بقلم/ د.أسعد جودة
ما بين وعد أرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا عام ١٩١٧ المشؤوم وقانون الطوارئ البريطاني لعام ١٩٤٥ المادة ١٩، وانتداب بريطانيا عام ١٩٢٣ على فلسطين من قبل عصبة الأمم المتحدة لتنفيذ الوعد تأهيلا وتمكينا حتى الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني في ١٤ مايو أيار ١٩٤٨ على أنقاض وجماجم الشعب الفلسطيني الحر صاحب الحق التاريخي.
منذ تلك الحظة حتى اليوم والشعب الفلسطيني يذبح من الوريد للوريد داخل الوطن وخارجة، مذابح تلو المذابح لكنه مصر ومصمم على الصمود والمقاومة وعلى مدار قرن وهو بقدم ألاف القرابين من الشهداء والجرحى والأسرى ليؤكد للقاصي والداني أنه لن ولم يركع ولن يستسلم ولن يرفع الرايه البضاء، بل العكس الذين يحملون الراية اليوم هم من تنبأ لهم فوستر دلاس وزير الخارجية الأمريكية ودافيد بن جوريون أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني "الكبار يموتون والصغار ينسون".
ليقينهم بأن هذا الاحتلال غازى وطارئ مهما طال عمره، دولة استعمارية وظيفية مهما تمسحت بكل المساحيق والخزعبلات والخرافات الدينية والتاريخية، والحقيقة الساطعة أن سر بقاءها هو الكم الهائل من الدعم اللامحدود ممن استنبوتها وزرعوها ومن حالة الضعف والهوان من دول التجزئه والتبعية الا من رحم ربى .
إن ما يجرى فى فلسطين منذ احتلال بقية الجغرافيا الفلسطينية عام ١٩٦٧ لحتى هذه اللحظة من مجاز مستمرة لم تتوقف ومن تطبيق لقانون الطوارئ البريطاني لعام ١٩٤٥ المادة ١٩ قانون العقوبات، العدو الصهيونى يستند اليه فى كل عمليات هدم البيوت والتوسعات لعمليات الاستيطان بحجة المخالفات والمهم هدم بيوت المقاومين حتى بعد إستشهادهم.
ارائيل شارون رئيس أركان جيش العدو وموسى ديان وزير الدفاع أمعنوا فى تطبيق هذا القانون منذ العام ١٩٦٧ وهدموا الآف البيوت وكان الهدف
إدخال الوهن على قلوب الشعب ليحرفهم عن ممارسة المقاومة، وثبت أنه يزيد من القوة والاصرار والعناد للمقاومين وذويهم ، ويكشف عن حجم الهستيريا والضعف وفقدان الأعصاب لدى العدو.
مشهد العدو الصهيوني الليلة الماضية يستحضر حقبة من التاريخ ويجسدها مشهدا عمليا وهو متجه لبيت الشهيد الاستثنائي رعد حازم لينسفوا ييته، وكان المشهد يصور حيش العدو بالكامل ومئات الدبابات وطائرته تحلق فى سماء جنين وكانهم يحتلوا الضفة من جديد، عن ماذا ينم؟ عن مدى الخوف من الحاضر والمستقبل، لنسمع ماذا قال والد الشهيد رعد بكلماته المعبرة عن ضمير شعب فلسطين والعرب والمسلمين والأحرار " لله دركم يأهل فلسطين وأهل جنين ما أجسركم من أى طينة خلقتم أيها الأبطال وتابع أنه جهد المقل وأسال الله أن يتقبل منا وأن يغفر لنا تقصيرنا فى خدمة ونصرة ديننا وأن يبنى لنا وللمؤمنين والمؤمنات بيوت فى الجنة "
أمام هذه الأحداث والمنازلات والإصرار يصبح لزاما على الشعب أن يفكر الف مرة فى الوحدة والتماسك وقبول التحدى والمنازلة وهى الخيار الأصيل والحقيقي ، وواجب السلطة التحلل من المراهنة على الوهم والسراب وأن تلتحم مع الشعب وتتخلص من كل الرواسب والإتفاقات المذلة وتجسيد وحدة المقاومة.
هذا العدو الجبان لا مجال معه الا استنزافه ومشاغلته ليصل للحقيقة هو ومشغليه أنه عبء وفى المكان الخطأ ولا مكان له من الوجود على هذه الأرض المقدسة .
وللسيدة ليزا تراس الرئيسة الجديدة للحكومة البريطانية ورئيسة حزب المحافظين أن ما اقترفتموه فى حق الشعب الفلسطينى من مآسي وظلم أما آن الأوان لينصف ويرد له حقوقة وأنتم تتغنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان .
وللرئيس أبو مازن الذى تعود بتناول السردية الفلسطينة كل عام فى الجمعية العامة والذى تعود الكثير على قفل سماعاتهم من التكرار.
بعد كل هذا التبجح والخذلان من المنظومة الدولية ومن العدو الصهيونى وقتله لكل فرص ما يسمى بالسلام ، التى كان متخيلها أبو مازن والذى إكتشفها الراحل أبو عمار وتخلصوا منه، ليثبت للعالم أنه رجل وصانع سلام أن يواجه العالم بالحقيقة ولاسيما أنهم متخيلون أنه مغادر للمشهد السياسي قريبا ويجهدون فى ترتيب الخلافة ، قال ابو مازن العام الماضى أمهلكم عام ، الأصل هذا العام لا يطالبهم الا بنقطة واحدة بعيدا عن لغة الإستجداء والإستعطاف. فقط أطالبكم كوريث لعصبة الأمم المتحدة بتصويب الظلم التاريخى ووضع حد للمأساة الفلسطينية التى كنتم السبب الرئيس فى حدوثها ولمسلسل الموت اليومي، وأطالبكم بتحديد تاريخ محدد لإنهاء هذا النزيف المستمر ،
وخلاف ذلك الكلمة الفصل للشعب الفلسطينى الذى تجاوز تعداده خمسة عشر مليون منتشر فى كل أصقاع المعمورة ويملك كل المقومات ليجسد أرقى دولة حضارية فى المنطقة .