لم يكن من السهل على والد الشهيد عبد الرحمن عابد أن يرى صورة نجله مدرجًا بدمائه الطاهرة، دون أن تذرف عيناه الدموع، كان مشهدًا مؤلمًا وموجعًا، أحد ضباط مخابرات الاحتلال قال "شوف هاي الصورة ابتعرفوا مين؟"، نظر والد الشهيد إلى الصورة وقد اغرورقت عيناه من الدمع قبل أن ينطلق لسانه: "نعم هذا ابني عبد الرحمن، وهذا أحمد عابد".
يقول أحدهم لوالد الشهيد عبد الرحمن بعد حصوله على المعلومات الكافية: "هيا اخرج من المكان!"؛ لكن والد الشهيد طلب رؤية جثمان نجله؛ فكان رد ضباط مخابرات الاحتلال حاسمًا: "تواصل مع الجيش والشؤون المدنية".
انتهى اللقاء الذي استمر نحو 3 ساعات متواصلة، كانت تمر ثقيلة على والد عبد الرحمن، لا سيما بعد أن تم استدعاؤه من الجيش في وقت مبكر والمكوث أمام حاجز الجلمة أكثر من ساعة، ثم الانتظار داخل غرفة المخابرات الإسرائيلية داخل الحاجز لأكثر من ساعتين.
ساعتان من الانتظار القاتل، وفجأة جاءه ضابط المخابرات لتنهال الأسئلة، أين عبد الرحمن؟، ماذا يعمل؟ في أي جهاز يعمل؟ أين كنت الليلة؟ كيف الأوضاع في الجلمة؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي انهالت على والد عبد الرحمن قبل أن يُسمح له برؤية صورة نجله الشهيد.
كانت الصورة مؤثرة، أصيب عبد الرحمن في رقبته بالرصاص، وكان مدرجاً بدمائه الطاهرة، ثم غادر والد عبد الرحمن على أمل أن يحتضن نجله الشهيد.
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت منذ فجر اليوم وقوع اشتباك مسلح بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال داخل حاجز الجلمة؛ ما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد الشابين "عبد الرحمن هاني عابد، وأحمد عابد".