قائمة الموقع

بالصور الشهيد يوسف قدوم مجاهد صنديد التحق بركب والده الشهيد

2022-09-04T12:41:00+03:00
شمس نيوز - غزة

يا لها من تضحيات الرجال، وثبات المرابطين، حينما يمضي أبناءُ سرايا القدس الميامين في طريق العزة والكرامة، غير آبهين بالطريق المعبدة بالأشواك والدماء والجراحات؛ فداءً لدين الله عز وجل، وفداء لفلسطين.

نتحدث اليوم عن الشهيد "يوسف" نجل الشهيد سلمان قدوم، عاهد فكان على قدر العهد، ووعد فأنجز وعده، وباع لله الروح رخيصة في سبيله، طمعاً في رضاه وجنته.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد المجاهد يوسف سلمان قدوم في الرابع من ديسمبر للعام 1998م في حي الشجاعية بمدينة غزة، نشأ بين أحضان عائلة مجاهدة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربّت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة.

لم يكن الشهيد يوسف قدوم شاباً عادياً، فقد ترعرع في ظروف خاصة؛ فوالده القائد "سلمان" ارتقى شهيداً في عملية بطولية تاركًا وراءه طفله قبل أن يتم الرابعة من عمره.

جاهدت والدة يوسف بعونٍ من أعمامه لتربيته وأشقائه خير تربية، فكان لها ما أرادت، فيوسف منذ نعومة أظفاره عُرف بخلقه الحسن وسيرته الطيبة.

وفي المسجدِ كانت له صولات وجولات، فكان محافظًا على الصلاة جماعة، داعيًا إلى الخيرِ، كما كان متميزًا بالهدوء، فكسب قلوب جميع من حوله.

على درب والده الشهيد

تفاصيل حياة "يوسف" جعلت منه شاباً قوياً فهو ابن شهيد وعمه شهيد، وروح المقاومة تسكنه منذ صغره، ويدرك جيداً المعنى الحقيقي للعيش تحت الاحتلال، فسنوات عمره يمكن حصرها ما بين انتفاضة الأقصى الثانية إلى أربعة حروب وحصار مطبق.

فوالده سليمان قدوم استُشهد في عام 2002م خلال مشاركته في عملية اقتحام مشتركة لمغتصبة "نتساريم" -سابقًا- جنوب مدينة غزة، في محاولة لأسر جندي صهيوني، فاستُشهدوا جميعًا، بعد أن قتلوا ثلاثة جنود صهاينة وأصابوا عدداً آخر.

وبالإضافة إلى والده، كان عمه الشهيد مؤمن -الذي كان مُقاربًا له في السن-، مثالاً حياً وأثراً كبيراً على يوسف، فكان رفيقه في كل أعماله الجهادية، يستقي منه حب المقاومة والوطن، ويسير على خطاه في كل ما يفعله، فكان استشهاده علامة فارقة في حياته إذ صمّم أكثر على السير في طريق المقاومة.

منذ نعومه أظفاره اختار الشهيد يوسف قدوم الانضمام إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي، فكان مسجد أبو سمرة حاضنة له ونقطة الانطلاق للعمل داخل صفوف الحركة، التي نشط في صفوفها.

وفي العام 2017م التحق يوسف في صفوف سرايا القدس بلواء غزة، ليحقق أمنيته بالالتحاق بوالده وعمه، تلقّى العديد من الدورات العسكرية التي أثبت فيها جدارته وقوته، فتم اختياره ليكون أحد مجاهدي الوحدة البحرية في سرايا القدس.

صاحب الحزام الأسود

تميّز الشهيد يوسف بحبه للرياضة ولعبة الكاراتيه، فالتحق بنادي الزيتون لممارسة هوايته المفضلة التي أبدع فيها، وحصل على العديد من الأحزمة وصولاً للحزام الأسود.

ورغم أنه كان عنيفاً في ساحة الكاراتيه، إلا أن أعضاء نادي الزيتون الرياضي وصفوه بأنه "هادىء عفوي وبسيط وترك بصمة لا تنسى، يحبه الصغير قبل الكبير".

وحتى اللحظة لم يستوعب أطفال النادي غياب "يوسف"، وأنه لن يعود إليهم ليوزع عليهم الحلوى -كما اعتادوا-، أو لينصت إلى شكوى أحدهم ويعمل على حلها ويقدم النصيحة لهم.

موعد الرحيل

السيناريو ذاته تكرر في منزل عائلة قدوم بفارق 22 عامًا، كانت كفيلة بأنْ يكبر الابن يوسف ويلتحق بدرب والده في المقاومة مقارعًا الاحتلال، ثم يلحق به شهيدًا

في الخامس من شهر أغسطس للعام 2022م بعد غارة صهيونية غادرة استهدفته أثناء تواجده قرب منزله برفقة مجموعة من المواطنين خلال "معركة وحدة الساحات"، كما أودى الاستهداف أيضًا بحياة الطفلة آلاء عبد الله قدوم.

اخبار ذات صلة