قائمة الموقع

إخفاقات الجيش في الضفة وانعكاساتها المستقبلية عليه

2022-09-07T16:24:00+03:00
جيش الاحتلال - قوات.jpg
بقلم/ خالد صادق 

عملية اقتحام جديدة تعرضت لها محافظة جنين بعد اقتحام الجيش النازي الصهيوني للمدينة بهدف تدمير منزل الشهيد البطل رعد خازم منفذ عملية ديزنغوف في قلب «تل ابيب» التي أوقعت خمسة عشر صهيونيا بين قتيل وجريح, عملية الاقتحام واجهتها المقاومة الفلسطينية بإصرار كبير, رغم ان الجيش النازي الصهيوني اقتحم المدينة بأعداد كبيرة وانتشر جنود القناصة في كل مكان, وكان الاحتلال يتسلح بترسانة أسلحة متنوعة ويهاجم المقاومين بكل شراسة, الإيجابي في ذلك ان الاحتلال يجب ان يدرك ان أي عملية اقتحام يقوم بها سيدفع ثمنها غاليا, وهو واهم ان ظن انها مجرد نزهة, صحيح ان هناك شهيداً سقط في معركة الدفاع عن جنين هو الشهيد البطل محمد موسى سباعنة (29 عاماً)، الذي ارتقى برصاص العدو الصهيوني الغادر إثر اقتحام عشرات الآليات للمدينة الا ان الاحتلال ادرك ان هناك مقاومين يترصدون به, ويفشلون مخططاته العدوانية, لان العملية كانت اكبر من هدم منزل الشهيد البطل رعد حازم, وكانت تهدف لنصب شرك لمقاومي كتيبة جنين وتصفية اكبر عدد منهم, فبعض المحللين خلص الى ان العملية كانت رباعية الابعاد:- هدفها الاول هدم منزل الشهيد رعد, وهدفها الثاني محاولة استهداف كل من يقاتل حول منزل رعد عبر قناصين منتشرين هناك وتأمين كل الطرق المؤدية للمنزل. اما الهدف الثالث فتمثل في نشر قوات عسكرية بعدة اماكن قد تقوم باعتقالات ولكن الاهم انها مؤمنة من قناصين وقوات خاصة في عدة اماكن. والهدف الرابع وهو الاخطر استدراج الفدائيين من المخيم من اجل محاولة قنصهم او التعامل معهم عبر قوات خاصة (كمائن)، وممكن خلال ذلك القيام باي انشطة حول المخيم من كل الجهات للاستدراج، لكن يقظة المقاومين افشلت مخططات الاحتلال وأنهت مغامرته سريعا دون تحقيق الهدف.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قالت في بيان لها ان الجريمة النكراء في استهداف أبناء شعبنا ومنازل الشهداء والتي كان اَخرها منزل عائلة الشهيد البطل رعد خازم, لن توقف معركة الدفاع عن كرامة شعبنا وحريته، ولن تخمد روح المقاومة المتوهجة في مدننا وقرانا، مشددةً على انها ستزيدنا عزيمة وإصراراً وتمسكاً بحقنا حتى زوال الاحتلال. وأشادت الحركة بمجاهدي سرايا القدس - كتيبة جنين ومقاومي شعبنا، الذين تصدوا لقوات الاحتلال بكل جرأة وشجاعة، وأثبتوا معادلة الاشتباك، وأن اقتحام مدننا لن يكون مجانياً لهذا الاحتلال, ويبدو ان الضربات المتلاحقة التي تعرض لها الجيش الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة على يد المقاومين الفلسطينيين ادخل الاحتلال في حالة ارتباك وتيه وتشتت, فبدأ يتعامل بعشوائية مع المقاومين, ويوجه ضربات هدفها فقط اثبات الوجود وانهم يواجهون المقاومة خاصة ان انتخابات الكنيست باتت على الأبواب, فشرع الاحتلال, بشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدن الضفة الغربية، طالت عدداً من الأسرى المحررين, واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية فلسطينيين من محافظة الخليل، بينهم أربعة أسرى محررين، كما اقتحمت قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، واعتقلت شابين وقام جنود الاحتلال بخلع بوابات منزلي الشابين في قرية اللبن الشرقية، وتحطيم بعض الممتلكات ومصادرة هاتفيهما، وأطلقت الرصاص الحي في وسط القرية لإشاعة جو من الهلع والترهيب لدى الأهالي. وداهم جيش الاحتلال منزلين في حي أم الشرايط بمدينة البيرة، قبل أن يقوم باعتقال فلسطينيين هناك، وفي بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين، وقالت الجهاد ان جرائم الاحتلال لن توقف معركة الدفاع عن كرامة شعبنا وحريته، ولن تخمد روح المقاومة المتوهجة فيه، بل ستزيدنا عزيمة وإصراراً.

وقد جددت جنين بيعتها مع المقاومة الفلسطينية ليس من خلال تشييع الشهيد سباعنة فقط في موكب جنائزي مهيب، انما من خلال وحدة المقاومة مع الشعب وحالة التلاحم بينهما، فقد عم الإضراب الشامل والحداد كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس في مدينة جنين، ومخيمها، حدادا على روح الشهيد، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على المحافظة، وهذا يمثل امتداداً مشرفاً وعظيماً لمعارك الحرية مع الاحتلال، حيث أظهرت عدالة الحق وعنفوانه في وجه الاحتلال وصلفه وهمجيته. وقد تزامن هذا مع احياء جنين وأهلها للذكرى السنوية الأولى لعملية «انتزاع الحرية» التي نفذها الأسير القائد محمود العارضة ورفاقه الأبطال، ويتزامن أيضا مع انتصار جديد انتزعه أسري الجهاد الإسلامي من مخالب السجَّان الصهيوني بعد عام من التحديات الكبيرة، فبعد 12 يوماً من الخطوات النضالية والاحتجاجات والاستنفارات رضخت إدارة مصلحة السجون لمعظم مطالب الأخوة الأسرى, وهذا الانتصار الجديد للأسرى حسب الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي داخل سجون الاحتلال ، يثبت مجدداً قدرة وعزيمة وإرادة أسرانا من كل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية على انتزاع الحقوق، وتثبيت منجزات الحركة الأسيرة، خاصة إذا وقفنا صفاً واحداً متحدين في معاركنا أمام غطرسة السجان، ونؤكد بأننا مستمرون على عهدنا ووعدنا أن نكون الدرع الحامي والحصين لحقوق الأسرى والدفاع عن منجزاتهم وحقوقهم العادلة مهما كلفنا ذلك من معاناة وتضحيات, فالإنجازات تتحقق بمعية الله عز وجل ومشيئته , والاحتلال يتوه ويتشتت في الضفة, فهناك إخفاقات كثيرة للاحتلال بالضفة لها انعكاساتها المستقبلية عليه.

اخبار ذات صلة