شمس نيوز/القدس المحتلة
كشف موقع (واللا)، الإسرائيليّ – الإخباري، اعتمادًا على شهادات ضباط كبار في الجيش الإسرائيليّ، كشف النقاب عن أنّ المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل وضعتا الحرب المقبلة ضدّ حزب الله على رأس جدول الأولويات، وقد استفاد الجيش من حروبه الماضية ومن تدريباته لمواجهة الحزب في هذه الحرب. إلّا أنّه يُدرك مسبقًا بأنّ حزب الله لم يعد مجرد منظمة إرهابية. وللتدليل على ذلك، قال المُحلل أمير بوحبوط، إنّ قائد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) السابق، قائد المنطقة الشمالية الحالي، الجنرال افيف كوخافي، أزال من قاموسه وصف حزب الله بأنّه منظمة إرهابيّة، وبات بتعبيرات مهنية يصفه بأنّه منظمة شبيهة بالجيوش.
وأكّد المُحلل بوحبوط، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، وربمّا للمرة الأولى على لسان ضابط رفيع في الجيش، إن حزب الله يملك أكثر من مائة ألف صاروخ تُشكّل تهديدًا لإسرائيل، من بينها صواريخ تحمل رؤوسًا حربية تزن نصف طن من المواد المتفجرة، إضافة إلى صواريخ أخرى يصل وزنها إلى 900 كيلوغرام.
وبحسب تقديرات خبراء إسرائيليين، زاد الموقع العبريّ، يَعدّ حزب الله حاليًا أكثر من 15 ألف مقاتل نظامي، إضافةً إلى الاحتياط، يتحركون بموجب عقيدة قتالية بنيت في السنوات الماضية بهدف كسر دفاعات الجيش الإسرائيلي في البر والبحر والجو، إضافة إلى حروب السايبر التي لا تعرف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مداها وفعاليتها والمستوى الذي بلغه الحزب إزاءها. كما أنّ العقيدة القتالية تتضمن كسر تفوق سلاح الجو من خلال ضرب الداخل الإسرائيلي لخلق بيئة رافضة للحرب وضاغطة على متخذي القرارات في إسرائيل. وبحسب المصادر العسكريّة، شدّدّ الموقع الإسرائيليّ على أنّ حزب الله نجح في بناء منظومة اتصالات داخلية خاصة به، غير مخترقة، وتستخدم لنقل المعلومات، ناهيك عن منظومة متطورة لجمع المعلومات.
وجاء في التقرير أنّ الحزب راكم، جراء قتاله في سوريّة إلى جانب الجيش السوريّ، تجربة قتالية غنية. ولفت الموقع أيضًا إلى أنّ وفقًا لمصادر في قيادة المنطقة الشمالية، فإنّه لم يسقط من سلم أولوياته الحرب المستقبلية مع إسرائيل، الأمر الذي دفعه إلى تسخير موارده لبناء القوة والاستعداد لردٍّ واسعٍ في حال تجددت المواجهة.
في السياق ذاته، وعلى الرغم من أنّه لا يجلس على كرسيّ الاعتراف، فقد أقرّ قائد سلاح البريّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غاي تسور، أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نجح في تحويل منظمته إلى إحدى أقوى المنظمات في العالم.
وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيليّ، أضاف الموقع، فإنّ قوّة حزب الله تتمثل في حجم الصواريخ والصواريخ المنحنية المسار. إذْ لدى الحزب في الوقت الراهن حوالي 700 صاروخ بعيد المدى، و5500 صاروخ متوسط المدى، وأكثر من 100.000 صاروخ قصير المدى. وتابع الموقع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الجيش الإسرائيليّ يُقدّر أنّ اليوم القتالي سيعني أنّ الحزب سيطلق 1000 صاروخ يوميًا لمدى قصير يصل إلى 24 كيلومترًا، و50 صاروخًا لمدى يصل إلى 250 كيلومترًا، إضافة إلى عشرة صواريخ بعيدة المدى تصل إلى ديمونا، الواقعة في جنوب الدولة العبريّة. وبحسب المصادر العسكريّة الرفيعة في الجيش الإسرائيليّ، قال الموقع، فإنّ هدف حزب الله، استخدام هذه الصواريخ لإحداث فوضى في الداخل الإسرائيلي، مع أضرارٍ هائلةٍ وأعداد كبيرة جدًا من القتلى والمصابين، إضافة إلى توجيه ضربة لمستوطنات المواجهة القريبة من الحدود، ما يدفع إلى فرار واسع لسكانها، ناهيك عن ضرب المنشآت الحساسّة والإستراتيجيّة كمصافي ومنشآت حيفا، مع استهداف قواعد الجيش والوحدات العسكرية المعنية بالسيطرة والتحكم، إضافة إلى البنية التحتية من منشآت للطاقة (الكهرباء والمياه)، وصولاً إلى مطار بن غوريون والمرافئ الموزعة على امتداد الشواطئ الإسرائيلية. بموازاة ذلك، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ، أمير بوحبوط، إنّ محافل رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، تصف نصر الله بأنّه شخصية واسعة الاطلاع، ليس فقط في ما يتعلق بالإسلام أو بالنظريات القتالية والعسكرية، بل أيضًا بالاقتصاد والتجارة والأسواق العالمية، وله الفضل في تحويل حزب الله إلى ما هو عليه الآن من قدرة وانتشار وتأثير، على حدّ تعبيره.
ووفقًا لضابط إسرائيليّ وصفه الموقع بأنّه رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية، يُعّد نصر الله خبيرًا بمشاعر الجمهور الإسرائيليّ وتطلعاته وأسباب قلقه، لافتًا إلى أنّ نصر الله يقوم بالاطلاع على الأخبار والتعليقات الإسرائيليّة يومًا بيوم، بما يشمل كل ما ينشر في الصحافة العبرية.
وأوضح الضابط عينه، أنّ هناك وحدة خاصة موكل إليها ترجمة ما يرد في العبرية، وتحديدا صحيفة (هآرتس)، كما تصل إليه تباعًا اختصارات عن سيرة حياة الشخصيات العامة في إسرائيل، يعمل على ذكرهم في خطاباته، للتأثير في وعي الإسرائيليين. علاوة على ذلك، قال الموقع إنّ ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الإسرائيليّ أكّد على أنّ إسرائيل أولت اهتمامًا كبيرًا لأداء نصر الله بعد مقتل نجله هادي في مواجهة مع الجيش الإسرائيليّ، وقال في هذا السياق إنّ نصر الله لم ينجر وراء مشاعر الأبوة، وكبت حزنه وأخفاه عن الجمهور، ولم يسعَ بشكلٍ حثيثٍ إلى استعادة جثة نجله، على حدّ وصفه.
وبرأي الضابط الإسرائيليّ فإنّ هذا هو سر هذا التنظيم، الذي يستند إلى أيديولوجيا دينيّة. وكشف الضابط للموقع الإسرائيليّ النقاب عن أنّ نسخة من القرآن الكريم وُجدت في جيب هادي نصر الله بعد سحب جثته من الميدان، إلّا أنّ إسرائيل في عملية التبادل اللاحقة احتفظت بالنسخة لديها، ولم تعدها مع الجثة، حسبما ذكر الضابط.
وهذا التقرير يؤكّد ما كان قد صرحّ به وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، قبل نحو أسبوعين، حيث قال: علينا أنْ نحدد ما هي مشكلتنا الكبرى، إنّ مشكلتنا الكبرى هي الإرهاب، مشيرًا إلى أنّ المجموعات الإرهابية تحاول أنْ تُصبح دولاً إرهابيّة وعلينا منع ذلك، ولفت ليبرمان، وهو عضو في المجلس الوزاريّ المُصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة، إلى أنّ معظم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس لديها ربع عدد الصواريخ المتوفرة لدى حزب الله، وأنّه أقوى المجموعات الإرهابية القائمة من حيث قدراته العسكريّة وكميات الأسلحة المتوفّرة له، إنه أقوى من تنظيم الدولة الإسلاميّة والقاعدة معًا، بحسب قول ليبرمان.
نقلا عن رأي اليوم