قائمة الموقع

رسالة قوية ومؤثرة من الأسير محمد عارضة في الذكرى الأولى لانتزاع الحرية

2022-09-05T17:39:00+03:00
الأسير محمد عارضة
شمس نيوز - وكالات

وجه الأسير محمود قاسم عارضة مساء اليوم الاثنين رسالة مؤثرة وقوية في الذكرى الأولى لعملية "نفق جلبوع - الطريق إلى القدس" والتي انتزع خلالها محمد و5 من رفاقه الأبطال الحرية من أقوى سجون الاحتلال.

وجاء نص الرسالة المؤثرة والتي نشرتها مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى على النحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد وكثير الثناء على المعطي والمانع في السراء والضراء والخير والشر، والحمد والشكر على كل شيء له وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على خير العالمين النبي الكريم، وبعد:

في الذكرى الأولى لحادثة نفق الحرية نبرق بالتحية والفخر والتقدير لأبناء شعبنا الفلسطيني العظيم الذي وقف وساند قضيتنا بكل قوة، وإلى أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، وبهذه المناسبة أقول لهم أننا نشعر بالقوة والثبات والحرية بدعمكم ومساندتكم ووقوفكم إلى جانبنا، فوالله إننا نشعر بنعمة الله علينا وفضله وكرمه، فمحبتكم لنا أكبر من كل شيء وبلغت الآفاق، وهي أعظم حرية وكرامة.

في هذه الكلمات نؤكد لكم أننا لم نحفر هذا النفق عبثًا وإنما كنا نحفر وفي مخزوننا الذهني والعقلي كل بطولات شعبنا وأمجاد أمتنا. كنا نحفر وعيوننا تنظر إلى الأقصى الجريح وهو يستباح، كنا نحفر وتسيل أيدينا وأجسامنا دمًا، ونحن نرى شعب غزة وقد ملأت دمائهم الساحات، كنا نحفر ونحن نخجل من تعب المقاومين تحت الأرض وقد كانوا لنا قدوة، كنا نحفر ونحن نرى شعبنا يذبح وأرضنا تدنس وتسلب وبيوتنا تدمر وأرامل شعبنا تسقط وجعًا واليتامى يبكون لا يجدون من يمسح عبراتهم ويمسح على رؤوسهن.

كنا نحفر بالصخر وننزل بالوحل ويدفعنا ويشدنا الوهن الذي لا يليق بأمة الإبداع والخيرية، ونحن نرى أهلنا في العام 1948م يعانون العنصرية والجريمة التي تستهدف أهلنا هناك، ونحن نعيش على عذابات أسرانا وآمالهم بالحرية ومعاناة أسيراتنا الماجدات تحت ظلم السجان، ونحن نرى عربًا يسلمون بأن أرض فلسطين أصبحت "إسرائيل" ويتجاهلون حتى الحقوق الإنسانية البسيطة لشعبنا عدا عن الوطنية والتاريخية والدينية.

كنا نحفر أيها الأحرار لنوصل رسالة الحق والإرادة ونحن على يقين أنها وصلتكم.. رسالة الوحدة الوطنية، رسالة الإبداع والإرادة التي لم تفارق شعبنا يومًا. كنا ندخل معبر النور حتى لو اعتقدنا في كل لحظة أنه سينهار، فإن لم نأتيكم أحرارًا سنأتيكم شهداء حتى تصل الرسالة التي أردناها وما وجدنا شعبنا إلا وقد حملنا واستلهمنا رغم كل الصعاب، نحفر ونحن نرى عمال يهانون على الحواجز وهم أهل الكرامة والصبر ويقتلون بشكل متعمد شهداء لقمة العيش والمستوطنات تأكل أرضنا وزرعنا في كل يوم.

نحفر وفي ذاكرتنا ثقافتنا وتراثنا المهدد والمستهدف لنرسخ في ذاكرة العالم صورة جديدة لفلسطين قد سلبها الطغاة والسماسرة من عقول العالم لزمن طويل حتى يكون كل فلسطيني في كل العالم يعرف أن كل فلسطيني في كل الأماكن مبدع ومميز، وهو في الشتات، وهو يقاوم، وهو بالسجن، وهو يحمل البندقية، وهو يتعلم ويحمل قلمه وكراسته، وهو يحمل معوله ويحرث أرضه ويغرس زيتونه، وهو يعلم أطفاله ليكون النجاح لكل فلسطيني على وجه الأرض يفخر بوطنه وانتمائه، هذا هو رصيدنا ودافعنا وزادنا، نحن من رحم هذه الأرض وننتمي لها وما كان هذا إلا أننا حملنا في ذاكرتنا كل آهات شعبنا وتطلعاته، هذا الشعب العظيم الذي لم يفتأ (ينتهي) في أي مكان عن وضع بصمته وتميزه ونجاحه، ولكن الوطن هو المسلوب، فأين للفلسطينيين أن يكرسوا إبداعاتهم وهم محتلون وممنوعون أن يضعوا نموذجهم أمام كل أهل الأرض. لقد تشتت إبداعاتهم كما تشتتوا بدون وطن، نحن أبناء الشعب الفلسطيني الذي بكل فخر نقول أن هذا الشعب من أبطال الطاقة والقوة والعزيمة والدافع ليواصل الطريق، ولولا هذه الإرادة الجمعية لشعبنا لما نجحنا وتقدمنا خطوة واحدة. لقد كنتم الدافع الحقيقي لنا، إرادتنا من إرادة شعبنا، ونجاحنا من نجاح شعبنا، وعزيمتنا وإصرارنا ما كان إلا للدافع الذي تعلمناه من إصرار شعبنا على الحرية والانعتاق من هذا الاحتلال والعيش كبقية الشعوب بحرية وكرامة واستقلال.

على مدار قرن من الزمن لا زال شعبنا تحت الاستعمار الاستيطاني ولم يسلم بحقه. إننا نؤكد أننا سنبقى الأوفياء لشعبنا البطل الذي ساندنا وأيدنا، ولدماء شهدائنا الأبرار الأكرم منا جميعًا، وجرحانا الشجعان البواسل تاج الرؤوس، ولأسرانا البواسل، والهامات المرفوعة والعالية من أبناء شعبنا في كل مكان وأمتنا العظيمة المباركة الطيبة التي يليق بها أن تكون أمة الخير.

نحلم بالحرية ونحن بينكم بإذن الله قريب، وإلى هذا الموعد إن شاء الله نؤكد لكم أننا سنبقى كما تحبون وترضون رغم أنف الغاصبين والمجرمين بإذن الله، وشاهت وجوه الطغاة والمتكبرين، وإن أعظم حرية حققناها هو حبكم ومساندتكم لنا بهذه الوطنية العظيمة والإخلاص الناصع، فالحمد لله رب العالمين على هذه النعمة الكبيرة، ونستثمر هذه الذكرى لنبعث رسالة وحدة وطنية لكل أطياف شعبنا الفلسطيني والذين هم أيضًا وقفوا كلهم وتوحدوا على قضيتنا، إلى قادة شعبنا الفلسطيني، إلى عائلات الشهداء والجرحى، إلى المرابطين على تخوم النار وثغور التضحية بمجاهدينا ومقاتلينا الأبطال الذين يسطرون ملاحم البطولة في غزة هاشم والضفة البطلة، ونقول:

يا دامي العينين والكفين!

إن الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقية

ولا زرد السلاسل!

 

ابنكم الداعي لكم بالخير والمحب

محمد قاسم عارضة – عزل أيالون

05.09.2022

اخبار ذات صلة