قائمة الموقع

من يستجيب لنداء لمى غوشه

2022-09-14T17:17:00+03:00
تمديد اعتقال الصحفية لمى غوشة محكمة الاحتلال.jpg
بقلم/ خالد صادق

للمرة الخامسة مددت محكمة الاحتلال الصهيوني في القدس منذ اعتقالها، على أن تُعقد لها جلسة جديدة الأحد المقبل. لمى غوشه خرجت للمحكمة وهي مقيّدة، وأكّدت أنها محتجزة في ظروف قاسية في عزل سجن «هشارون» مع السّجناء المدنيين، وطالبت بالرجوع لأولادها وكانت تصرخ في قاعة المحكمة «بدي أولادي», فما هي الجريمة التي ارتكبتها لمى حتى تحرم من أولادها ويحرم أولادها منها, الجريمة المتهمة بها لمى هي التحريض ضد الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي, حيث اعتقلت سلطات الاحتلال الصحافية لمى غوشة من منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس في الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، بعد مصادرة حاسوبها، وهاتفها، واتّهمتها بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، علمًا أنها متزوجة وأم لطفلين (كرمل وقيس)، كما أنها طالبة ماجستير في برنامج الدراسات الإسرائيلية بجامعة بيرزيت. واعتقالها يأتي ضمن حملة يشنها الاحتلال الصهيوني على الصحفيين الفلسطينيين حيث بلغ عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال 17 صحفيا، بينهم ثلاث صحفيات وهن: بشرى الطويل، ودينا جرادات، ولمى غوشة, وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد قتلت في الحادي عشر من أيار مايو الماضي الإعلامية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة, واعتدت على جثمانها اثناء التشييع, ورفضت تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة المجرمين الصهاينة على جريمتهم, وصمت العالم على جرائم «إسرائيل», فتمادت بشكل اكبر في جرائمها وكثفت من اعتداءاتها على الصحفيين الفلسطينيين دون ان تبالي باي ردات فعل على سياستها الاجرامية تجاه الصحفيين الفلسطينيين, وتجد «إسرائيل» من يدافع عنها, ويستخدم حق النقد «الفيتو» لمنع أي ادانة لسياستها الاجرامية تجاه الفلسطينيين, فالعالم تحكمه شريعة الغاب.

لمى غوشه كصحفية من حقها ان تعبر عن رأيها بحرية كاملة, لان مهنتها الإعلامية تتطلب منها ذلك, لكن  نيابة الاحتلال الصهيوني لم يرق لها هذا الامر وقالت إنها تستعد لتقديم لائحة اتهام بحق غوشة, اللائحة تتضمن بعض العبارات التي تحدثت بها لمى عبر صفحتها على الفيسبوك, وصورة لاحد المقاومين وضعتها على صفحتها , يقول المحامي خالد زبارقه بعد الاطلاع على لائحة الاتهام الموجهة الى الصحفية لمى غوشة استطيع ان اقول بكل ثقة اننا أمام تطبيق لقانون الغاب الذي يسعى الى العبث في وعي الفلسطينيين بواسطة سطوة السلطة والقانون.  ما نسب الى الصحفية لمى هو منشورات تعكس من خلالها قناعات الشعب الفلسطيني في الاحداث الساخنة على الساحة الفلسطينية، وبطبيعة الحال فإن الفلسطيني ينحاز الى رواية وسردية شعبه الذي ينتمي اليه. ويسعى الاحتلال الاسرائيلي الى صهينة الخطاب العام الفلسطيني، او على اقل تقدير، فرض حالة من التنكر للرواية الفلسطينية حتى على مستوى النشر الاعلامي. هذه سياسة ظلامية ولا تستند الى نظرية علمية معتبرة، وتعكس حالة اليأس التي تنتاب صناع القرار عند الاحتلال لأنه بات على قناعة انه يخسر الرأي العام ليس فقط عند الشعب الفلسطيني وإنما ايضاً عند الشعوب العربية الحرة ولم يعد يستطيع التأثير لصالحه لذا فهو يلجأ الى ممارسة السياسات الخشنة من اعتقال ولوائح اتهام ومحاكمات وتمديد توقيف لكبت الرأي العام واسكاته. هذه السياسات فشلت عند أكثر الشعوب تخلفاً على وجه الكرة الارضية فبطبيعة الحال لن تنجح عند الشعب الفلسطيني العريق، الزميلة لمى أبو غوشه اججت معركة الوعي بيننا وبين الاحتلال، وفتحت الباب على مصراعيه لمحاربة الرواية الإسرائيلية وكل هذا الزيف الاستعماري، لذلك أرادوا ان يحاكموها ويحاسبوها على جرأتها وشجاعتها.

(بدي اولادي) ليست مجرد صرخة شوق من ام لأجل أطفالها المحرومين من حنانها, انها صرخة في ضمير العالم كله الذي يقف عاجزا امام جرائم «إسرائيل» صرخة في وجه مؤسسات حقوق الانسان ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية والحقوقية, هي صرخة في وجه القانون الدولي المشلول امام سطوة «إسرائيل» والإدارة الامريكية, صحيح ان لمى ليست من أصحاب العيون الزرقاء اللواتي ينتفض لهن برلمانو العالم, لكنها ابنة حي الشيخ جراح بالقدس والذي يخوض معركة وجود ضد «الفناء» الذي يحاول الاحتلال الوصول اليه من خلال تهجير اهله وسكانه, لذلك اختارت لمى طريقها «للخلود» وليس الفناء, ارادت ان تقول ان القدس خالدة, وحي الشيخ جراح لن يذوب في مستنقع التهويد, ارادت ان تقول ان ابنائي كرمل وقيس هناك في حي الشيخ جراح يشغلون حيز الفراغ الذي تركته بالأمس وانا اناضل ضد العنصرية والخطاب الكاذب والممجوج, ابي وامي هناك في حي الشيخ جراح وبيتي هناك, وقبر جدي وجدتي, تاريخي هناك واصولي هناك وتراثي هناك, لن تنتزعوني من مرتعي, حتى وان حاصرتموني بين جدران الزنزانة, اريد ابنائي ., اريد ان اتي اليهم الى مخدعهم الى حيهم الى مأمنهم, لا ان يأتوا الى بين جدران الزنزانة, من يستجيب للمى غوشه ويمسح دمعتها, بالتأكيد لن يكون القاضي او السجان, ولن تكون مؤسسات حقوق الانسان, انما ذاك المقاتل الذي رسمت صورته على صحفتها فهو الامل.

اخبار ذات صلة