قائمة الموقع

سرايا القدس هي سرايا القدس.. أنْ يقف عدوك على أصابع قدميه يَحُفُّهُ الرعبُ!

2022-08-27T16:53:00+03:00
سرايا القدس.jpg
شمس نيوز - محمد الخطيب

"لقد وقفَ قادةَ الغَدْرِ وَالاِنْهِزَامِ عَلَى أصابِعِ الأقدامِ يَحُفُّهُمُ الرعبُ".. هذا شطرٌ وردَ على لسان المتحدث العسكري باسم سرايا القدس خلال مهرجان معركة "وحدة الساحات.. الطريق إلى القدس"؛ وهو ما يؤيده الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، بالنظر إلى الإنجازات التي حققتها معركة وحدة الساحات التي أظهرت بأس مقاتلي المقاومة.

فعلى الرغم من أنَّ المعركة الأخيرة كانت هي الأقصر زمنياً مقارنة بالمعارك التي سبقتها، إذ استغرق العدوان قرابة (خمسة وخمسين ساعة لا أكثر)، إلا أنَّ الغلبة كانت لمقاتلي المقاومة، فلا المقاومة انتهت، ولا العدو حقق إنجازاً، بل جلب هزائم تضاف لسجلاته الانهزامية، ويكفي أن العدو حشر مليون مستوطن إسرائيلي في الملاجئ، تحت ضربات المقاومة، التي عطلت مناحي الحياة في الكيان، واستطاعت فرض حالة الاستنفار لدى العدو.

في هذا السياق وبالنظر لمجريات المعركة، أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في فلسطين، أنّ ما قامت به سرايا القدس هو ضرورة شرعية ووطنية كسرت "هيبة العدو".

وأكد أبو حمزة في كلمته خلال مهرجان أقامته حركة الجهاد بالتزامن في قطاع غزة وسوريا ولبنان باسم "وحدة الساحات-الطريق إلى القدس"، إنّ "معركة وحدة الساحات واحدة مِن المحطاتِ المفصليةِ في عمرِ وتاريخِ نضالِ شعبِنَا ومقاوَمَتِهِ".

وأضاف، أنّ "أُرِيدَ مِنْ خِلالِ العدوان الغاشم أَنْ نرفعَ الرايةَ البيضاءَ وأن نصمتَ، فكان ردُّنَا بزئيرِ أمينِنَا العامِّ القائدِ الفدائيِّ زياد النخالة الذي أثلجَ صدورَ الأحرارِ خلالَ ساعاتٍ معدودةٍ عبرَ قرار دك فلسطينَ المحتلةِ بالصليات الصاروخية".

المقاومة جذوة لا تنطفئ

الخبير في الشأن العسكري د. الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد يرى أنَّ الشعب الفلسطيني يخوضُ صراعاً مفتوحاً مع العدو الإسرائيلي، وأنَّ المقاومة ستبقى حالةً مشروعة، لا يمكن تعطيلها تحت أي ظرفٍ من الظروف، وطالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال.

وقال العقاد لـ "شمس نيوز": "طالما بقي هذا الاحتلال على أرضنا الفلسطينية، ويزيد من إجرامه ويستمر في سعيه الحثيث أن يفصل بين مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، فستبقى المقاومة مستمرة، ومتصاعدة".

وبيَّن أن معركة "وحدة الساحات" نتاج حقيقي لما تمخضت عنه معركة (سيف القدس)، مع إشارته إلى أنَّ الحفاظ على منجزاتِ تلك المعارك ضرورة وطنية، لاسيما أنَّ هذه المعركة وكل المعارك مع العدو ستضيف وتقدم خطوة بالاتجاه الصحيح نحو التحرير.

وفي سياق الحديث عن بطولة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة التي خاضت المعركة، ذكر العقاد أن العدو حرص شديد الحرص على أنْ يوقف المعركة في اليوم الثاني من اندلاع المواجهة، وذلك بسبب الضغط الكبير من المقاومة عليه من خلال ضرب مركز الكيان، وإطلاق الصواريخ بشكل مكثف على البلدات والمدن المحتلة، والتي أجبرت المستوطنين على البقاء في الملاجئ.

وأضاف العقاد "لقد تحقق المشهد الذي لا يريد الاحتلال له أن يتحقق، ألا وهو عملية الترحيل التي حصلت من غلاف غزة إلى داخل المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة في الشمال"، مع إشارته أنَّ مشاهد الرحيل القهري -بسبب استنفار المقاومة- آلمت الاحتلال، وكسرت هيبته، ونزعت صورة النصر التي كان يريد أن يخرج بها من المعركة مع قطاع غزة. 


إدارة النيران.. الحرب خدعة

ومع بدء تدحرج العدوان، وانكشاف سوء التقدير الاسرائيلي بعد الرد الأولي لسرايا القدس، التي أطلقت نمطاً جديداً للرد لم يكن يتوقعه مخططو العملية الإسرائيلية، وتمثّل بالتالي:

_ إدارة نار ممتازة، والتركيز على المستعمرات والمدن المحتلة في الجنوب والوسط، بطاقة ردّ يمكن التحكم بكثافتها وحجم القوة التدميرية لصواريخها في أي وقت، ولا تستلزم استنزافاً للقدرة الصاروخية للمقاومة.

_ جعل ضرب العمق الإسرائيلي هدفاً ثانوياً يمكن تحقيقه ساعة تشاء المقاومة، وليس هدفاً أولياً كما حصل في معركة سيف القدس.

كل ذلك اعتمد على مبادئ حرب مناسبة أهمها، (الاقتصاد بالقوى + وحدة القيادة + الخداع)، حيث أنّ معظم المعلومات، كانت تفيد بأن العدو استعد لأيام قتالية، يستنزف خلالها سرايا القدس مخزونها الصاروخي بعيد المدى خلال أقل من أسبوع. وإن أهمّ استعداداته على مستوى الجبهة الداخلية، كانت في المنطقة المركزية أي "تل أبيب" و"غوش دان" والقدس المحتلة ومحيطهما، وليس في الجنوب الذي تلقّى معظم الضربات، فيما كانت الاجراءات التأمينية التي فرضها الاحتلال قبل 5 أيام من العملية على سكان المستعمرات والمدن الجنوبية المحتلة، هي إجراءات وقائية ولكنها انتخابية، تسمح له برشوة انتخابية غير مباشرة من خلال صرف مساعدات سخية لسكان الجنوب، ذوي الميول الانتخابية اليمينية.

العدو.. إذ يقف على أطراف أصابعه

وحول استنفار قوات الاحتلال وحظر التجوال لمدة أربعة أيام قبل بداية المعركة، بيَّن الخبير العسكري أن الاستنفار العسكري لقوات الاحتلال قيدَ حركة قواته ومستوطنيه واشعرهم بالرعب الشديد من نهايات الأمور، ومستقبل كيانهم، وهو ما أجبر الاحتلال على استدعاء قوات كبيرة من الاحتياط، وذلك يدلل خشيته من المقاومة والفعل المقاوم.

وتابع: "كل هذه الإجراءات الأمنية التي اتخذها الاحتلال؛ لمجرد وجود إشارات ساخنة، وأن هناك رداً عسكرياً سيكون من قِبل المقاومة، إذ أنَّ فرض الطوق على المستوطنات المحاذية للقطاع يدلل على حجم الردع".

واستدرك العقاد "كان ضغط المستوطنين على حكومة الاحتلال واضحاً بعد أربعة أيام من المواجهة، الأمر الذي دفع العدو بشكل جنوني أن يقع في مصيدة المقاومة، ولحظتها استطاعت المقاومة أن تلقنه دروساً قاسية، وحققت موازنة ردع، لم يستطع من خلالها تحقيق أي عامل من عوامل النصر".

وذكر أن التضحيات التي قدمت في معركة "وحدة الساحات" من استشهاد قادة عظام، هي أثمان للتحرير الذي ننشده للشعب الفلسطيني، سائلاً الله نصراً عزيزاً مؤزراً وأن تبقى الساحات موحدة في مواجهة الاحتلال.

اخبار ذات صلة