قائمة الموقع

خبر إسرائيل تنفي التجسس على محادثات النووي الإيراني

2015-03-25T07:38:07+02:00

وكالات

أعلن وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون، أمس، أن حكومته لم تتلقَ أي شكوى رسمية من الولايات المتحدة حول اتهامات بالتجسس عليها بشأن الملف النووي الإيراني، معتبراً الأنباء حول هذا الأمر، في وسائل الإعلام الأميركية، محاولة للوقيعة بين أميركا وإسرائيل.

لكن معلقاً أمنياً إسرائيلياً أكد أن تسريب هكذا معلومات لصحف أميركية مهمة يقع في دائرة الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على حكومة بنيامين نتنياهو. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن إسرائيل تجسست على المفاوضات السرية التي تجريها أميركا والقوى العظمى مع إيران بشأن مشروعها النووي.

ويأتي الكشف عن عملية التجسس الإسرائيلية عشية عودة المفاوضين الإيرانيين والأميركيين إلى لوزان اليوم تمهيدا للقاء مرتقب بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف غدا، للتوصل إلى اتفاق سياسي نهاية آذار الحالي.

وفي لقاء مع نشطاء "الليكود" قال يعلون إن إسرائيل لم تتلق أي شكوى رسمية من الإدارة الأميركية بشأن اتهامات بالتجسس عليها. وأضاف "يستحيل أن تكون إسرائيل تجسست، أو تتجسس، على الأميركيين. هناك حظر شديد من جانب كل القيادة السياسية الإسرائيلية. ليس هناك أي مس بمنظومة العلاقات الأمنية - الاستخباراتية مع الولايات المتحدة. ثمة من يحاول الوقيعة بيننا. مؤسف أن رياحاً دخلت إلى داخل القنوات السرية التي ندير بها منظومة العلاقات هذه".

وردت جهات في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية على تقرير "وول ستريت جورنال" قائلة أن "هذه اتهامات غير صحيحة البتة. إسرائيل لا تقوم بأعمال تجسس ضد الولايات المتحدة أو حلفاء إسرائيل الآخرين. وهذه الاتهامات الباطلة معدة لزعزعة العلاقات القوية بين إسرائيل وأميركا، والتعاون بين الدولتين في مجال الأمن".

كما أدلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بدلوه في هذا الأمر، موحياً بأن للأمر أبعادا أخرى. وقال "هناك جهات كثيرة ضالعة، مثل الجهات الإيرانية، والتقرير غير دقيق على أقل تقدير. كل المعلومات التي حصلنا عليها كانت من طرف آخر، وليس من الولايات المتحدة. التوجيهات واضحة منذ سنوات طويلة: لا تجسس على الولايات المتحدة، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر".

وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت أمس تقريراً أفاد بأن إسرائيل حصلت على معلومات عن المفاوضات عبر التنصت ومن اجتماعات أميركية سرية ومخبرين وديبلوماسيين هي على اتصال بهم في أوروبا. وقالت إن هذا التجسس كان جزءا من محاولة أوسع من جانب نتنياهو "للتسلل" إلى المحادثات بغية إسناد مزاعمه ضد الصفقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ما أزعج البيت الأبيض، أكثر من أي شيء، واقع أن إسرائيل أشركت في المعلومات التي حصلت عليها أعضاء في الكونغرس بهدف خلق معارضة للصفقة مع إيران. وحسب أحد المسؤولين فإن "تجسس إسرائيل وأميركا على بعضهما شيء، وقيام إسرائيل بسرقة أسرار أميركية ونقلها إلى مشرعين أميركيين بغية عرقلة الديبلوماسية الأميركية شيء آخر". وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض اكتشف أمر التجسس الإسرائيلي بعدما اعترضت وكالات الاستخبارات الأميركية اتصالات بين مسؤولين إسرائيليين تضمنت تفاصيل لا يمكن معرفتها إلا عبر الإطلالة على المباحثات السرية.

وينفي المسؤولون الإسرائيليون أن تكون المعلومات التي توفرت لديها نتيجة لتجسس على أميركا، مؤكدين أنهم حصلوا على المعلومات بطرق أخرى، بينها مراقبة دائمة للقيادات الإيرانية. وأشاروا إلى أن جهات أوروبية، خصوصا فرنسا، كانت أكثر شفافية مع الإسرائيليين من الأميركيين. لكن مسؤولاً إسرائيلياً آخر قال أن نتنياهو والسفير الإسرائيلي في واشنطن كانا يعرفان أن هذه المسألة ستضر بالعلاقات مع البيت الأبيض، لكنهما قررا السير فيها مهما كان الثمن.

واتهم المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا إلى الصحيفة، إسرائيل بأنها تحتل رأس قائمة الدول التي تتجسس بشدة على واشنطن، إلى جانب الصين وروسيا وفرنسا. وقال مسؤول أنه عندما بدأت جولة المفاوضات بين إيران والقوى العظمى العام الماضي، حذر وكلاء مكافحة التجسس أعضاء الطاقم الأميركي من احتمال تعرضهم لمحاولات إسرائيلية للتنصت على اتصالاتهم.

وكان البيت الأبيض قام في شباط الماضي، وعلى خلفية التوتر مع إسرائيل، بتقليص حجم ونوعية وعمق التقارير التي يقدمها إلى إسرائيل عن المفاوضات مع إيران. وحينها قال مسؤولون إسرائيليون أن أميركا تخشى أن يستخدم نتنياهو المعلومات لأغراض تخريب المفاوضات. وبالفعل فإن نتنياهو، سواء في خطابه أمام الكونغرس أو في الإيجازات التي قدمها رجاله لأعضاء الكونغرس، حاول تخريب المفاوضات. ومن بين المعلومات التي قامت إسرائيل بتسريبها أن أميركا فتحت قناة تفاوض مع إيران قبل أن تبلغ تل أبيب رسمياً بذلك. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أنها علمت بذلك من جهات أخرى غير أميركية. يذكر أن موقع "بازفيد" كان نشر أن إسرائيل تلقت المعلومة من السعودية، لكن مصدراً إسرائيلياً اعترف بأن المعلومات وصلت من "صديقة خليجية".

ورأى المعلق العسكري لموقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني، رون بن يشاي أن الاتهامات المنشورة في "وول ستريت جورنال" سخيفة، لأن أميركا تعرف أن بوسع إسرائيل الحصول على هذه المعلومات من شركاء آخرين في المحادثات، ومن مراقبة الإيرانيين. ومع ذلك فإنه يشير إلى ضرورة الفهم بأن الخبر حول التجسس الإسرائيلي ليس سوى جزء من معركة تديرها واشنطن ولها أغراض سياسية واضحة: هذه ليست مجرد حملة ثأر سياسي من نتنياهو، وإنما خطوة سياسية مدروسة خطط لها الرئيس باراك أوباما كثيرا قبل الانتخابات، تحسباً لاحتمال فوز نتنياهو.

اخبار ذات صلة