ان توفر للشعب الفلسطيني الاستمرار في الحياة ,غاب ضمير الإنسانية وباتت في غيبوبة موحشة تكيل بمكيالين تعتبر قتل الفلسطينيين دفاعا عن النفس وقتل أي انسان اخر هو جريمة ضد الإنسانية .
الأسبوع الماضي اقتحمت قوة احتلالية خاصة منزل (عائلة الشحام) في كفر عقب شمال القدس الشرقية وفجرت باب المنزل وأطلقت الرصاص علي راس الشهيد (محمد الشحام) واعدمته امام والدية واخوته المكفوفين، قيد الجنود يدي والدة وابعدوه عن المنزل قائلين انهم "اخطأوا البيت وقتلوا الشخص الخطأ"...! ، بالطبع لا تعليق من دولة الاحتلال وكأن الذي قتل ليس بشرا ولا يعيش مع عائلة معظمها اطفال. قبلها بأيام فقط ارتكبت دولة الاحتلال ثلاث مذابح في غزة اكبرها في جباليا بمقبرة الفالوجة والتي اسقطت طائرات الحرب الصهيونية صواريخ فتاكة على مجموعة من الأطفال اعتقدوا ان المقبرة آمنة بالنسبة لهم الا ان الاحتلال وصواريخ الموت الصهيوني لاحقتهم كما لاحقت أطفال (عائلة النباهين) في المنطقة الوسطي وعائلة (الطهراوي) في رفح. اللحظات الاولي لوقوع مجزرة مقبرة جباليا خرج الناطق باسم جيش الاحتلال (افيخاي ادرعي) وقال ان إسرائيل لم تقتل الأطفال وقد قتلوا بفعل صاروخ أخطأ الانطلاق من قبل رجال المقاومة الفلسطينية، بالطبع كثير من وكالات الانباء بدأت بنشر الخبر الذي جاء علي لسان جيش الاحتلال وصدقوه دون ادني تقصي للحقيقة ,لم ينتبهوا حتي لخبر نفي حركة الجهاد الإسلامي باي خلل في منظومة صواريخها، ما سعت اليه إسرائيل هو التغطية على جرائمها بحق المدنيين التي ترتكب في المعركة وبالتالي تخفيف النقد الدولي لعمليتها العسكرية في غزة.
بعد أسبوع اعلن جيش الاحتلال ان أطفال مقبرة الفالوجه قتلوا بفعل صواريخ طائرات الاحتلال خطأً وكأن الصواريخ انطلقت من قاعدة (بلماحيم) الجوية التي تشرف علي كل الطلعات الجوية فوق غزة بمئات طائرات الاستطلاع ومئات الطائرات المأهولة وطائرات F 15 ,F16 لوحدها ودون توجيه او سيطرة وتحكم ولا قدرة علي اطلاق الصواريخ الفتاكة بكبسة زر من جندي احتلالي يراقب كل شيء عبر شاشات كبيرة في غرفة العمليات ,مُزقت أجساد 5 أطفال واصبحوا كومة من اللحم المبثوث . لم نسمع الكثير من العالم سوي دعوات خجولة من المنسق الخاص لعملية السلام (تور وينسلاند) بضرورة التحقيق في المجزرة وكان المجازر الأخرى ليس من فعل دولة الاحتلال ,وكان قتل الشهيد (محمد الشحام) ليست جريمة حرب كاملة المواصفات، اليوم بات على العالم ان يطالب بتحقيق دولي فوري في ارتكاب دولة الاحتلال جرائم قتل وجرائم إبادة بقصد وتخطيط ولا يقبل الرواية الاحتلالية التي تقول ان الاحتلال قتل الفلسطينيين بالخطأ. امر مذهل ان تقتل إسرائيل كل يوم بالخطأ ..!! لم تحدث كثيرا في تاريخ دولة الاحتلال وان حصل لم تعتذر عما ارتكبت ولم تسمح لاي لجنة تحقيق دولية بالوصول الي الأرض الفلسطينية للتحقيق في ظروف حدوث هذا الخطأ ومدي مصداقية الاحتلال بهذا الاتجاه.
لا اعتقد ان أي اعتراف للاحتلال بالقتل الخطأ يمكن ان يبرئ الاحتلال من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها عصاباته المنظمة, أي جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين المسلحين الذين يرتكبون الاف الجرائم دون ان يحاسبهم قانون ولا يجرمون من قبل القضاء في دولة الاحتلال , حتي ان الضحية التي يتم الاعتداء عليها أي الفلسطينيين لا تُنظر لها قضيته امام المحاكم الإسرائيلية ولا يحق للضحية تقديم دعوي قضائية امام المدعي العام الإسرائيلي وان حدث فان الإهمال هو مصير تلك القضية ,لم يحدث في تاريخ دولة الاحتلال ان حكم في أي قضية قتل فيها فلسطيني واحد لصالح المدعي وعندما تكون الأدلة ثابتة والجرم واضح يتم اهمال القضية وإطالة امد التقاضي فيها لتنسي مع الأيام. امر مذهل ان يعترف الاحتلال بالقتل الخطأ في الوقت الذي لم يعترف فيه بالقتل غير الخطاء وبعض قضايا القتل التي تقف ورائها أجهزة امن الاحتلال تمر عليها عشرات السنوات دون ان تعلن اسرائيل هي التي فعلت ذلك ,لذلك فأننا لا نصدق ان الاحتلال اصبح نزيها ويندم علي اعدام الفلسطينيين , القضية وما فيها ان الاحتلال يريد ان يفعل ما يفعل تحت بند الخطأ لتخفيف الضغط علي حلفاء الاحتلال لان شعوبهم بدأت تتساءل عن الفرق يبن الضحايا الفلسطينيين الذين تقتلهم إسرائيل دون شجب واستنكار من قبل الحكومات والضحايا الذين يسقطون في الصراعات بأماكن اخري من العالم ويجرم القاتل وتفرض عليه مئات العقوبات.