غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بِلَا مَسَاحِيقَ . . تَحْرِيرُ غَزَّةَ

الانسحاب من غزة
بِقَلَمِ/ د . أَسْعد جودَة

اَلْيَوْمِ اَلذِّكْرَى اَلْخَامِسَةَ عَشَرَ عَلَى تَحْرِيرِ غَزَّةَ بَعْدَ اِحْتِلَالٍ دَامَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ عَامّ.
اَلْعَدُوّ اَلصَّهْيُونِيُّ أَطْلَقَ عَلَى اَلْعَمَلِيَّةِ يَوْمَهَا خُطَّةَ "فَكِّ اَلِارْتِبَاطِ أُحَادِيٍّ اَلْجَانِبِ" أَوْ 
"خُطَّةِ إِعَادَةِ اَلِانْتِشَارِ" 
لَكِنَّ كَبِيرَهُمْ اَلَّذِي عِلْمُهُمْ اَلسِّحْرُ اَرَائِيلْ شَارُونْ قَالَ يَوْمُ عَمَلِيَّةِ نَتْسَارِيمْ اَلْاَسِنَثِنَائِيَّة آنَذَاكَ وَقُتِلَ ثَلَاثَةُ جُنُودِ "غَزَّةَ لَيْسَتْ جَنَّةَ عَدْنِ بَلْ جَحِيم لَا يُطَاقُ" 
غَزَّةَ آنَذَاكَ أَيْضًا تَحَكُّمَهَا سُلْطَةً فِلَسْطِينِيَّةً مَعَ وُجُودِ اَلِاحْتِلَالِ . كَانَ شِعَارُهُ  غَزَّةُ "كِمو عِبْرِيَّةً" ( مِثْلٌ ) تَلِّ أَبِيبَ ".
خَرَجَ مَدْحُورًا مَطْرُودًا لَمْ يُفَكِّرْ يَوْمًا بِالْإِخْلَاءِ
لِلْأَسَفِ تَمَاهَتْ أَقْلَامُ بَعْضِ اَلَّذِينَ وَقَّعُوا وَأَصَابَهُمْ اَلْوَهَنُ وَالْعَجْزُ وَتَطَوَّعُوا وَنَظَرُوا وَأَسْهَبُوا فِي اَلْكِتَابَةِ وَالتَّحْلِيلِ بِأَنَّ غَزَّةَ لَا قِيمَةً اِسْتِرَاتِيجِيَّةً وَلَا أَمْنِيَّةً وَلَا دِينِيَّةً وَلَا سِيَاسِيَّةً لِلْيَهُودِ ، هَلْ هَذَا مِنْ زِيَادَةِ اَلْحِرْصِ وَالْوَعْيِ ؟ ! أَمْ أَنَّ عُقُولَهُمْ اِسْتَوْطَنَتْ بِهَا اَلْهَزِيمَةُ وَأَنَّ إِسْرَائِيلَ قَدْر مَحْتُومٍ . فَقَطْ لِلتَّذْكِيرِ : هَلْ لَدَى إِسْرَائِيلَ إِنْجَازَ مُنْذُ اِغْتِصَابِ فِلَسْطِينَ وَإِعْلَانِ دَوْلَةٍ لِلْكِيَانِ عَامَ 1948 م ، أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَعْتَرِفَ مُنَظَّمَةُ اَلتَّحْرِيرِ اَلْفِلَسْطِينِيَّةِ فِي اِتِّفَاقِ أُوسْلُو اَلْكَارِثِيِّ بِدَوْلَةِ اَلْكِيَانِ عَلَى 78 % صَاحِبَةِ اَلْوِلَايَةِ وَالْمُمَثِّلِ اَلشَّرْعِيِّ وَالْوَحِيدِ وَالْعُضْوِ فِي اَلْجَامِعَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ وَالْمُرَاقِبِ فِي اَلْجَمْعِيَّةِ اَلْعَامَّةِ ، أَنْ تُكَرِّمَ اَلرَّاحِلَ أَبُو عَمَّارْ اَلَّذِي مَنَحَ مَعَ رَابِينْ وُبَيْرِزْ جَائِزَةَ نُوبِلْ لِلسَّلَامِ إِخْلَاءَ غَزَّةَ اَلَّتِي تُمَثِّلُ مِسَاحَتَهَا 1 % ، مِنْ مِسَاحَةٍ فِلَسْطِينِيِّينَ تَقْدِيرًا لِهَذَا اَلْمَوْقِفِ اَلتَّارِيخِيِّ اَلِاسْتِثْنَائِيِّ وَسَلَامِ اَلشُّجْعَانِ كَمَا كَانَ يُرَدِّدُ وَعُرْبُون عَلَى صِدْقِ اَلنَّوَايَا ؟!
لَا يُمْكِنُ لِعَاقِلِ ذُو لُبِّ أَنْ يَثِقَ بِهُمْ هَذَا اَلْعَدُوِّ دَيْدَنَهُ اَلْكَذِبَ وَالنَّكُوثْ عَنْ اَلْوُعُودِ وَقَاتَلَ أَنْبِيَاءَهُ وَمُعْتَدًى وَمَغْضُوبٌ عَلَيْهِ مِنْ اَللَّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ.
اَلْعَدُوّ حَاصَرَ وَيُحَاصِرُ غَزَّةَ جَوًّا وَبَرًّا وَبَحْرًا وَمُتَحَكِّم فِي اَلدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ نَعَمْ ، وَشَلَّ اَلْحَيَاةَ وَخَاضَ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ عُدْوَانَاتٍ مُتَكَرِّرَةٍ لِتَرْكِيعِهَا ، اِسْتَخْدَمَ أَعْقَدُ مَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ اَلتِّكْنُولُوجْيَا اَلْعَسْكَرِيَّةُ وَقُتِلَ اَلْآلَافُ وَجُرِحَ عَشَرَاتُ اَلْآلَافِ وَأُدْخِلَ اَلْجُوعُ وَالْمَرَضُ وَالْفَقْرُ نَاهِيَكَ عَنْ أَزَمَاتٍ مَعِيشِيَّةٍ وَخَنْقٍ وَفَقْرٍ وَبِطَالَةٍ ، كُلُّ هَذَا وَأَكْثَرَ لَمٍّ يَفُتْ فِي عَضُدِ غَزَّةَ بِحَاضِنَتِهَا وَمُقَاوَمَتهَا.
لَقَدْ كَانَ 12 سِبْتَمْبِرَ لِعَامِ 2005م حَدَثًا اِسْتِرَاتِيجِيًّا وَيُؤَسِّسُ مِنْ لَحْظَتِهِ بِدَايَةِ اَلْعَدِّ اَلتَّنَازُلِيِّ لِنِهَايَةِ هَذَا اَلْكِيَانِ اَلْمَأفُونْ.
غَزَّة تَحْتَفِظُ بِسِجِلٍّ نَاصِعٍ وَصَفَحَاتِ مُشْرِقَةٍ مَرَّغَتْ أَنْفَ اَلْعَدُوِّ فِي اَلتُّرَابِ وَجَعَلَتْهُ يَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
غَزَّة اَلَّتِي أَسْقَطَتْ مَشْرُوعَ اَلتَّوْطِينِ اَلْأُمَمِيِّ وَالْأَمْرِيكِيِّ فِي شَمَالِ سَيْنَاءَ مَطْلَعَ اَلْخَمْسِينِيَّاتِ. غَزَّة اَلَّتِي أَنْجَبَتْ اَلثَّوْرَةُ اَلْمُعَاصِرَةُ بِكُلِّ تَلَاوِينَهَا.
غَزَّة قَاطِرَةَ وَحَامِيَةَ اَلْمَشْرُوعِ اَلْوَطَنِيِّ.
غَزَّة اَلَّتِي شَجَّتْ وَجْهَ اَلْإِسْكَنْدَرْ اَلْمَقْدُونِي.
غَزَّة اَلَّتِي اِحْتَضَنَتْ رُفَاتَ هَاشِمْ بْنْ عَبْدِ مَنَافْ جَدَّ اَلنَّبِي مُحَمَّدْ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
غَزَّة اَلْإِمَامْ اَلشَّافِعِي.
غَزَّة بِكُلِّ مَعَارِكِهَا و "سَيْفَ اَلْقُدْسِ" اَلَّتِي وَحَّدَتْ اَلْجُغْرَافْيَا اَلْفِلَسْطِينِيَّةُ.
غَزَّة " تَوْحِيدَ سَاحَاتِ وَتَنَاغُمِ اَلْفِعْلِ اَلْمُقَاوِمِ " 
يَحِقُّ لَهَا أَنْ تَحْتَفِلَ وَتَتَزَيَّنُ بِهَذِهِ اَلْمَكَانَةِ اَلَّتِي شَرَفُهَا اَللَّهُ لَهَا لِتَكُونَ بِجَدَارَةِ عَاصِمَةَ اَلْمُقَاوَمَةِ وَقَلْعَةِ اَلشُّهَدَاءِ.
وَمَا أَشْبَهَ اَللَّيْلَةِ بِالْبَارِحَةِ اَلْيَوْمِ اَلضَّفَّةَ اَلْغَرْبِيَّةَ وَكَتَائِبَهَا مُلْتَهِبَةٌ وَمُشْتَبِكَةٌ فِي اَلْمُدُنِ وَالْقُرَى وَعَلَى اَلْحَوَاجِزِ وَنِقَاطِ اَلتَّمَاسِّ وَفِي تَصَاعُدِ وَتِيرَةِ اَلْمُقَاوَمَةِ عَلَى كُلِّ اَلصُّعُدِ.
اَلْقُدْسُ بِرَغْمِ كُلِّ اَلْخُطَطِ وَالْأَلْعَايبْ تَنْتَفِضَ وَتُرَابِطُ.
اَلدَّاخِلُ اَلْ 48 شَعَرَ بِالْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ وَجُهُوزِيَّتُهُ عَالِيَةٌ جِدًّا.
وَشَعْبُنَا فِي اَلشَّتَاتِ عَلَى وَهَجِ اَلْمُقَاوَمَةِ وَالنِّضَالِ بَدَأَ يُعِيدُ تَمَاسُكُهُ وَيَسْعَى لِلتَّغْيِيرِ وَالتَّحْشِيدِ وَإِعَادَةِ بِنَاءٍ مُوسْسَاتَهْ اَلْوَطَنِيَّةَ.
طَالَ اَلزَّمَانُ أُمَّ قَصْرٍ نَحْنُ عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ اَلنَّصْرِ وَالتَّحْرِيرِ وَالْعَوْدَةِ .

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".