أكد المحلل السياسي سعيد بشارات، أن تصريحات الاحتلال الاسرائيلي حول تخطيته لعملية عسكرية شمال الضفة الغربية، دليل على أن العمليات البطولية التي ينفذها مقاومون فلسطينيون، باتت تقلق "إسرائيل" بشكل كبير.
وقال بشارات لـ"شمس نيوز": "إن العملية العسكرية التي يتحدث عنها إعلام الاحتلال، ليست كما يتوقع البعض بأنها تشبه "السور الواقي" عام 2002، إنما عملية تحمل رسالة ردعية أكثر من أنها واقعية".
وأوضح بشارات أن العملية العسكرية التي يروج لها الاحتلال رسالة إلى الشباب الثائر؛ لردعهم عن تنفيذ عمليات ضد الجيش والمستوطنين، متوقعًا أن تتمثل العملية في زيادة أعداد الآليات العسكرية التي تقتحم المدن والمخيمات في الضفة، خاصة في نابلس وجنين إضافة إلى زيادة عدد الاعتقالات بشكل جنوني.
وأضاف: " سيستخدم الاحتلال خلال العملية، طائرات مسيرة تهدف إلى مراقبة ورصد المقاتلين والشباب الثائر، إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال من خلالها، بهدف ردع الناس ومنعهم من التصدي للمستوطنين أو لعمليات الاقتحام".
وأرجع بشارات سبب توقعاته بعدم تنفيذ عملية عسكرية لجيش الاحتلال كما "السور الواقي" (2002)، إلى السيطرة الأمنية الكاملة للجيش على الضفة، قائلًا: "الجيش يقتحم المدن وقتما يريد، والذي تغير هو زيادة أعداد الشباب الذين يتصدون لاعتداءات قواته المتكررة".
وفيما يتعلق بتصاعد الفعل المقاوم في الضفة المحتلة، قال بشارات: أعتقد أن تصاعد الفعل المقاوم سيزداد بشكل لافت خلال الأسابيع القادمة، تزامنًا مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد المواطنين".
وأضاف بشارات: " الفعل المقاوم في الضفة المحتلة تصاعد لأسباب متعددة أبرزها؛ الاستفزازات الإسرائيلية ضد المواطنين، إضافة إلى ضعف القبضة الأمنية لأجهزة أمن السلطة للشباب الثائر"، مشيرًا إلى أن الاستفزازات زادت غضب الشارع الفلسطيني، وخلقت جيلًا مسلحًا، لا يعرف الاستسلام.
ولفت إلى أن أجهزة أمن السلطة كانت تعمل كـ"وكيل" للاحتلال الإسرائيلي باعتقال المقاتلين، إلا أن غضب الشارع الفلسطيني وعدم التزام "إسرائيل" بدفع أموال السلطة جعل الأخيرة ترفع قبضتها الأمنية قليلًا عن الشارع.
الجدير بالذكر أن القناة الـ12 العبرية كشفت يوم أمس الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لشن عملية واسعة في مدن شمال الضفة الغربية.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله: "إن الأيام المقبلة بمثابة لحظات اختبار، وفي حال لم تتحرك السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل ستتدخل وتزيد من نشاطها".
وأضافت أن "أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى؛ بسبب تحذيرات من سلسلة هجمات جديدة".
وأشارت القناة إلى أن "إسرائيل في الأيام الأخيرة تمارس ضغوطا دولية عبر عدة دول وعلى رأسها الولايات المتحدة؛ للضغط على رئيس السلطة محمود عباس، لاستعادة السيطرة والحكم والهدوء".
وأكد المصدر للقناة، أنه "إذا لم يكن هناك تغيير، فمن المتوقع أن تتجه "إسرائيل" نحو عمل واسع، حتى لا يمتد التصعيد إلى نابلس وجنين ومدن أخرى".