كما تشير بعض الدراسات والتقارير الواردة من مؤسسات ذات علاقة بالبحر الأبيض المتوسط، أنه يعوم على بحر من الغاز الطبيعي والذي بدأ العمل استكشافه وإخراجه والانتفاع به كثروة كبيرة قد يشكل استثمارها قفزة نوعية في اقتصاديات الدول التي تقع على شواطئه.
فلسطين دولة تقع على البحر المتوسط وشواطئها فيها من الثروات الشيء الكثير وكان هناك ولازال حقل للغاز زمن المرحوم ياسر عرفات وتم العمل به وتوكيل شركة بريطانية بالعمل على استخراج الغاز كي يكون في صالح الشعب الفلسطيني وإن كان الاتفاق غير مجد كثيرا لصالح الفلسطينيين، إلا ان الاحتلال الصهيوني حال دون استثمار الحقل وبقي على حاله حتى اليوم.
الاحتلال الصهيوني يعمل اليوم على التنقيب عن الغاز في البحر الابيض المتوسط والعمل على استخراج الغاز منه وهناك حديث عن عمليات سرقة للغاز الفلسطيني واللبناني وحتى المصري مع الاسف من قبل الاحتلال.
أمريكا وفي ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التي تديرها بشكل غير مباشر وفي ظل محاولة روسيا وقف تصدير الغاز إلى أوروبا ونحن على ابواب الشتاء وكما تكون أوروبا فيه للغاز والوقود وحديث روسيا بأن استمرار العقوبات الأوروبية على روسيا يعني أن إمدادات الغاز الروسي ستتوقف كنوع من العقاب على أوروبا والضغط عليها رفع العقوبات على روسيا، أمريكا تريد أن تؤمن بعض الصادرات من غاز الشرق الأوسط. كذلك دعم الكيان الصهيوني في محاولات سرقته للغاز في البحر الأبيض حتى يزود أوربا للتعويض عن إمكانية وقف الغاز الروسي.
ولعل المشكلة مدار الحديث هو محاولة أمريكا لتسوية الاشكالية بين الكيان ولبنان وتهدئة الامور حتى لا تشتعل حرب بين حزب الله والكيان حول الغاز والذي اكد حزب الله انه سيدافع عن حقوق الشعب اللبناني من إمكانية سرقته من قبل الكيان ومن حق اللبنانيين الدفاع عن حقوقهم وحزب الله يهدد بوسائل كثيرة الأمر الذي جعل الاحتلال يؤجل الاستخراج أكثر من مرة ولكن لن يعمل الاحتلال على التأجيل بهدف الوصول إلى اتفاق مع لبنان ولكن لن يكون في صالح لبنان بأي شكل من الأشكال الأمر الذي يرفضه حزب الله ويبقي تهديده للاحتلال من الحقوق اللبنانية ويبقي إمكانية نشوب حرب بين لبنان عبر حزب الله والاحتلال الصهيوني الامر الذي ترفضه الإدارة الأمريكية في ظل الواقع الدولي والحرب الروسية الأوكرانية والتي لا تبدو أنها ستتوقف قريبا.
كل هذا الحديث يجرنا نحو غاز فلسطين المنهوب والذي مع الأسف بعض الدول العربية تشارك الكيان في النهب والسرقة، ويبدو أن الاحتلال وتلك الدول لا ينظرون لحقوق الشعب الفلسطيني في الغاز في مياهه داخل البحر المتوسط.
والسؤال ما موقف حماس والمقاومة في قطاع غزة الذي يقع على البحر الأبيض مما يجري وفي ظل الواقع الاقتصادي الذي يعيشه سكان قطاع غزة نتيجة الحصار الصهيوني منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما.
هل ستقف المقاومة متفرجة أو سيكون لها موقف ورسالة الى الكيان والدول المشاركة معه في نهب الغاز الفلسطيني.
اعتقد أن المقاومة في قطاع غزة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عمليات النعب والسرقة وهضم حقوق الفلسطينيين وخاصة غزة من حقها الطبيعي بالغاز.
رسالة المقاومة يجب ان تكون واضحة وجلية لكل الأطراف أن حق الشعب الفلسطيني كامل غير منقوص خط أحمر يجب أن يتوقف الجميع امامه، وإذا ظن الاحتلال والأطراف الاخرى بمنح غزة الفتات من حقوقه فهو أمر مرفوض وسيكون للمقاومة قولا واضحا وصريحا إما كامل الحقوق أو الدفاع عن الحق عسكريا سيكون هو الحل مهما كلف الأمر.
على الجميع أن يدرك ان الغاز هو حق كامل للفلسطينيين وتجاوزه لن تحمد عقباه والمواجهة ستكون في نهاية المطاف لو حدث أي تعد على الحقوق الفلسطينية، ولذلك على الجميع الحذر من أن الفلسطيني إن لم يحصل على كامل حقوقه فلن يكون هناك استخراج للغاز وربما تتحول منصات الغاز إلى شعلة من النار التي ستدمرها، وكما يقول القول المشهور (علي وعلى أعدائي) طالما لم يعط الفلسطيني حقه، هذا قول على الاحتلال فهمه وعلى الدول المساندة أيضا فهمه فلن يكون غاز المتوسط سهل المنال دون حقوق الفلسطينيين فيه.