أثارت قصة اللانش بوكس –علبة بلاستيكية صغيرة يوضع فيها الطعام- ضجة واسعة في الأراضي الفلسطينية تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد وتداول قصص مؤثرة من قبل بعض المعلمات في المدارس سواء الخاصة أو الحكومية، إذ تجلب الطالبات علبة "لانش بوكس" مليئة بما لذ وطاب من مأكولات.
وتباينت آراء نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بين الموافقة للطلبة بإدخال "لانش بوكس" إلى المدرسة وتناول ما فيها من طعام أمام الطالبات والمعلمات حفاظًا على صحتهن، إضافة إلى أنه يؤسس إلى تكاتف اجتماعي بين الطلبة، وبين رافضِ لهذا السلوك الجديد لما له من آثار نفسية تُصيب الطالبات اللواتي لا يستطعن شراء فاكهة التفاح أو الموز أو المانجا أو حتى شراء سندوش البطاطا والعسل.
وتداول نشطاء التواصل منشورًا قيل إنه لمعلمة ناشدت فيه أولياء الأمور بعدم شراء لانش بوكس لأبنائهم الطلبة؛ معللة ذلك لأسباب نفسية واجتماعية بين الطالبات، حيث قالت: "أنا معلمة وكنت أشوف الطالبات معهم لانش بوكس، أنا الكبيرة بشتهي اللي فيه، كيف الطالبة اللي جالسة جنب صاحبة اللانش بوكس".
ووجهت مناشدة لأولياء الأمور قالت فيها: "بالله عليكِ خلي لانش بوكس ابنك متواضع كلهم ٥ ساعات اللي بغيب فيهم سندويشة بسيطة وعلبة عصير تكفي، ما في داعي للفواكه والخضار اللي مش كل الطلاب أهاليهم يستطيعون شراءها لهم، ابنك بس يرجع من المدرسة طعميه كل شي تتمنيه، لا تزرعي الحسرة والقهر في قلب طفل كل ذنبه أنه أهله فقراء واجا بصف ابنك، ولأني معلمة وبشوف عيون الطلاب كلهم على لانش بوكس طلاب معينين بنقهر على طلابي من كل أم ما بتحس إلا بابنها".

هذا المنشور تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل في قطاع غزة؛ وأصبح اللانش بوكس حديث النشطاء الذين أعربوا عن تضامنهم مع المعلمة، مستذكرين "أيام زمان" فقد كان الطالب يحمل "كيس" شفاف بداخله سنوديش الزعتر أو الدقة والبندورة والفلفل.
وكتب ناشط: "تربينا ع سندويشة الزعتر اللي بالكيس الشفاف ويا محلى أيامنا وطلعنا ما شاء الله علينا لا صابنا فقر دم ولا موتنا من الجوع".
الناشط يوسف بعلوشة كتب على حسابه في الفيسبوك: جديد على ثقافتنا المدرسية اللانش بوكس وطبعًا طالما شخص جابه لازم كل البلد تعمل زيه".
المختص في شؤون التعليم محمد الحطاب علق على قضية انتشار اللانش بوكس في المدارس قائلًا: "أنا مع قرار لضبط انتشار اللانش بوكس في المدراس؛ كون الأمهات ستجتهدن لتزيين محتواه ما بين فاكهة أو سندوتشات وحلويات.. إلخ، في ظل عدم حصول جزء كبير من الطلبة على المصروف اليومي وهو ما قد ينمي حالة من التنمر الموجودة أصلًا في المدارس وغيرها من حالات العنف؛ نتيجة الشعور بالحرمان",
ناشط آخر لم يوافق رأيه ما اجتمع عليه الكثير من النشطاء، إذ اعتبر أن قضية اللانش بوكس حصلت على أكبر من حجمها؛ قائلًا: "الموضوع بسيط جدًا علبة بلاستيكية تحتوى الطعام بدلًا من كيس النايلون، كما أن فيه جزء من التكاتف الاجتماعي بين الطلبة من خلال تناول الطعام بشكل مشترك بين الطلبة".
