واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه المفاجئ أمام الشيكل الإسرائيلي، ليسجل عند ظهر اليوم الأربعاء، 3.44 شيكل للدولار الواحد، بعد انتكاسة شهدها خلال الأسبوع المنصرم، مسجلًا أدنى مستوياته عند 3.23.
هذا الارتفاع للدولار أرجعه الخبير الاقتصادي والمالي أحمد أبو قمر إلى عدة أسباب، أهما ارتفاع مؤشر الدولار عالميًا ووصوله إلى 110.5 والارتفاع العالمي انعكس على سعر صرف الشيكل، مبينًا أنها المرة الأولى منذ 20 عامًا يصل مؤشر الدولار لهذا الحد.
وقال أبو قمر لـ"شمس نيوز": "النقطة الأبرز في الارتفاع العالمي تعود إلى نية البنك الفيدرالي الأمريكي، الاستمرار في رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، لكبح التضخم وإيصاله لمستويات متدنية، بغض النظر عن التبعات الاقتصادية الأخرى".
وأشار إلى وجود نقاط أخرى، ساهمت في ارتفاع سعر الدولار، أهمها أن معدلات رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، أعلى بكثير من الدول الأخرى، خصوصًا في "إسرائيل"، موضحًا أن أمريكا ترفع الفائدة بنحو 3 أضعاف عن "إسرائيل" والدول الأخرى.
وأضاف أبو قمر "الحرب الروسية الأوكرانية تصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي، وخاصة المشكلات الكبرى التي تعاني منها أوروبا في الوقت الحالي خاصة بالغاز، واحتماليات الركود، وعدم تضرر أمريكا بشكل مباشر من هذه المشكلات البعيدة عنها جغرافيًا".
ووفق ما يرى المحلل المالي فإن انخفاض أسعار الذهب الذي عاد إلى أقل من 1700 دولار للأونصة، لها دور في الارتفاع لأسعار الدولار، مشيرًا لوجود فرص جيدة لشراء الذهب.
وقال: "نقطة الخلاف بين قوة الدولار والشيكل كانت عند 3.42، ولكن اليوم الدولار تجاوزها بفعل قوته الجامحة، رغم المقاومة القوية من الشيكل".
وعما إذا سيستمر الدولار بالصعود أمام الشيكل، فلفت أبو قمر إلى أن ذلك يعود إلى قرارات الفائدة التي سيصدرها البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المرتقب في 21 سبتمبر، مشيرًا إلى أن الارتفاع قبل هذا التاريخ سيتراوح في منصف الأربعينات فقط على اعتبار أنها أقوى أسعار للعملة الأمريكية حاليًا.
وأرجع تراوح سعر الدولار إلى منتصف الأربعينيات بأفضل أحواله، إلى قوة الشيكل التي استمدها من ميزان المدفوعات، والميزان التجاري لدى الاحتلال، وإقبال الاحتلال على انتخابات، وسط احتمالات تشكيل الحكومة بكل سهولة، بالإضافة إلى التطبيع مع الخليج العربي الذي هو في أوجه، ويعطي الشيكل دافع قوة.
وبالنسبة لعودة سعر الدولار مقابل الشيكل إلى الثلاثينيات، فأشار أبو قمر إلى أن ذلك يرجع لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي المرتقب، في حال لم يرفع الفائدة بمقدار 3/4 نقطة، ورفعها بأقل من هذا المستوى، سيرجع سعر الدولار إلى نهاية الثلاثينيات.
وذكر أنه حتى لو بقي سعر الدولار عند نهاية الثلاثينات فلن تكون مرحلة ضعف له، كون وصل خلال الأيام الماضية لنحو 3.23.